الأحرار والشرفاء فقط هم المعنيون بقضية فلسطين والقدس..

الأردن اليوم-

انتشرت في الآونة الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغات أطلقها أشخاص ممن ينتسبون الى أمة العروبة ولإسلام، بعضها حمل وسم: (فلسطين ليست قضيتي) وبعضها حمل وسم (القدس شأن فلسطيني داخلي) وبعضها جاء تحت وسم (أنا لست معنيا بفلسطين ولا بالقدس) وكلها تتنكر لقضية فلسطين وتعتبرها شأن فلسطيني داخلي، كما أنها تتنكر في ذات الوقت للتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني الغادر الذي انطلق في العام 1948 تحت وطأة العصابات الصهيونية المدججة بالسلاح والعتاد بتواطؤ واضح من حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين في تلك الحقبة.

واضح أن هذه الحملات المسعورة التي تتضمن الكثير من المغالطات والإساءات، تأتي في سياق الهرولة لركوب موجة التطبيع مع العدو الصهيوني الغاشم الذي اغتصب الأرض ودنس المقدسات، والملفت أن مروجي هذه الهاشتاغات يدافعون بشراسة عن أركان الدولة الصهيونية المارقة الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب الفلسطيني مثل غولدا مائير ورابين وبيريس ونتنياهو وغيرهم من شذاذ الآفاق، بل أنهم يعتبرونهم قدوة ومثلا يحتذى.

حقا إنه لمؤلم أن نرى البعض وقد وصلوا الى هذا الدرك من الانحطاط الاخلاقي بتطاولهم على الشعب الفلسطيني وتنكرهم لتضحياته الأسطورية التي يشهد لها أحرار العالم في مشارق الأرض ومغاربها..

ونحن نقول لهؤلاء : نعم إن قضية فلسطين والقدس لا تعنيكم لأنها قضية الأحرار والشرفاء.. لا تعنيكم لأن فيها الطائفة المنصورة التي تحدث عنها رسولنا الكريم عليه السلام عندما قال: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ.. حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ).

القدس التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومعراج الرسول الكريم الى السماوات العلى، لا تعنيكم لأنكم متصهينون أكثر من الصهاينة أنفسهم.

فلسطين.. لا تعنيكم لأنها الأرض المباركة التي اختارها الله تعالى لتكون وجهة سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء وعاش على ثراها مع أنبياء الله ورسله: عيسى وإسحق ويعقوب ويوسف وسليمان وداود ويحيى وزكريا عليهم السلام، وهي موطن السيدة مريم والدة السيد المسيح عليهما، التي اصطفاها الله على نساء العالمين.

إن صلاح الدين الأيوبي الذي حرر فلسطين من الغزو الصليبي في عام 1187 ليس عربيا ولم يقل أنه غير معني بفلسطين أو أن قضية القدس شأن داخلي..

ولا أدري، فلعله من باب الصدفة أن تتزامن هذه الحملة المسعورة على فلسطين وشعبها مع ذكرى النكبة التي حدثت في العام 1948 والتي ستحل في الخامس عشر من شهر أيار الجاري، وشردته من دياره تحت وطأة الارهاب المسلح الذي مارسته العصابات الصهيونية المدججة بالسلاح والمجازر التي ارتكبتها في عموم البلدات الفلسطينية وخاصة في دير ياسين وكفر قاسم وقبية واللد بتواطؤ من حكومة الانتداب البريطاني التي كان وزير خارجيتها جيمس بلفور قد وعد قادة اليهود في عام 1917 باقامة وطن قومي لهم في فلسطين..

ولكن وبالرغم من حجم المصيبة الا ان الشعب الفلسطيني لم يستسلم للامر الواقع بل أن النكبة كانت سببا في شحذ همته وتعزيز صموده في وجه المؤامرات التي تحاك ضد قضيته العادلة في الصباح والمساء.. نعم إن ذلك التشرد دفع الشعب الفلسطيني للابداع والتفوق حتى أصبح الفلسطينييون من أنجح رجال الاعمال وأرباب الصناعة والتفوق الاكاديمي والعلمي والتقني في الدول التي استقروا فيها.. هذا هو الشعب الفلسطيني يا حثالة القوم يا من لا تمثلون إلا أنفسكم ومن هم على شاكلتكم.