الإمارات تتمسك بصفقة إف 35.. بديل لوجود أمريكا في المنطقة
49
Share
الاردن اليوم – تمسكت الإمارات بإتمام صفقة الحصول على طائرات إف 35 الأمريكية المتطورة، رغم قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتجميدها بشكل مؤقت بغرض مراجعتها، حيث اعتبرت أبو ظبي الحصول على الصفقة ضروري لمرحلة ما بعد انسحاب الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط.
وأبرمت الإمارات في آخر يوم للرئيس السابق دونالد ترامب في السلطة اتفاقات لشراء ما يصل إلى 50 طائرة من طراز إف-35 و18 طائرة مسيرة مسلحة ومعدات دفاعية أخرى في صفقة قيمتها 23 مليار دولار. لكن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أعلن الشهر الماضي أن إدارة بايدن قررت وقف تنفيذ بعض مبيعات الأسلحة المرتقبة إلى حلفاء للولايات المتحدة مؤقتا بهدف مراجعتها.
وقال يوسف العتيبة سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة إنه واثق من إتمام صفقة بيع طائرات إف-35 إلى بلده بعد مراجعة إدارة بايدن لبعض مبيعات الأسلحة المعلقة إلى حلفاء للولايات المتحدة.
وقال العتيبة خلال منتدى عبر الإنترنت نظمه معهد واشنطن يوم الاثنين “فعلنا كل شيء كما يجب، وسيكتشفون ذلك فور استكمال المراجعة وستتم (الصفقة)”. ووصف المراجعة بأنها “شكلية”.
وأضاف العتيبة “ما زال كل شيء يسير في مجراه في الوقت الذي تجري فيه المراجعة. أنا واثق أن الأمر سينتهي في المكان المناسب”. وتابع “إذا كنتم ستصبحون أقل وجودا ومشاركة في الشرق الأوسط، فلا يمكنكم في الوقت نفسه حرمان شركائكم، الذين تتوقعون منهم بذل المزيد، من الأدوات”.
وتلقت الإمارات تعهدا بفرصة امتلاك طائرات شبح من طراز إف-35 تصنعها شركة لوكهيد مارتن، في اتفاق ارتبط باتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل في أغسطس الماضي الذي تم بوساطة أمريكية. وفي ديسمبر رفض مجلس الشيوخ محاولات لوقف الصفقة، التي قال معارضوها إنها تمت على عجل وبدون ضمانات كافية بعدم وصول الطائرات إلى الأيدي الخاطئة أو استخدامها لزيادة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية لفرانس برس الأسبوع الماضي إن قرار تجميد الصفقة “إجراء روتيني إداري تتخذه غالبية” الإدارات الجديدة، موضحاً أن الغاية منه “أن تلبي عمليات بيع الأسلحة التي تقوم بها الولايات المتحدة أهدافنا الاستراتيجية”. لكن القرار يبقى مفاجئاً لأنه يشمل ذخائر دقيقة وعدت بها السعودية ومقاتلات إف-35 بيعت للإمارات مقابل اعتراف الدولة الخليجية بدولة إسرائيل برعاية ترامب.
واعتُبر هذا الطراز من الطائرات الحربية نقطة شائكة في مفاوضات التطبيع بين إسرائيل والإمارات، خاصة وأن إسرائيل التي تمتلك مثل هذه المقاتلات، ترفض حصول أي دولة أخرى في الشرق الأوسط عليها، وهو أمر موثق ضمن اتفاقية وقعتها تل أبيب مع واشنطن، لضمان تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أعلن في أغسطس الماضي أن اتفاق تطبيع العلاقات مع أبو ظبي، لا يشملُ قبولاً إسرائيلياً لبيع الأسلحة بين الإمارات والولايات المتحدة، مؤكداً حصوله على تطمينات من الولايات المتحدة حول الحفاظ على التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي.
لكن الرئيس الأمريكي، حينئذ، دونالد ترامب، رد مؤكدا أنه “ليس لديه أي مشكلة” في بيع الإمارات طائرات إف-35 مضيفاً أن ذلك سيؤمن مزيداً من فرص العمل للأمريكيين.
كما اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن اتفاق التطبيع يجب أن يزيل أي عقبة أمام واشنطن لبيع إف 35 لدولة الإمارات.
وطائرة “إف-35” هي مقاتلة متعددة المهام من الجيل الخامس، والأكثر تقدما في السوق حاليا، وقد يؤدي الحصول عليها إلى زيادة القدرات الدفاعية لدولة الإمارات بشكل كبير.
وهذا التعزيز أمر مهم في وقت تُقلص فيه الولايات المتحدة من وجودها في الشرق الأوسط وتستمر إيران في تحديث ترسانتها العسكرية. وبحسب مواقع أمريكية، فإن طائرة “إف-35” ستعزز بشكل كبير إمكانيات القوات الجوية الإماراتية وقدرتها على الصمود على هذه الجبهة.
كما أن ميزة التخفي في تصميمها ستتيح للطيارين الإماراتيين اختراق الدفاعات الإيرانية ردا على الأعمال العدائية وتنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف الإيرانية والوكيلة المهدّدة في جميع أنحاء منطقة الخليج العربي. وبالتالي، قد تزيد هذه القدرات من قوة الردع الإماراتية ضد الأعمال العسكرية الإيرانية.
ولطالما ضمنت أمريكا أن لإسرائيل “ميزة عسكرية نوعية” على جيرانها، وهذا المفهوم، يعني أنه يتم استشارة إسرائيل بشأن صفقات الأسلحة الكبيرة في المنطقة، وعادة ما يُمنع حلفاء أمريكا العرب، رغم قدرتهم على شراء طائراتها الحربية وصواريخها، من شراء أسلحتها الأكثر تقدمًا.
ويشعر البعض في إسرائيل بالقلق من أن التكنولوجيا قد ينتهي بها المطاف في أيدي أعداء إسرائيل، ويقول عاموس جلعاد ، اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي: “لا يمكننا أن نتنبأ بما سيحدث في غضون عشر سنوات، سواء استولى المتطرفون على بلد مثلما فعل الإخوان المسلمون العام 2012، أم أن دولة ما ستتحالف مع إيران”.
وبجانب إف 35، تتضمن الصفقة الإماراتية أسلحة متطورة مثل طائرات “ريبر” بدون طيار، وطائرة إي -18 جي جرولر، وهي طائرة حربية إلكترونية تثير أيضًا تساؤلات حول ما إذا كان يمكن استخدامها ضد إسرائيل في أي نزاع.
وعكفت الإمارات على بناء قوتها الجوية، التي شهدت تحركات في العراق وليبيا وسوريا واليمن، ولطالما أرادت الطائرة F-35 ، رغم سعرها البالغ حوالي 80 مليون دولار، ويقول دان شابيرو ، سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل، إنه في عهد باراك أوباما لم يتمكن الإماراتيون حتى من الحصول على إحاطة سرية حول قدرات إف -35 ، ناهيك عن الطائرات”.
لكن الرئيس السابق دونالد ترامب جعل مبيعات الأسلحة جزءًا أساسيًا من سياسته الخارجية، وقال عن الإمارات: “لديهم المال ويرغبون في طلب عدد غير قليل من طائرات إف -35.”