العميد المتقاعد هاشم المجالي يكتب: الأرجيلة و الحكومة.
باديء ذي بدء انا لست متعاطيا ولا مدمنا على الأرجيلة ، ولكنني من خلال تجوالي وبعد ان تواصل معي الكثير من اصحابين محلات الكوفي شوبات الذين كانوا يقدمون الأراجيل بمحلاتهم وهي بالمناسبة سبب جلبهم وجذبهم للزبائن وهم قد منعوا الآن من تقديمها لعدم وجود تراسات خارجية في محلاتهم .
لقد قمت ببعض الجولات الميدانية في عمان ووجدت أن هذا القرار الذي اتخذته الحكومة قرارا جائرا ومدمرا لمن يملك كوفي شوب لا يحتوي على تراسات خارجية بينما هو مربحا لمن لديه هذه التراسات ، ولكنه هو أيضأ مخالفا لمنظمة الصحة العالمية التي تمنع التدخين والأراجيل في المحلات والأماكن العامة .
عندما تسمح الحكومة لبعض من الجونيات أصحاب الكوفي شوبات وتمنع عن البسطاء والذين لا واسطة لهم ولا حيلة فهذا والله بحد ذاته هو الظلم ، والسبب في ذلك أن هذا الدخان الذي يخرج من الأراجيل وينتشر في الهواء من التراسات الخارجية هو نفسه الدخان الذين يخرج من الشفاطات و الشبابيك والذي يستنشقه الكثير من المشاة والغير متعاطين معها والذين يرغبون في الجلوس على التراسات الخارجية في اجواء الصيف الحارة .
ولهذا فإما أن تمنعوا الأراجيل في المحلات العامة كلها بتراسات او بغيرها ، وإما ان تسمحوا بها مع الضوابط الصحية والوقائية والتباعد الإجتماعي .
كلنا يعلم ان محلات الكوفي شوبات كلها تحتوي على شفاطات للهواء ومراوح وكنديشنات تشفط الهواء والدخان بما يحتوي وتنشره في محيطنا الخارجي الذي نستنشقه نحن أيضا الجالسين على التراسات او الماشين على الأرصفة من تدخين الأرجيلة ، وهذان المصدران لا يختلفان عن بعضهما البعض عندما ينتشران بالهواء المحيط بنا ، فكلاهما يتم استنشاقهما ويضران بالصحة العامة .
اتمنى ولو لمرة واحدة ان تتخذ هذه الحكومة قرارا واحدا لا يكون فيه محاباة أو إستثناء لبعض الجونيات الذي يملكون بعضا من هذه الكوفي شوبات والذين يعرف كلنا ان الكثير منها تعود ملكيتها لأبناء أصحاب الدولة والمعالي السابقين أو لأصحاب السعادة من النواب .
الأرجيلة يا حكومة إما ان تسمحوا بها او أن لا تسمحوا ، ولكن أن يكون هناك كوفي شوب يسمح له بإستخدام الأرجيلة ويمتلئ بالزبائن كونه يحتوي على تراسات خارجية ، بينما كوفي شوب أخر مجاورا وملاصقا له مشرعة ومفتوحة ابوابه وشبابيكة يمنع عليه بيع الأراجيل لعدم وجود تراسات ، مما يجعل صاحبه يئِن ويصيح من عدم قدرته على دفع ذات الإلتزامات من الأجرة والكهرباء وأجرة العمال الذي يدفعها ابو التراسات ، وكل ذلك بسبب عدم السماح له ببيع الأرجيلة لعدم وجود تراسات عنده.
لعن الله ابو الأرجيلة وصانعها وابو الترسارات ومبررها التي جعلت لها ايضا مكانة في قرارت الحكومة وجعلت الجونيات يستغلون نفوذهم من خلالها .