هذا هو الاردن أرضا وشعبا وقيادة ، يحتفي باستقلاله اليوم في ضل ظروف لم يشهدها من قبل ، يتسامى فوق كل الصغائر والمكائد والظنون ، ويبسط يده للخير والعطاء ونكران الذات ، ويجسد أسمى وأنقى صور المحبة والتكافل والإيثار ، في وقت الضيق والشدة يردد أهله “سنصبر حتى يمل الصبر منا”ما أغلق بابه في وجه مظلوم او مستجير او محروم ، جيشه العربي ربيع العمر وبلسم الشفاء بطلته وهيبته وحضوره وإنسانيته .
ما اعظم حضورك أيها الوطن ، قيادتك واهلك وجيشك ، فأينما حللت او ارتحلت باي من رموزك هذه حل الخير والطمأنينة والامل ، واستبشر الناس خيرا لان رسالتك حب الناس واحترام إنسانية الانسان ، وحريته وكرامته وتسارع دوما لإدخال الفرح والسرور على قلوب الخلق ، فما ابهاك يا وطني وما اجمل ذكرك. وسيرتك ومسيرتك ، وسنبقى نردد على المدى وطني أمني قلمي ، عَلمي عنواني ، نقول بأعلى صوت “اصيل من يومك وما تحتاج تمجيد اصلك اصيل وفيك ساس الأصالة ” وعندما تطالعنا المناسبات العزيزة ، تطالعنا تضحيات الرجال الاوفياء والامهات الغاليات ، ويرتقي اسمك يا وطني يطاول عنان السماء ، ويشمخ علم الحرية والاستقلال فوق رؤوس النشامى من أبناء الاردن، وفي اول صفوفهم مواكب الجيش العربي الذي يحمي الاستقلال ويصون منجزاته ، ويقدم في سبيله الدماء والارواح ، حيث يستوقفنا دم الشهداء وتضحيات الرجال وعطاء الآباء والاجداد من المتقاعدين العسكريين الذين افنوا حياتهم وزهرات شبابهم ، يبنون الاردن على وقع كبرياء وفروسية وشجاعة أهله وجيشه وحكمة قيادته الذين سطروا اروع البطولات على مدى تاريخه العابق بالمجد والفروسية ، والمكلل بقيم الجندية ونواميسها، فما تخاذل يوما عن اداء واجب في ميادين القتال او في ساحات الوغى ولا تنازل عن دوره الإنساني في احلك الظروف والاحوال.
هذا هو وطني الاردن ، عنوان القوه والمنعة ، وصاحب الإرادة والمبدأ، يواصل مشواره رغم التحديات فقد واجهها بالصبر والحكمة والتعاون والتكافل ، يرسم للعالم صورة ناصعة عن وطن يعمل يدا بيد ، قيادته واهله ومؤسساته ، وينشر الأمل في الليالي الحالكات ، مستعينا بالله اولا ، ثم بعزيمة وارادة شعبه الوفي لقيادته وجيشه الذي نذر نفسه دفاعا عن ثراه الطهور ، وليكون على المدى جيشا لكل العرب ، يتفيأ روحانيات رسالة الحق ورسالة الثوره ، ويفيض حبا وحنانا وعنفوانا وعزيمة ، تمتزج في دمه الذي خضب أسوار القدس وهضابها وسهول فلسطين والكرامه والجولان ، وله في كل ارض عربيه ، سيرة ومسيرة مباركة ، لانه التاج الذي يزين هاماتنا ويختصر الحديث كله باسم “الجيش العربي ” هيبة الوطن وعنوان أمنه واستقلاله واستقراره ، فلكم الهيبة والوقار يا حملة الشعار ، ولكم الدعاء الخالص بان يحفظكم العزيز الغفّار .
اللواء المتقاعد
عوده ارشيد الشديفات