شبكات التواصل الاجتماعي والتأثير في صناعة القرار

183

الاردن اليوم – لا شك أن الثورة المعلوماتية غيرت من طرق التواصل في المجتمع، وساهمت في القرار السياسي للدول، لا بل وتسببت بسقوط أنظمة في عدة دول حول العالم، وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً في خلق الرأي العام وتوجيه القرار بشكل عام.

عدى عن أنها تحولت تلك الوسائل إلى فضاء جديداً للتعبير وطرح الآراء وساحة مفتوحة للنقاشات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حتى باتت تمثل في دول كثيرة نمطاً جديداً لم يعتد عليه الناس سابقا, واصبحت جزئا من ادوات الرقابة على اداء الحكومات.

 

خبراء: مواقع التواصل الاجتماعي فاجأت الحكومات والأنظمة!

منذ انطلاقة مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم كانت الحكومات تتعامل معها بتجاهل في البداية، ولم تكن تدرك بأنها ستصبح وسيلة تأثير حتى على قرار تلك الحكومات، وعند إدراكها لأهمية تلك المواقع بدأت تحاول إيجاد الوسائل المناسبة للتعامل مع هذه الادوات والحد من تاثيراتها حسب تقييمها اي الحكومات.

ولأن تأثير التواصل الاجتماعي كان غير متوقع للحكومات والدول، وعدم القدرة على السيطرة علىيها وعلى محتواها منذ البداية، أصبحت فضاء لكل التيارات، بل وكشفت عن سلبيات موجودة في المجتمع، واستخدمتها   المنظمات الإرهابية كوسيلة لاستقطاب عناصر خاصة من صغار السن والتغرير بهم.

وهذا تحديدا وفق مختصيين سياسيين ما دفع الحكومات وصناع القرار على محولة ضبط تلك المواقع، والتفاعل معها ومع مستخدميها، لا بل وبث رسائل مختلفة تدفع إلى توجيه الرأي العام، وكذلك كان هناك تأثير على الحكومات من قبل المستخدمين لتلك المواقع.

 

مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي

 

الصحفي خالد القضاة أكد أن “مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت أن تكسب زخماً شعبيا كبيرا، فلا يوجد اليوم قضية أو حدثا في الأردن على سبيل المثال إلا ويتم نقاشه وإبداء الرأي فيه عبر التواصل الاجتماعي، كما أن تلك المواقع أسرع في نقل المعلومة من وسائل الإعلام التقليدية، وتحولت العديد من وسائل الإعلام إلى التركيز على مواقع التواصل في نشر أخبارها وتقاريرها لأنها أسرع وأقرب للمتلقي”.

وبين القضاة “أن مصطلح الإعلام البديل الذي بات يطلق على مواقع التواصل الاجتماعي، يطبق حرفيا هذه الأيام، خاصة بعد أن أصبحت تلعب دوراً في بعض الأحيان بديلاً عن الإعلام التقليدي، وأصبح المستخدمين لتلك المواقع مهما كانت ثقافتهم شركاء في نقل الخبر والمعلومة للإعلام التقليدي”.

 

خزاعي: التواصل الاجتماعي أثر على البنية الثقافية للمجتمع

 

يرى أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور حسين الخزاعي “أن مواقع التواصل الاجتماعي بمجمله، يعد تطور إيجابي، وساهمت في رفع مستوى حرية الرأي والتعبير، وأعطىت مساحة للتعبير لكثير من مكونات المجتمع، ويمكن أن تكون تلك المواقع مؤشرا للرأي العام، خاصة في الدول التي تنعدم فيها المؤسسات الحزبية ومؤسسات رصد الرأي العام، فتصبح شبكات التواصل البديل لمعرفة توجهات المجتمع، لذلك يجب التعامل مع هذه الشبكات والاعتراف بها بحثياً كمؤشر، وتضمنيها ضمن مؤشرات التحولات الجماعية”.

لكن يقول  الخزاعي إن” استخدام هذه الشبكات كمؤشر مرجعي لقياس الرأي العام فيه نوع من المخاطرة، خاصة وأن جهات مختلفة، وحتى أفراد، أصبحوا يستخدمون هذه الشبكات كوسيلة لتوجيه الرأي العام، وربما التشويش على صانع القرار بإظهار توجهات غير حقيقية، ولكنها من جهات منظمة، ولديها نفس طويل وقدرة على استخدام هذه التقنيات، ما يصور الأمر على أنه توجه جماعي، وهو في الحقيقة فئوي وغير عاكس لحقيقة توجهات المجتمع ككل”.

 

شبكات التواصل الاجتماعي نقلة نوعية في صناعة الرأي والإعلام وتبادل الأفكار في المجتمعات، لكن الاستخدام لهذه الوسائل لا بد أن يكون عقلانيا بحسب المختصين، خاصة في ما يتعلق بالنضوج الفكري للمستخدمين، لأن الغوغائية والعبثية يمكن أن تكون نتائجه سلبية على المجتمع وصانع القرار في ذات الوقت.

اترك رد