دور الكُتّاب والفنانين والصحافيين!!
محمد داودية
زمان، كتب احد الكتاب الاردنيين مقالة نارية من عدة فقرات، «طخطخ» في كل فقرة منها على احد الأنظمة العربية.
اتصل صاحب الجريدة بالكاتب قائلا:
يا استاذ مقالتك ممتازة. وستكون مفيدة جدا، اذا شطبنا منها احدى فقراتها لنتمكن من بيعها الى الدولة التي شطبنا الفقرة التي تهاجمها فيها !!!
كانت الانظمة العربية الاستبدادية، تحاول شراء كل شيء: رؤساء التحرير، الكُتاب، المقالات، الكاريكاتيرات والافتتاحيات.
وهل قتل ناجي العلي ابو حنظلة، صاحب الـ 40000 كاريكاتير، الا كاريكاتيره المكرس ضد الصهيونية والامبريالية والتفريط ؟!
عقدت منظمة المؤتمر الاسلامي مؤتمرا في اسلام أباد بالباكستان، فرسم ناجي العلي كاريكاتيرا كتب عليه جملة واحدة هي «أباد إسلام» !!
وهل قتل صديقي ميشيل النمري في اثينا، الا وقوفه ضد الانظمة الاستبدادية العربية، وانحيازه الى الحريات العامة وحقوق المواطن العربي المهمش المهشم؟!
كان ناجي العلي يرسم للقبس الكويتية عندما اتصل به صديقه ايام بيروت والمية ومية وعين الحلوة، الاستاذ محمد كعوش مدير تحرير صوت الشعب، طالبا منه ان يرسم فيها.
استجاب ناجي العلي قائلا انه يحب الاردن وشعبها الحر المثقف. ورسم بلا مقابل، مئات الكاريكاتيرات.
كتبتُ «عرض حال» في صوت الشعب بعنوان: «ناجي العلي مشروع شهيد» سنة 1985 !!
طلبني ناجي هاتفيا من الكويت، فلما لم يجدني طلب من الأستاذ كعوش ان يشكرني نيابة عنه. واكد على توقعاتي انه مشروع شهيد. استشهد ناجي العلي بلندن في آب 1987 !!
وهل نسف غسان كنفاني في بيروت سنة 1972 الا تأثيره الهائل في حركة النضال الثقافي والسياسي الفلسطيني ؟!
واخر طبعة من دلائل قوة الكلمة هو اغتيال الاعلامي والمفكر العراقي هاشم الهاشمي في بغداد، تموز 2020.
يعرف الفاشيون الصهاينة ونظراؤهم المستبدون العرب، تأثير الكُتاب والفنانين والصحافيين، فيطلق مأجوروهم الصغار، النارَ على رؤوس الكتاب الكبار، المليئة بالآمال والأحلام والأحمال، لإسكاتهم ودرء خطرهم الكبير عليهم.
وابلغ دليل على تأثير الأدباء والفنانين والصحافيين والإعلاميين في حياة الشعوب، وفي مقاومة الاعداء، هو ان الغزاة والطغاة يتفقون عليهم ويتقاسمون دمهم.