الأردن اليوم- تمد سنابل القمح تيجانها، وتتطلع لموسم حصاد غير مسبوق هذا العام وقد غطت بلونها الذهبي ارجاء السودان في مساحة بلغت 750 ألف فدان (الفدان يعادل 2ر4 دونم تقريبا)، اكتست حلة صفراء زاهية مبشرة بالخير وبمحصول وفير بدأت عمليات حصاده منذ الاسبوع الاخير من شهر آذار الماضي.
وقد يفوق انتاج هذا العام المليون طن في وسط البلاد بينما يتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، وغالبا ما كانت البلاد تنتج ما لا يتجاوز 15 بالمئة إلى 17 بالمئة من الاستهلاك لكن انتاج هذا العام يتوقع ان يغطي 50 بالمئة من الاستهلاك المحلي بينما تغطي الدولة الفرق عن طريق الاستيراد.
وتقول الاحصاءات الرسمية انه يتوقع انتاج 6 الى 8 ملايين شوال بولاية الجزيرة لوحدها- وسط السودان – حيث يقع مشروع الجزيرة، وقد شارفت عمليات حصاد المحصول الاصفر على الاكتمال في مساحة بلغت 423 ألف فدان بنسبة تشمل الجزيرة والمناقل، حيث حقق الفدان إنتاجية بلغت في بعض الاقسام 32 شوالاً لأول مرة في تاريخ المشروع ، بينما بلغ متوسط الإنتاجية في المشروع كله بين 18 – 20 شوالا للفدان.
وخلال جولة سريعة في مناطق انتاج القمح هذا العام، تبين انه في ولاية النيل الأبيض بلغت جملة المساحات المزروعة قمحا 81 ألفا و803 أفدنة بمتوسط انتاج بلغ 3ر14 شوال للفدان.
وبلغت جملة المساحات المزروعة بالقمح بولاية سنار: وسط السودان، 1530 فدانا موزعة على ثلاثة مشروعات مروية بالولاية، وتشمل سنار 255 فدانا وشركة الوفاق 1200 وشركة الرماش 75 فدانا، وبلغ متوسط انتاج الفدان 13 شوالا وتستهدف الولاية بحسب وزارة الانتاج والموارد الاقتصادية زراعة 12 ألف فدان الموسم الشتوي المقبل.
أما في شمال السودان فقد تمت زراعة 133 الف فدان بالولاية الشمالية، شمال الخرطوم، بمتوسط 17 شوالا للفدان، فيما انتجت بعض المشروعات بالولاية 30 و 32 شوالا، بينما تمت زراعة 66 ألف و435 فدانا بكسلا شرق السودان بمتوسط انتاجية تسعة شوالات.
وبولاية نهر النيل بلغت مساحات زراعة القمح 43 ألف فدان بمتوسط انتاجية الفدان 25 شوالا، وتشتهر ولاية نهر النيل الى جانب زراعة القمح في الشتاء بزراعة الفول المصري، والحمص، الثوم والشمار والخضروات، والأعلاف، والبطاطا بجانب محاصيل بستانية ولكنها عزت نجاح الموسم الزراعي الشتوي لبرودة الطقس وخلو الموسم من الآفات الحشرية والنباتية.
ومن حيث استلام المحصول الاستراتيجي من المزارعين فقد حددت الدولة سعرا لشراء المحصول وهو 3500 جنيه للشوال (نحو 35 دولار اميركيا) وذلك تشجيعا للمنتج والاستفادة من المحصول كمخزون استراتيجي.
لذلك شكل رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك لجنة عليا لانجاح الموسم الزراعي انبثقت منها لجان بالولايات المنتجة للقمح لمتابعة موسم زراعة القمح وتوفير الحل الاني للتحديات والمعضلات التي تواجه سير عمليات الحصاد وليتم تلافيها في وقتها.
واثمر عمل اللجنة بتحقق النجاح لزراعة محصول القمح اذ واجهت المزارعين تحديات في بداية موسم الحصاد تمثلت في نقص الوقود والخيش الذي يعبأ فيه المحصول.
وفوق ذلك، واظهارا لجدية الحكومة في هذا الموسم دفع جهاز المخابرات العامة السوداني منذ بداية شهر نيسان الماضي أكثر من 300 عنصر من عناصره المتخصصة في أنشطة الأمن الإقتصادي والزراعي تحديدا لتأمين عمليات حصاد القمح، في كل من (الجزيرة، وكسلا، والنيل الأبيض، ونهر النيل، وسنار، والشمالية ومشروع الرهد الزراعي).
وقال جهاز المخابرات، إن القوات تهدف للحد من عمليات التهريب والمضاربة في عملية الشراء، فضلاً عن متابعة عمليات النقل والترحيل والتخزين في المواعين المخصصة، وتوفير الوقود وعملت على حل المشكلات التي طرأت ولاسيما شح الوقود وقلة الحاصدات ومواعين التخزين.
وفي شهر نيسان الماضي أعلنت الحكومة السودانية اكتمال عملية حصاد القمح بنسبة 98 بالمئة في المساحة المزروعة بالقمح في الموسم الشتوي، في وقت بدأت الاستعدادات للموسم الصيفي لزراعة نحو 23 مليون فدان دون عقبات تذكر.
وقال عضو المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء السوداني فايز السليك أنه تم حصاد نحو 4 ملايين ونصف طن ذرة، و700 ألف طن قمح، وكذلك حققت الزراعة نسبة 38 بالمئة من الصادرات بما يعادل مليارا ونصف المليار دولار.
وأكد منتجون بمشروع الجزيرة والمناقل أن إنتاجية القمح للموسم الشتوي غير مسبوقة رغم التحديات التي واجهت الموسم في بدايته متمثلة في شح الوقود وتذبذب الري ما أخرج مساحات كبيرة من دائرة الإنتاج بجانب الخيش وشح الوقود للحصاد، لافتين إلى أن هذه الإنتاجية تحققت بفضل عزيمة المنتجين وحرصهم على تحقيق إنتاجية تسهم بالمخزون الاستراتيجي.
كما أكد رئيس اللجنة العليا للحصاد بمشروع الجزيرة والمناقل وممثل المزارعين إبراهيم عثمان علي أن إنتاجية القمح للموسم الشتوي غير مسبوقة حيث حقق الفدان إنتاجية 32 شوالا لأول مرة في بعض الأقسام، بينما بلغ متوسط الإنتاجية 18 و 20 شوالا للفدان.
وقال ابراهيم ان إنتاجية مشروع الجزيرة فقط تسهم بنسبة 60 بالمئة من حاجة البلاد للقمح، داعيا لوضع سياسات محفزة للمنتجين لزيادة المساحات في الموسم المقبل ووضع أسعار تتناسب مع تكلفة الإنتاج بجانب توفير مياه الري والتي تمثل أهمية كبيرة في نجاح الموسم الزراعي.
ويقول نقابيون بمشروع الجزيرة ان نجاح موسم حصاد القمح يوفر للمخزون الاستراتيجي للبلاد نحو 3 الى 4 شهور من مادة الخبز.
واشارت احصاءات البنك الزراعي أن جملة تمويل العروة الشتوية بلغ 5 مليارات جنيه لمساحة 410 الاف فدان قمح بمشروع الجزيرة منها 155 ألف فدان تمويل فردي و 255 ألف فدان تمويل عبر إدارة مشروع الجزيرة ، لافتة إلى أن جملة تمويل الموسم الماضي لكل السودان بلغت 19 مليار جنيه سوداني.
وتعطي المؤشرات عن زراعة محصول القمح لهذا الموسم الامل والتفاؤل والبشرى بأن السودان سيحقق الاكتفاء الذاتي من هذه السلعة الاستراتيجية المهمة، وتمزيق فاتورة استيرادها في المواسم المقبلة.