جریمة النقابة من القاتل؟
د.منذر الحوارات
حیمنا یواجه اي شعب المصاعب یوحد قواه ویستجمع طاقاته لمواجھة الخطر والتحدي والعبور بأمان بأقل قدر من الخسائر، إلا أن العكس یحصل في بلدنا ففي
مواجھة القادم الصعب تتقشمر الحكومة بكل جد للإنقضاض على بقایا مؤسسات المجتمع المدني وتتحین الفرصة إما لتحییدھا او تعطیلھا، وحتى الناشطین بداءت
بعملیة تأدیب ممنھجة للتخلص من اي صوت یحاول الوقوف في مواجھة الأخطاء التي تتراكم منذ حین إلى أن غطى غبارھا اي إمكانیة للوصول إلى حقیقة الأشیاء.
فكیف یمكن تبریر اللغاء نتائج انتخابات شرعیة لواحدة من أعرق النقابات والدوس بدم بارد على إرادة مجموعة مرموقة من أبناء المجتمع لھم مكانتھم وإحترامھم
ُ ودورھم المقدر ، من سمح لنفسھ بالاستھانة بقرار الكلیة الانتخابیة، كل ذلك تحت ذریعة( تعذر) ،
وحتى لو كان ثمة خطاء ارتكبھ تیار في جسم النقابة وذلك لم یتجاوز الآلیات المسموحة داخل نظامھا الداخلي ولا یعتبر ذریعة لتجاوز الطلب بإجراء انتخابات جدیدة
والذھاب لحل مجلس النقابة، وبدون شك ھذا التصرف یعكس سلوك وقناعة لدى الحكومات بھامشیة المجتمع وھامشیة خیاراتھ وإحساس عمیق بھیمنتھا على الدولة
بشقیھا المدني الاجتماعي والحكومي، فممنوع التفكیر إلا في الإطار المطلوب وفي سیاق ما ھو مقرر سلفاً
وللأسف حتى المعارضة النقابیة لم تختلف كثیراً عن منطق الحكومة ونھجھا في التفكیر، فكان حس الانتقام ھو الغالب على سلوكھا، فتحینت اللحظة بعیداً عن
حسابات المصلحة الكلیة للنقابة ، وأنقضت لتصفي ربما حسابات قدیمة، وھي بذلك فتحت الباب على مصراعیة لتدخل حكومي بمبررات من داخل جسم النقابة، إذا
كان ذلك مقصوداً فتلك جریمة وإن لم یكن كذلك فإن تجربة عقود من العمل السیاسي كانت بلا فائدة او جدوى، وھنا تكون الطامة الكبرى وھي فتح الطریق على
مصراعیھ لخطوة مماثلة قریبة وعلى نقابة قد یخمنھا اغلب القارئین.
ولا یزال الاحساس بالخیبة یلاحق كل منّا. اذا كانت الحكومة غیر قادرة على استیعاب تنوع المجتمع، والمعارضة مثل ذلك فكیف اذاً یمكننا الحدیث عن مواجھة
تحدیات المستقبل وتداعیات؟
یبقى السؤال لقد وقعت جریمة بحق النقابة فمن القاتل؟