طروحات لتشغيل الشباب في زمن كورونا
أ.د محمد طالب عبيدات
في زمن جائحة كورونا ظهرت الأزمة الإقتصادية العالمية من جديد؛ كما تفاقمت نسبة البطالة بين الشباب وأُنهيت خدمات بعضهم؛ وكان التحدّي الإقتصادي أولوية وطنية لغايات تشغيل الشباب المتعلّم والعاطل عن العمل وتمكينهم إقتصادياً، والذي بات يشكّل أكثر من سبعين ألف شاب سنوياً تضُخّهم الجامعات المحلية والخارجية، وحيث أن هنالك حوالي ٣٥٠ ألف مُتقدّم للوظائف في أروقة ديوان الخدمة المدنية ولا يتوظّف في القطاع العام منهم أكثر من ٨٪ إلى ١٠٪ سنوياً، فهنالك حاجة ماسّة لمشاريع وأفكار خلّاقة للمساهمة في تشغيل الشباب المتعلّم من حملة الشهادات والمهارات، وتالياً بعض الأفكار القابلة للتطبيق والتي تنسجم والرؤى الملكية السامية لإيجاد فرص العمل للشباب وتمكينهم إقتصادياً:
1. صندوق الإستثمار للمغتربين الأردنيين: الفكرة تتطلّب إنشاء صندوق إستثماري ونافذة تمويلية من قبل المغتربين الأردنيين أنفسهم والمضي قدماً في إدارة الصندوق وعمل مشاريع تنموية تهدف لتشغيل الشباب والإستثمار في مشاريع تحقق ربحاً لهم وتوجد فرص عمل في المحافظات والألوية تتناسب مع البيئات المحلية.
2. أراضي الخزينة غير المُستغلّة: الفكرة تقتضي بتخصيص أراضي مشاع قريبة من التجمعات السكانية وتقسيمها وتوزيعها على الشباب والطلب منهم إستصلاحها والبدء بمشاريع تتناسب وإبداعاتهم وطاقاتهم وميولهم أو على الأقل زراعتها وخلق بيئة زراعية جاذبة، وفِي حال نجاح المشروع تُسجّل الأراضي للشباب أصحاب قصص النجاح.
3. التعاونيات: فكرة التعاونيات قديمة-جديدة حيث الأصل التعاضد في المال بين المجتمع المحلي لإيجاد مشاريع طموحة على الأرض، وما أكثر هذه المشاريع وتنوعها في الإسكان والزراعة والصناعة والتصنيع الغذائي والتكنولوجيا العصرية وغيرها.
4. صندوق التنمية والتشغيل: هذا الصندوق من أكثر المشاريع الوطنية طموحاً حيث ساهم في خلق الكثير من قصص النجاح من خلال تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والريادية، والمطلوب هنا زيادة الدعم المالي الحكومي للصندوق وتوسيعه أفقياً وعمودياً.
5. الخدمات مقابل الأجور: الفكرة هنا لإيجاد شركات صغيرة -حتى وإن كانت في بيوت الشباب- لغايات تحضير الخدمات المطلوبة كالخدمات الحاسوبية والبرمجيات وغيرها وتصديرها للخارج من خلال شراكات مع وسطاء لهذه الغاية.
6. الريادة: ربما تكون الريادة والمشاريع المنبثقة عنها من أنجح الأفكار العصرية لتشغيل الشباب، حيث التنوع والكم في الإستثمار من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
7. التعليم المهني: التوجُّه صوب التعليم المهني باتت ضرورة وطنية مُلحة لتشغيل الشباب، وهذا بالطبع يتناسب وطروحات وتوصيات لجنة الموارد البشرية للتوجّه صوب المهارات المطلوبة لسوق العمل، لغايات مواءمة مخرجات التعليم العالي وسوق العمل، وهذا بالطبع يحتاج للكثير من العمل لإقناع الشباب وأهليهم وإيجاد البيئة والثقافة المجتمعية المناسبة لذلك.
8. هنالك الكثير من الأفكار الطموحة لتشغيل الشباب، وهذا غيض من فيض حيث القائمة تطول.
بصراحة: في زمن كورونا وزمن العمل والتعليم عن بُعد باتت الأفكار لتشغيل الشباب كثيرة ومتنوعة، لكن المطلوب أن يتفهّم الشباب مثل هكذا طروحات ويتنازلوا عن وجودهم في الأبراج العاجية للتوجّه لبيئة العمل والإستثمار والريادة، وذلك يحقق لهم قصص نجاح وطنية بإمتياز، فهلّا بادرنا للمضي قدماً في تطبيق هذه الطروحات!
صباح الوطن الجميل