البطاينة: مستقبل جماعة الاخوان المسلمين في الاردن وعلاقتهم وتشابكهم مع الواقع السياسي الاردني حالياً .. والحفاظ على شعرة معاوية !
كتب المهندس سليم الطاينة
هناك سؤال قديم يظهر مع كل ازمة يعيشها جماعة الاخوان المسلمين مع الدولة الاردنية …. ما هو مصير العلاقة فيما بينهم وإلى إين تتجه حالياً في ضوء التغيرات الدولية والاقليمية الاخيرة ؟؟ علماً بأن الواضح امامنا هو ان مستقبل العلاقة التاريخية بات يعتمد أعتماداً على الظروف الاقليمية أكثر منه محلياً …. فما حُظي به الاخوان المسلمين تميز عن الكثير من التيارات السياسية والقومية في الاردن ولطالما تمتع الاخوان المسلمين وتم توفير مناخ آمن لهم للعمل السياسي والديني وشكلوا مكون سياسي اساسي في مكونات الدولة
فالازمة السياسية في العلاقة في ذروتها والمتغيرات الاقليمية والدولية ألقت بظلالها على مستقبل تلك العلاقة بحيث ادى ذلك الى حالات من الجذب والشد وعدم الوضوح بين الطرفين ….. فالازمة في العلاقة حقيقية ولَم تشهدها في السنوات والعقود السابقة عندما كانوا الاخوان جزءاً من اللعبة السياسية …. فحالياً هناك حالة من الارتباك تسود المشهد في العلاقة والتي باتت تُشكل أحد الموضوعات الاكثر جدلاً داخل الساحة السياسية الاردنية خصوصاً حالياً في ظل الواقع السياسي الاقليمي المضطرب والفاقد البوصلة والاتجاه
فجماعة الاخوان المسلمين في الاردن يشعرون حالياً أنهم في طور لحظة انتقالية لم تتضحُ بعد مُخرجاتها واعتقادي انها مفتوحة على عددة احتمالات …. فالاخوان حالياً هم في اوقات عصيبة لم تمر عليهم منذ عام ١٩٤٦ وباتت علاقاتهم تشوبها محطات سلبية وحالتهم السياسية صعبة للغاية ….. فالنظرة الشاملة تُظهرهم بأنهم تعرضوا لهزائم ونكسات متتالية خصوصاً بعد انتهاء موجات الربيع العربي
فهناك على ما يبدو والظاهر للعيان ان هناك الكثير من علامات الاستفهام حول التوتر في العلاقة بينهم وبين الدولة ومصير تنظيمهم …… فمن وجهة نظري الخاصة ان مستقبل علاقتهم بالدولة له مداخل وزوايا كثيرة … منها فكرية واجتماعية واحيانا اقتصادية لكن أهمها هو المدخل السياسي
فالدولة والنظام السياسي في الاردن لطالما كان لديهم عمق ولَم يحاولوا وخصوصاً بعد انتهاء الربيع العربي على اجتثات التنظيم رغم أن الغالبية العظمى من الاخوان المسلمين وخصوصا تيار الصقور داخل التنظيم عملوا اثناء مسيرات الربيع العربي على تمرير شعارات اسقاط النظام وتغير بنيته السياسية بطريقة هوجاء افتقرت الى كثير من الحكمة والانضباط والاتزان لدى قادتها … وكان اعتقادهم انهم نداً للدولة وليسوا جزءاً منها وتناسوا انهم تعايشوا عقوداً مع الدولة وحتى في اصعب اوقاتها وظروفها السياسية والامنية في خمسينات القرن الماضي
فلا بد من التذكير لمن نسي أو تناسى فبعد انتهاء موجات الربيع العربي يُسجل للدولة الاردنية بأنها حافظت على الحدود الدُنيا من العلاقة مع التيارات الاسلامية وخصوصاً الاخوان منهم ولَم تعمل على أقصائهم أو حتى معاقبتهم وارسلت لهم رسائل عديدة مضمونها ان النظام السياسي الاردني يتسعُ للجميع وقادر على تحقيق الاستقرار السياسي وعلى ادماجهم وشمولهم تحت مظلة الدستور والنظام السياسي للدولة
وفِي الجانب الاخر ايضاً هناك حقيقة لا بد من تناولها وهي للتاريخ بأن الاخوان المسلمين داخل الاردن لم يعملوا او يحاولوا على تحويل تنظيمهم نحو الراديكاليه والتطرف والعنف كما حدث في بعض من دول الاقليم والجوار
فالاردن كان الدولة الوحيدة في المنطقة ورغم دكتاتورية الاقليم التي سمحت للاخوان المسلمين بالعمل تحت سقفها ونظامها السياسي
فاعتقادي أن مستقبل العلاقة مع الدولة سيُحدده منهجهم ومصداقية خطابهم المُعلن والمُستتر وعدم خروجهم عن رؤية الدولة ومحاولة تغريد البعض منهم خارج السرب كما شاهدنا سابقاً … وتحديث خطابهم من جديد بما يتناسب مع فكر وتاريخ الاردن المعاصر ……. وأختيار قيادات جديدة ووازنة تخاف على الاردن ومستقبله وليس لها اجندات خارجية
فلطالما راينا سابقاً قيادات اخوانية سابقة تُحظى بالاحترام والتقدير ولديها وعياً سياسياً خرجت من التنظيم اعتراضاً على نهج وممارسات قيادات متشددة إيدولوجياً
ففي ظل الاخفاقات الكبيرة والمتتالية للاسلام السياسي في المنطقة والاقليم فلم يتبقى مساحات للمناورة … فشعرة معاوية ما زال لها حضور