الأردن اليوم- قال مرصد مصداقية الإعلام الأردني “أكيد”، إنَّ المقطع المصور الذي تمَّ تداوله بشكل واسع حول افتراض وجود نظريّة مؤامرة خلف جائحة “كورونا” من أجل ترويج استخدام شرائح إلكترونيّة صغيرة توضع في أجسام المرضى، بهدف الحصول على معلومات خاصة بهم والسّيطرة على عمليّاتهم الحيويّة، ثبت بعد التَّحقق عدم دقته.
وأضاف في تقرير صدر عنه اليوم الثلاثاء إنَّ المقطع استند إلى معلومات غير دقيقة، وأظهرت عملية التحقق أنّ جذور نظريّة المؤامرة هذه نبتت في الولايات المتّحدة، حيث تعرّض موظفو منظّمة أميركيّة غير ربحيّة تحمل الاسم المزعوم للشريحة “آي دي 2020″؛ للتّهديد بالقتل بعدما انتشرت هذه النّظريّة، والتي تندرج ضمن قائمة طويلة من المعلومات المغلوطة التي جرى تداولها منذ انتشار فيروس “كورونا”.
وأضاف أنَّ المنظّمة المعنيّة تقدّم خدمات استشاريّة لتعزيز البصمة الإلكترونيّة للأفراد والمؤسّسات والحكومات، وهي تعمل بالشراكة مع عدّة جهات من ضمنها شركة “ميكروسوفت” التي ارتبط اسم مؤسسها “بيل غيتس” بالمؤامرة أيضاً.
وبحسب “أكيد” فإنَّ مقطع الفيديو الذي انتشر عبر تطبيق “واتساب” جاء فيه أنّ الشّريحة تحتوي على هوائيّ إرسال واستقبال وذاكرة يحفظ فيها بيانات الشّخص وعائلته، بما في ذلك معلومات أوراقهم الثبوتيّة وحساباتهم البنكيّة، إضافة إلى إمكانيّة التّحكّم بوظائف جسد الشخص المحقون بالشّريحة، ومعالجة أمراض مزمنة، مع القدرة على سلب إرادة الأشخاص والسّيطرة عليهم.
وبين أنَّ الفيديو زعم أنّه تم حقن 10 ملايين شخص بهذه الشّرائح منذ أن سمحت الولايات المتّحدة باستخدامها في عام 2004، وأضاف أنّ الشرائح تُستخدم لأفراد القوّات الخاصة في الجيش الأميركيّ، وغيره من الجيوش.
وبين أنَّ التّكهّنات حول ضلوع “غيتس” في المؤامرة هي نتيجة تحليل غير دقيق لتصريح أدلى به خلال مؤتمر قال فيه إن الدّول في صراع حول أيّ قطاعات يجب السّماح لها بالعمل في ظل الجائحة، وأيّ قطاعات يجب أن تُغلق، وأضاف أنّه “في النّهاية سيكون لدينا سجلّات إلكترونيّة تُظهر من تعافى من المرض ومن خضع للفحص مؤخراً، ومن تلقّى مطعوماً ضد الفيروس، بعد تطوير مطعوم”.
ولفت إلى أنَّ رد مؤسّسة “بيل وميلنيدا غيتس” جاء بعد مزاعم المؤامرة أنّ المقصود بـ “السّجلات الإلكترونيّة” هو جهود إنشاء منصّة إلكترونيّة تساعد على الوصول إلى معلومات عن فحوصات “كورونا”، وهو ما ينفي صحّة ما تمّ تداوله حول حقن شرائح إلكرونيّة في أجساد المصابين بالفيروس.
وأشار التقرير إلى أنَّ كوريا الجنوبيّة، على سبيل المثال، طوّرت منصّة إلكترونيّة مشابهة تتضمّن معلومات مُفصّلة عن إجراءات الفحص وأماكن تواجد المصابين ؛ بهدف تحذير غير المصابين.
وقال إنَّه ووفقاً لمعهد “رويترز” لدراسة الصّحافة، فإنّ الجزء الأكبر من الإشاعات والمعلومات المغلوطة المتداوَلة حول العالم والتي تتعلّق بجائحة “كورونا” ترتبط بمؤسّسات حكوميّة وهيئات ومنظّمات دوليّة.
وجاء في التَّقرير أنَّ مقطع الفيديو تضمّن معلومة صحيحة وهي أنّ إدارة الغذاء والدّواء الأميركيّة سمحت عام 2004 بحقن الأفراد بشريحة إلكترونيّة بحجم حبّة الأرزّ “فير شيب”، طوّرتها شركة خاصّة؛ بهدف تسهيل الوصول إلى السّجلات الطبيّة للمرضى، وإنقاذ حياة المرضى فور وصولهم إلى غرف الإسعاف عبر جهاز يقرأ الموجات الراديويّة وتمّ حقن ألف شخص في المنطقة بين الكتف والكوع.
وبين أنَّه سرعان ما زاد انتشار فكرة حقن الشّرائح لأهداف أخرى، مثل تسهيل الدّخول إلى أماكن تحتاج إلى رقم سرّي مثل إدارات شركات أو مصاعد مُؤمّنة، وعادةَ ما يتم الحقن في هذه الحالة بين الإبهام والسبّابة. لكن يبقى العدد الكلّيّ للأشخاص الذين تمّ حقنهم بالشّرائح غير معروف.
ودعا أكيد مستخدمي وسائل التّواصل الاجتماعي إلى التحقق من صحّة المعلومات ودقّتها قبل إعادة نشرها؛ لتجنّب الإسهام في نشر الإشاعات، وهو ما يترتّب عليه مسؤوليّة قانونيّة.