“طوابير الخبز” تعود إلى لبنان بفعل أزمة الدولار
تشهد أفران الخبز في بيروت ومعظم المناطق اللبنانية، تهافتا كبيرا للبنانيين على شراء الخبز، بعد غيابه من المحال التجارية.
ويعود سبب هذا التهافت إلى امتناع الأفران عن توزيع الخبز على المحال التجارية، في ظل ارتفاع سعر الدولار وعدم قدرة أصحاب الأفران على تغطية الكلفة الكبيرة لبعض المواد المصنعة والمعلبة للخبز، كالسكر والخميرة وأكياس التغليف وصيانة الأدوات، بحسب ما يقولون.
ونفى نقيب الأفران علي إبراهيم وجود أزمة طحين في لبنان، “لكن الأزمة تتعلق بكلفة الإنتاج العالية بعد وصول الدولار الى قرابة 8 آلاف ليرة لبنانية”.
واصطف الناس بطوابير طويلة في بيروت، وصيدا جنوب لبنان، وطرابلس شمالي البلاد، وجبل لبنان، للحصول على الخبز وسط مخاوف من انقطاعه عن الأسواق.
وعمد البعض إلى بيع ربطة الخبز بـ3000 ليرة بدل سعرها الرسمي الذي يبلغ 1500 ليرة لبنانية.
وفقد الخبز من الأسواق المحلية السبت، مما دفع الآلاف للتهافت على شرائه مباشرة من الأفران.
وأعلنت الأفران والمخابز في منطقة بعلبك شرقي لبنان عن نفاذ الكميات لديها بسبب الطلب غير المسبوق على الخبز.
وأدت زحمة المواطنين أمام الأفران إلى أزمة سير خانقة في عدد من الشوارع والطرقات الأساسية في البلاد.
ويقول أصحاب الأفران والمخابز أن تكلفة الإنتاج على وقع تقلب أسعار الدولار هي السبب لامتناعهم عن توزيعه للمحال التجارية.
وتسود حالة من الغضب الشعبي بسبب أزمة الخبز، ويقول كثيرون إن مشهد الطوابير أمام الأفران يشبه إلى حد كبير مشاهد الحرب الأهلية اللبنانية، عندما كان الناس يصطفون بطوابير بانتظار شراء ربطة خبز واحدة.
ويقول ناشطون إن الأزمة تعكس حجم الإذلال الذي سببته الطبقة السياسية للبنانيين.
ويدعم لبنان الرسمي الطحين المستورد بالدولار الأميركي، بينما يقوم مصرف لبنان بدعم المواد الأولوية من احتياطاته المتبقية بالعملة الصعبة.
ويغرق لبنان في أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ أشهر.
وقال رجل ستيني في ساحة ساسين لسكاي نيوز عربية إنه غير قادر على شراء ربطة خبز واحدة “بسبب الأوضاع المزرية في البلد”.