“تكتيك” ام الطريق الى “سلام الشجعان”

154

الاردن اليوم : ممدوح النعيمي:  بشكل مفاجيء اعلن رئيس النواب البناني نبيه بري الموافقة على ترسيم الحدود البحرية والبرية مع الجانب الاسرائيلي ,وبين بري ان سبب قبول التقسيم يعود لاسباب اقتصادية .

ان يعلن نبيه بري الموافقة على ترسيم الحدود ,فهو يعني ضمنيا موافقة حزب الله على هذا القرار , فمن يجرؤ على الذهاب الى هذا المنحنى دون موافقة حزب الله .

موافقة ” حزب الله” المبدئية تشكل انقلابا على الثوابت التي كان   دائما يرددها الامين العام للحزب حسن نصرالله , على اساس ان اسرائيل كيان سرطاني , ودولة لا بد من ازالتها عن وجه الارض حسب ما   يردد قادة ايران الداعم الرئيسي للحزب .

اذا حزب الله راى مرحليا او تكتيكيا ان التفاوض مع الكيان الصهيوني, والوصول الى تفاهمات وحلول اكثر نفعا من المواجهات العسكرية , ولعل من المفيد انتظار رد الموقف الايراني على هذا التوجه والانقلاب المفاجئ لحزب الله.

لبنان الذي كان يشكل عنوانا رئيسيا للمقاومة الفلسطينية وعملياتها من على ارضه ضد دولة الاحتلال , لم يعترف باتفاقيات السلام الموقعة بين بعض الدول العربية واسرائيل ,ويتصدر حزب الله عبر ادبياته وخطابته التي يعبر عنها الامين العام للحزب حسن نصرالله اظهار الموقف اللبناني المعارض للاتفاقيات وللتطبيع مع اسرائيل.

في العام 1982 تم اخلاء المنظمات الفلسطينية الى خارج لبنان بعد حصار بيروت الذي دام الى اسابيع وقعت خلال هذه الفترة مواجهات دامية بين القوات الاسرائيلية والفصائل الفلسطينية , اسفرت عن ترحيل الفصائل الى تونس والجزائر والعراق واليمن .

على اثر ذلك جرى اول اتصال بين اللبناننين والاسرائيلين حيث  جرى توقيع اتفاقية 17 ايار التي تتضمن ,” الغاء حالة الحرب بين اسرائيل ولبنان   الانسحاب الإسرائيلى الكامل من لبنان في فترة 8-12 اسبوع, إنشاء منطقة أمنية داخل الأراضي اللبنانية تتعهد الحكومة اللبنانية بأن تنفذ ضمنها الترتيبات الأمنية المتفق عليها في ملحق خاص بالاتفاق, تكوين لجنة أمريكية – إسرائيلية – لبنانية تقوم بالاشراف على تنفيذ بنود الاتفاقية وتنبثق من تلك اللجنة لجنة الترتيبات الأمنية ولجان فرعية لتنظيم العلاقات بين البلدين, تكوين مكاتب الاتصال بين البلدين والتفاوض لعقد اتفاقيات تجارية, امتناع أي مناسرائيل ولبنان عن أي شكل من اشكال الدعاية المعادية للبلد الأخرى, الغاء جميع المعاهدات والبنود والأنظمة التي تمنع تنفيذ أي بند من بنود الاتفاقية”..

الشعب اللبناني وصف الاتفاق بالعار , وشهد لبنان صراعا داخليا وكانت من اشد الحملات ما دعى اليه المرجع  الشيعي محمد حسين فضل الله , اضافة الى رفض الرئيس حافظ الاسد ,وكانت النتيجه اسقاط الاتفاقية وكانها لم تكن .

انخرط العديد من اللبنانين بصفوف الفصائل الفلسطينية , التي غادرت لبنان ادى الى  تحول العديد منهم الى نواة لتشكيل تيارات واحزاب لبنانية تؤمن بالمقاومة وسيلة لتحرير الارض والانسان وكان من بين تلك المكونات ” حزب الله” .

المواجهات المستمرة والمعارك التي اتخذت من الجنوب البناني ميدانا لمواجهة جيش الاحتلال , دفع بالاسرائليين الى البقاء على الحدود اللبنانية وداخل الاراضي اللبنانية, من اجل حماية حدود شمال اسرائيل,ولم تتمكن اسرائيل من الانسحاب من لبنان وفق قرار مجلس الامن  425والذي يشترط عل لبنان ضمان امن الحدود بين البلدين.

اعلان بري يستند بكل تاكيد الى موافقة حزب الله , الذي سيبادر الى تبرير هذا الطرح على مبدا ” لا يقام الحد على فقيه” لكن الواقع الجديد يقول ان حزب الله, بطريقه الى نهج سياسة الاعتراف بالوجود الاسرائيلي انطلاقا من مبررات اقتصادية بشكلها الخارجي , سياسية وامنية واستراتيجية بعمقها الخفي , والمخفي اعظم .

اترك رد