حمادة فراعنة يكتب: محطات الأمل

76

محطات الأمل بقلم حمادة فراعنة

1 – خبرات جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح.

2 – وحاجة حركة فتح لتجديد دورها، واستعادة مبادراتها الكفاحية في مواجهة سنوات الفشل الطويلة القائمة على الإحباط والرضوخ والانقسام وعدم تحقيق انجازات.

3 – وتطرف المستعمرة وجنوحها إلى الضم والتوسع والاستيطان الاستعماري، بلا أي رادع لهضم أرض الفلسطينيين، ومنع فرص الحياة عنهم نحو دولة مستقلة، وقتل شبه يومي اخرهم إياد الحلاق إلى أحمد عريقات والقائمة تطول بالمئات والآلاف من تصفية البشر وكل واحد منهم أسوأ وأقصى من جورج فلويد.

تكاملت هذه العوامل وأنضجت التحرك الوطني، والتجاوب مع أجندة حكومة السلطة الفلسطينية مع قواعد حركة فتح ورغبة شعبية وحزبية فصائلية كامنة متحفزة للتعبير عن رفضها للاحتلال والعمل ضده والتصدي لسلوكه الاستعماري البغيض.

قرار الرئيس الفلسطيني يوم 20 أيار 2020 بتجميد التنسيق مع سلطات المستعمرة، لم يكسب مصداقيته حتى جاء قرار حكومة اشتيه في رفض استلام أموال المقاصة من مالية المستعمرة، وانعكاس ذلك على رواتب العاملين لدى مؤسسات ودوائر السلطة الفلسطينية، أدى إلى إحداث الصدمة المطلوبة، والاحساس بالمرارة لدى الجمهور وفرض عليهم مصداقية القرار ومتطلبات المواجهة، وهز المشهد الاجتماعي الاقتصادي المعيشي، وشكل بداية الرعشة السياسية الأكثر حاجة لصياغة الفعل الكفاحي المتدرج ضد الاحتلال.

الصدمة الشعبية ضد الاحتلال كانت متواصلة ومتقطعة في مواقع المصادرة والهدم، ولكنها لم تفعل فعلها في تفجير انتفاضة كفاحية في مواجهة الاحتلال، ولذلك تبرز أهمية الأجندة التدريجية للتحرك الجماهيري عبر مهرجانات الغور المستهدف بدءاً من أريحا يوم 22 حزيران 2020، وبعدها في فصايل وبردلة والقائمة ستطول إذا بقي قرار المواجهة والتصعيد المتدرج الذي يستهدف وجود الاحتلال برمته، وليس وقف الضم وحسب.

في مهرجان أريحا برز موقف القائد الوطني محمد بركة رئيس لجنة المتابعة الفلسطينية في مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، تعبيراً عن الشراكة، فالضلع الفلسطيني الثالث مستهدف بقانون يهودية الدولة العنصري في مناطق 48، والهدم متواصل في النقب من قرية العراقيب التي تعرضت للهدم عشرات المرات، وإعادة البناء لعشرات المرات المماثلة، امتداداً لقرى خربة الوطن وبير هداج وبير الحمام التي هب أهل النقب للتضامن مع أهلها وسكانها وإعادة بنائها في تحد بارز عبر العمل التطوعي الذي يجب أن تنتقل مفاعيله إلى مواقع الضفة الفلسطينية لتكون مواقع الاستهداف الاستيطاني مراكز للنشاط التطوعي من خلال حشد الفلسطينيين وتنشيط دوافعهم للبناء وللنضال معاً.

في مناطق 48، تظهر الشراكة العربية العبرية، والفلسطينية الإسرائيلية كما ظهر في مهرجان تل أبيب يوم 6 حزيران 2020، ضد الاحتلال، وهذا ما فقده مهرجان أريحا يوم 22حزيران، فلو كان النائب عوفر كسيف الشيوعي الباسل مشاركاً في المهرجان وهو الأصلب في مواجهة سياسات المستعمرة، ورئيس حزب ميرتس نيتسان هروفيتش لكان المهرجان أعطى مدلولاً أقوى أن هنالك عبرانيين إسرائيليين مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والصهيونية، وضد العنصرية والاستعمار، وأنهم مع حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا ما يجب أن يتحقق، أن يكسب الفلسطينيون انحيازات إسرائيلية لعدالة قضيتهم وشرعية نضالهم، وهذا ما يجب أن يكون في مهرجاناتهم اللاحقة، وأن لا يُغيبوا العنصر العبري الإسرائيلي في شراكتهم ضد الاحتلال، على طريق الحرية والانتصار.

اترك رد