كتب – فارس الحباشنة
الكلام الآن عن مبادرة مصرية بشأن الحرب الليبية. المبادرة جاءت بعدما تراجعت قوات المشير حفتر الرجل القوي في ليبيا، وفشله في السيطرة على طرابلس بسبب التدخل التركي المبارك امريكيا.
المبادرة، هل تأتي لحماية حفتر، وهل بمقدورها ؟ وهل ستنهي الحرب الليبية ؟ وهل يستجيب اطراف الصراع الليبي المباشرين والوكلاء للمبادرة المصرية التي لاقت عربيا من المغرب الى المشرق تأييدا منقسما حولها؟
الأهم ان الازمة الليبية مفتوحة على التصعيد اقليميا ودوليا، والاحتمالات مفتوحة على عواقب وخيمة لاشتعال شرارة حرب ليبية، استنساخ للكتالوغ السوري، حرب بالوكالة وبلا نهايات.
اسئلة مهمة، ولربما بعضها كان مثار اهتمام سياسي عربي.
فماذا لو ان اللاعبين الكبار العرب والاجانب لم يستجبوا للمبادرة ؟ فما هي خطوة وتكتيك مصر وحلفائها التالي ؟ وقد ظهروا حلفاء مصر، وتحديدا الذين اعلنوا عن تأييدهم للمبادرة، فيما اعلنت دول عن رفضها.
الاحتمالات كلها مفتوحة. والتدخل التركي في لبيبا، وما فرض من تغييرات على الارض في موازين القوى، وقواعد اللعبة. موقع ليبيا الاستراتيجي وما تملك من ثروات في باطنها تجعل من الصعب والمستحيل القول ان الاتراك حسموا المعركة عسكريا.
فهل ستكون اللحظة مواتية لولادة قوة عسكرية عربية مشتركة ؟ مهمة القوة تكون استعادة التوازن في الصراع الليبي، ووقف التدخل التركي، واطماع السلطان اردوغان في ترسيم حدود جديدة على الخرائط مع ليبيا بعدما تم الاعلان عن اكتشاف الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
يبدو اننا امام مرحلة جديدة من الصراع في ليبيا والاقليم. الخروج من عنصر المهادنة، والحرب والعلاقات الباردة بين دول عربية مع تركيا، واطماع الخليفة اردوغان، واحلام استعادة امجاد السلطنة الضائعة في متاهات الجغرافيا العربية الممزقة بالحروب والصراعات والانشقاقات البينية.
من المفارقات الصعبة في صراعات الاقليم، والحروب بالوكالة المندلعة والقائمة على الاراضي العربية ، ان يجدول ويحدد العرب من هو عدوهم وصديقهم ؟
تركيا هندست نفوذها في ليبيا باتفاقيات امنية مع حكومة فايز السراج بطرابلس المعترف بها دوليا. الروس مازالوا صامتين، والاوروبيون غير منخرطين مباشرة بالازمة، ويتعاملوا معها على غرار الازمة السورية، وكما يبدو فان واشنطن اعطت الضوء الاخضر لانقرة لتقطع الطريق على النفوذ الروسي.
البلدان روسيا وتركيا لاعبان مؤثران ورئيسان وحاضران في سورية وليبيا، ومصالحهما الاستراتيجية والاقتصادية تتقاطع. ومتفقان على تقسيم الكعكة الليبية والسورية، ويهمشا اي اطراف اقيلمية ودولية تبحث عن نفوذ ودور في الساحتين الليبية والسورية.
الموضوع الاهم،ما بين تثبيت تركيا لنفوذها القوي في لبيبا، والرفض القاطع المصري والعربي المجزوء للتدخل التركي. فهل ستكون لحظة مواتية لولادة حرب جديدة، ام ستخطف اطراف دولية الازمة، وتفتح باب المشاورات الدبلوماسية لولادة استانة ليبية جديدة على غرار استانة سورية بين روسيا وتركيا، وتحت الرعاية الاوروبية ؟