قصة جعفر الوشاح الشاب الذي التقى الرزاز

كان ذلك قبل ثلاث سنوات، عندما التقيت بدولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزار، شرحت له وضعي كشاب أردني عليه مسؤوليات كبيرة … تفهم دولته مسؤولياتي ووضعي الخاص، ووعدني بحل مشكلتي قريبا … قال لي دولته بالحرف الواحد: (تعال زورني بالمكتب … وما رح اقصر معك ورح احل مشكلتك ).

مع بزوغ فجر يوم الأمل الأردني، ركبت الحافلة وانطلقت قاصدا رئاسة الوزراء، بيت الأردنيين، حيث هناك راعي البيت الرزاز، حاملا اليه احلامي وطموحاتي، حالما بأن يحققها لي … وصلت الى بيت الرزاز، وانتظرت طويلا تحت أشعة شمس تموز الحارقة، منعني الحرس من الاقتراب، بقيت أنا وشمس تموز نتعارك لساعات طويلة حتى انتصرت علي بلهيبها.

بعد ساعات عصيبة، حدثت المعجزة، خرج عمود البيت من منزله، هجمت عليه بأوراقي وأحلامي، حاول الحرس منعي، لكنه أومأ اليهم أن يتركوني، فأنا أعشق تراب الأردن مثله، سلمت عليه وقلت له: (متذكرني) ؟ … ابتسم لي وقال: (نعم)، قلت له: (انا اجيت لعندك مثل ما وعدتني، وأنا شرحت لك ظرفي) … ابتسم لي ثانية وقال لي: (مش ناسيك يا جعفر) …

طلبت منه صورة سلفي للذكرى وكانت الصورة التي ترونها … رجعت الى بيتي ودموعي تنزل على مظروف شهاداتي وآمالي، اتصلت على أمي لأبشرها بالفرج، بكت أمي ، وبكيت معها.

ما يؤلمني أنه قد مر ثلاث سنوات على لقائي بدولة رئيس الوزراء، ولم أتلقى الوظيفة الموعودة …

دولة الرئيس …. أريد أن تصلك رسالتي .. ان كنت نسيتني لمشغلك أعانك الله عليها، فأنا وأسرتي لا زلنا بانتظار تنفيذ وعدك لي، قبل ان أترك أهلي وبلدي وألحق بقتيبة …

شاركوا المنشور لعل قلبي يفرح باتصال هاتفي من دولته يقول لي فيه: (لن تهاجر يا جعفر، نحن رجال الحق لا ننسى وعودنا، وان قلنا فعلنا).