تداعيات مبرمجة

57

حمادة فراعنة

هل هي مجرد سوء إدارة لدى البلدان العربية المجاورة لفلسطين؟؟ أم هو عمل منهجي منظم يستهدف كل من هو محيط بفلسطين بشكل خاص؟؟ والعالم العربي بشكل عام؟؟

لبنان وسوريا ومصر: 1- في لبنان أزمة اقتصادية خانقة، فقر مدقع، مديونية تفوق الانتاج الوطني، تدمير للعملة، مأزق سياسي مغلق، عزلة عن العالم العربي، وفجوة عميقة بين مسامات الشعب اللبناني ومكوناته التعددية!!

2- سوريا حرب بينية دموية مدمرة، ليس لها علاقة بالديمقراطية والتعددية والانتخابات وتداول السلطة، هذه مطالب مشروعة محقة للسوريين ولكن «ثورة» القوى المتطرفة ليست لها صلة بالديمقراطية، ولا تؤمن بالتعددية، وارتباطاتها ونهجها وعقائدها السياسية لا تستطيع من خلالها المزايدة على النظام، وبعضهم بكل وقاحة زار المستعمرة الإسرائيلية وتلقى دعماً مباشراً من تل أبيب، ويوم الجمعة 10 تموز، كانت سوريا عنواناً لصراع سياسي بين الأطراف الدولية في مجلس الأمن، على خلفية الجوع وتوظيفه لمصلحة الاستدلال على الدوافع السياسية لكل طرف من الاطراف له دور في صياغة المشهد السياسي السوري.

بعد أن فشلت الحرب الدموية واستعادة النظام زمام المبادرة القتالية، بدعم روسي إيراني، تتعرض سوريا الآن لحرب قيصر الاقتصادية، يدفع ثمنها الشعب السوري، كما سبق وفقد أمنه وبيوته وخراب ممتلكاته على يد أولئك الذين أتوا من دول العالم متطوعين لإقامة دولة الخلافة في سوريا!!

3- ومصر تعيش تبعات ثلاثة حروب مختلفة في نفس الوقت: أ- حرب دموية من أربعة ألوية ضد مقاتلي داعش والقاعدة في سيناء شرقاً. ب- حرب في ليبيا غرباً لمواجهة التدخل التركي والإخوان المسلمين، والخطورة اكثر أن تتورط مصر في حرب استنزاف على حدودها الغربية، ج- حرب مائية، وتقليص تدفقات النيل وحجز مياهه خلف سد النهضة الأثيوبي، وحصيلتها تدمير الزراعة المصرية، وتخريب اقتصادها والمزيد من إفقار شعبها.

لدى سوريا ولبنان ومصر أزمات سياسية، ومآزق اقتصادية، هل هذا صدفة، أم أن هناك قوى غيبية تستهدف الإفقار والإضعاف أمام تغول المستعمرة واستمرار احتلالها لجزء من جنوب لبنان وكامل خارطة الجولان وتوسيع خارطتها في فلسطين؟؟

تحالف المسيحيون الإنجيليون مع الاتجاه الديني اليهودي المتشدد في الولايات المتحدة، هم خلف تشريع قانون «قيصر» ضد سوريا، وهم الذين كانوا خلف قرار احتلال العراق وحصاره وإسقاط نظامه القومي،استغلوا خطيئة اجتياح الكويت التي اعتذر عنها حزب البعث وأمينه العام عزت الدوري، وهم الذين عملوا على معاقبة لبنان بسبب حزب الله، ويضغطون على إدارة ترامب لتأييد الضم وجعل 1- القدس، 2- أرض المستوطنات وما حولها، 3- الغور الفلسطيني جزءاً من خارطة المستعمرة.

لا يوجد بلد عربي واقف على رجليه شبعان موحد قوي مبادر، والمطلوب لمصلحة المستعمرة إضعاف العرب وجعلهم أسرى الحاجة والعوز والمساعدات، وكانوا وراء تقسيم السودان، وأيدوا الاستفتاء الكردي علناً من أجل تقسيم العراق، وخططوا وساهموا في بناء سد النهضة الأثيوبي، وبرنامجهم المباشر اليوم هو لبنان وسوريا ومصر، والقادم أسوأ إذا لم تنهض حركة التحرر العربية….فهل تنهض؟ ومتى؟؟

اترك رد