البطاينة: الاستراتيجية الامريكية في سوريا غير واضحة وغير متكاملة .. وروسيا أصبحت عاجزة عن لجم الايرانيين في الجنوب السوري
كتب المهندس سليم البطاينة
بالتأكيد ان ملف الشرق الاوسط الذي ورثته إدارة الرئيس بايدن سيكون ملفاً معقداً اقلها التوترات الجديدة في الجنوب السوري … فبعد مرور أكثر من سنتين على سيطرة القوات النظامية السورية على محافظات الجنوب درعا والقنيطرة والسويداء فهناك احداث جديدة امنية لا تكاد تهدأ في ظل عمليات أغتيال واختطاف تجري بشكلٍ يومي وفي وضح النهار
ففي الجنوب السوري يتنافس قوتان هما الفيلق الخامس المدعوم من روسيا والذي هو خليط من الجيش الحر السابق وابناء المنطقة والجيش النظامي وقود هذا الفيلق احمد العودة … والفرقة الرابعة التابعة مباشرة للجيش السوري والتي تعتبر غطاءاً للوجود الايراني وحزب الله والمليشيات الاخرى الشيعية التي تتبع ايران
والاردن قلق للغاية من سيطرة الفرقة الرابعة السورية والمدعومة من ايران على معبر نصيب .. فقد تحول هذا المعبر مكاناً لاصطياد المطلوبين وممراً لتهريب المخدرات والاسلحة والارهابيين الى الاردن ودول الخليج …. فقبل اسابيع زار وفد روسي الاردن برفقة احمد العودة قائد اللواء الثامن الروسي ضمن الفيلق الخامس المدعوم من روسيا لترتيب اوضاع الجنوب والمحاولة بفتح معبر نصيب علماً بأن العودة يقر بسيطرة ايران ومليشياتها على ادارة المعبر وان روسيا أصبحت غير قادرة على لجم الايرانيين في سوريا وفشلوا في ابعاد المليشيات عن الحدود الاردنية عن سيطرتهم على معبر نصيب
فالوضع في درعا والمعبر يُثير القلق والاردن يقض ويقرأ الحقائق على الارض وقادة الجيش قادرون على قرأة الموقف وعلى العمل منفرداً اذا استدعت الحاجة بتنفيذ ضربات جراحية انتقائية على الاهداف التي تُشكل خطراً على الامن الوطني الاردني …… علماً بأن هناك اتفاق تم توقيعه ما بين روسيا وامريكا في عام ٢٠١٨ ينصُ على ابعاد المليشيات عن الحدود الاردنية مع سوريا مسافة ٦٠ كيلو متر
فالاردن كان وما زال يتعامل مع الازمة السورية من خلال الدبلوماسية ومن خلال تموضعه العسكري على الحدود لضمان الامن والاستقرار
فأمريكا وحتى اللحظة ليس لديها استراتيجية أو رؤية واقعية وهي مترددة في ما يجري في سوريا .. فقد ابتعدت عن الانخراط المباشر في الصراع في سوريا وفضلت سياسة الانخراط من الخلف
فايران تزحف ببطء وباتت تُشكل أحدى أكبر القوى العسكرية في سوريا بعد روسيا والحجم الاكبر من القوات الايرانية والمليشيات التابعة لها متواجد في درعا والقنيطرة وتواجدهم في مثلث الموت الرابط بين غوطة دمشق ودرعا والقنيطرة لا يبعد عن قرية الشجرة الاردنية ٦٠ كيلو متر … فهناك وكما تقول الخرائط ان لايران ٣٧ موقعاً في محافظة درعا والجنوب السوري هو حصة ايران ويتخذ من وجوده اشكالاً متنوعة ما بين الحظور العسكري او المليشلياتي واستقطاب المدنيين عبر التشييع
فلا بد من ان نكون حذرين ويقضين فنحن لا زلنا لا نعرف حقيقة النوايا الامريكية الجديدة في المنطقة … وان لا نعمل على فتح الحدود الا بعد ابعاد الفصائل والمليشيات الايرانية عن المعبر وعن المحافظات الجنوبية السورية … وان تكون هناك اتفاقية جديدة لحماية الفصائل التي وقعت على التسويات في الجنوب السوري …. فالاردن ملزم بحمايتهم من بطش المليشيات الايرانية التي تعمل حالياً على زعززعة الاستقرار في درعا وريفها من حيث ارتفاع وتيرة الاغتيالات في وضح النهار والتجنيد لصالحها والذي يتواصل في السر والعلن من خلال الاغراءات المادية والامنية