يوميات كورونا وخداع الجمهور

82

محمد الصبيحي

جاءت نتائج المسابقة التي أعلنتها وزارة الثقافة بعنوان (جائزة التوثيق الإبداعي في زمن كورونا) صدمة للمشاركين، فبعد أن فهم الجميع أن المسابقة ليست موجهة للروائيين أصحاب المؤلفات والروايات، وأنها جاءت لتحفيز التوثيق الإبداعي و (ترويج ثقافة التدوين وكتابة اليوميات وسط المثقفين والعامة في المجتمع الأردني) حسبما ورد على المنصة الخاصة بالجائزة، وهذا ما أوحى لقطاع كبير من المهتمين والمثقفين الذين شاركوا وبلغ عددهم 404 مشارك  وبينهم أطباء وممرضين وطلاب وأمهات أنهم لن يدخلوا في منافسة مع روائيين عريقين وأدباء كبار، وهذا للأسف ما أعلن عنه الأستاذ هاشم غرايبة في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه أسماء الفائزين وقال (أن المشاركين لا يستطيعون أن يزاحموا الأدباء الكبار الذين فازوا).
لماذا إذن تستدرج وزارة الثقافة هذا الكم من المشاركين لمسابقة يتقدم إليها أدباء كبار ونتائجها محسومة مسبقا؟؟ ولو كان هذا الأمر واضحا ابتداء لما تجاوز عدد المشاركين العشرين إلى ثلاثين مشاركاً.
على وزارة الثقافة أن تطلع على التعليقات الموجهة ضدها على مواقع التواصل وأقلها ما قيل: (ياريت مرة ثانية تبطلوا تعشموا البشر واعملوها بين الأدباء) وتعليق آخر (كان لازم عملتوا مسابقة أخرى يكون من ضمن الشروط ألا يدخل فيها كبار الكتاب تشجيعا للآخرين) وثالث يقول (كان المفروض فصل هواة الكتابة عن المحترفين)، وتعليق مهم لسيدة تقول (أتمنى أن يصل كلامي لمعالي الوزير  كان خطأ عمل مسابقة وشمل فئات عمرية مختلفة وأنتم قلتم مسبقا ان أدباء كبار هم الذين فازوا، وكان الأجدر بكم عمل مسابقة ينافس بها الأدباء الكبار بعضهم بدلا من زرع أمال في كتاب ناشئين ثم قتل هذه الآمال)
واذا كان السيد الوزير منتشيا بالكم الكبير من المشاركين فسيكون مكتئبا لعدد المشاركين في أي مسابقة تعلنها الوزارة مستقبلا، بعد عملية الاستدراج  المعيب للجمهور.
بقي أن اقول أخطأ روائيون كبار في الهجوم على جائزة  مالية تافهة لاختطافها من مواهب واعدة. فالروائي الذي يهبط إلى التنافس على ألف أو ألفي دينار إنما يسيء إلى الرواية وإلى مكانته الأدبية، فكيف يقبل أديب مرشح للفوز بجوائز أدبية عربية مشهورة أن ينافس على جائزة تافهة ماليا؟

اترك رد