وادي الأردن: موسم زراعي “استثنائي” يخالف خسائر كورونا

68

فيما يشارف الموسم الزراعي الذي يعد الأفضل منذ ثمانية أعوام في وادي الأردن على نهايته، يشرع عدد كبير من المزارعين بعمليات التجهيز للزراعة الصيفية والموسم المقبل، مدفوعين بما حققوه من فائدة خاصة خلال أزمة “كورونا”، التي شكلت لهم حافزا مهما لمواصلة العمل خلال الفترة المقبلة.
ويؤكد المزارع طعان العبادي أن أسعار البيع خلال الموسم المنتهي كانت الأفضل بالنسبة للمزارعين منذ ثمانية أعوام، مشيرا إلى أن المزارع الذي لم يحقق فائدة خلال الموسم لم يتعرض للخسارة، على خلاف المواسم الماضية التي شهدت انتكاسات كبيرة.
ويبين أن الفائدة التي حققها المزارع ستنعكس إيجابا على قدرته على مواصلة العمل خلال الفترة المقبلة سواء بتجهيز الأرض أو زراعة المحاصيل الصيفية ذات التكلفة القليلة، لافتا إلى أن غالبية المزارعين استطاعوا خلال الموسم المنتهي تسديد التزاماتهم لشركات الكمسيون، الأمر الذي سيشكل حافزا لها لتقديم الدعم للمزارعين للإنفاق على عمليات التجهيز.
ولم يخفِ مزارعون مخاوفهم من عودة الأوضاع إلى سابق عهدها اذا ما ازدادت مساحة الأرض المزروعة خلال الموسم المقبل والذي قد ينتج عنه فائض بالإنتاج، آملين أن يتم إيجاد حلول جذرية لمشكة التسويق قبل بدء الإنتاج.
ويؤكد محمود العجوري أن الموسم يعد الأفضل خلال الأعوام الثمانية الماضية رغم المعوقات التسويقية التي عاناها المزارع، مضيفا أن الأوضاع الحالية تفتح الباب لتعافي القطاع الزراعي بعد أعوام عجاف تسببت بهجر عدد كبير من المزارعين للمهنة في حال لم يحدث فائض في الإنتاج.
ويرى أن ما يحتاجه مزارعو الوادي بعد الآن هو العمل بجد على حل مشكلة التسويق من خلال إيجاد بنية تحتية تسويقية مؤسسية تكون قادرة على استغلال الميزة النسبية لوادي الأردن، إضافة إلى التوجه للصناعات الغذائية كبديل استراتيجي لحل مشكلة التسويق، لافتا إلى أن المزارع لن يحتمل العودة إلى سلسلة الخسائر التي أنهكت القطاع برمته.
ويرى مدير سوق العارضة المركزي للخضار المهندس أحمد الختالين، أن الموسم المنصرم يعد الأفضل منذ بدء الأحداث الأمنية في دول الجوار العام 2011، موضحا أنه باستثناء عاصفة التنين التي ألحقت أضرارا بالغة بعدد من المزارعين، فإن الموسم شهد انفراجا في الأوضاع الاقتصادية مكنهم من سداد جزء من ديونهم وساعدهم على البدء بالتجهيز للموسم المقبل.
ويشير إلى أن تراجع كميات الخضار الواردة الى السوق أسهم بانتهاء الموسم الزراعي في وادي الأردن لهذا العام، مضيفا أن واردات السوق من المنتجات الزراعية تكاد لا تذكر وغالبيتها من الخضار ذات الجودة المتدنية التي يقتصر بيعها على تجار التجزئة.
تراجع الكميات، بحسب الختالين، دفع الوسطاء والمصدرين الى إغلاق محلاتهم التجارية والانتقال للعمل في عمان، الأمر الذي حدا بمزارعي الوادي إلى توريد منتوجاتهم الجيدة الى سوق عمان المركزي الذي يعج بالتجار والمصدرين للحصول على أسعار أفضل.
ومن جانبه، يقول رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، إن الاستعدادات للتحضير للزارعة في منطقة وادي الأردن تبدأ فور انتهاء الموسم، لافتا إلى أن الموسم المنقضي شهد تحسنا ملحوظا على مستوى أسعار البيع، رغم أن المستفيدين لم يشكلوا الغالبية.
ويرى أنه لا يمكن التفاؤل بالموسم المقبل، في ظل وجود الكثير من التحديات كارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بشكل كبير وتراكم المديونية الزراعية واستمرار إغلاق الأسواق التصديرية الرئيسية وعدم توفر العمالة الزراعية الكافية، مشددا على ضرورة إعادة النظر بالإجراءات الحكومية المتعلقة بالعمالة الوافدة؛ إذ إن عمليات التجهيز بدأت من إزالة مخلفات الموسم من بلاستيك وشبكات ري وتحتاج إلى مجهود بدني لا تقوى عليه العمالة المحلية.
يذكر أن سوق العارضة المركزي موسمي يبدأ عمله عادة مع بدايات شهر تشرين الأول (اكتوبر) من كل عام وحتى أواسط حزيران (يونيو).

اترك رد