مفهوم الكتلة الحرجة في ادارة الدوله

184

مفهوم الكتلة الحرجة في ادارة الدوله والكتلة الحرجة لتامين الحكم او التغيير
الكتلة الحرجة لادارة الدولة , وهذه لا تتشكل الا من خلال صناديق الاقتراع , وفي الدول الديموقراطية .

الكتله الحرجة لتأمين الحكم , وهذه قد تتشكل من حزب اوحد او من الجيش او من الطائفه او من القبيله او من الجهويات او من كشكول من هذه الاطراف , وبغياب الديموقراطيه.

الكتله الحرجة لاحداث التغيير , تتشكل من مجاميع بشرية كبيرة تحركها اسباب موضوعيه تتعلق بحياتها الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية او بمستقبل كيانها اذا ما تهدد , وهذه يمكن ان تتشكل في الدول الديموقراطية اوالدول الدكتاتورية.

مفهوم الكتله الحرجه في الفيزياء: الكتلة الحرجة للمادّةِ الإنشطاريةِ هي الكميةُ التي تحتاجها المادة لتبدأ تفاعل نووي متسلسل.

مفهوم الكتلة الحرجة في العلوم الاجتماعية : هي الكتلة البشريه المطلوبه لاحداث التغيير في المجتمع.

سليملن نصيرات

الكتلة الحرجة فى علم الاجتماع وحركة المجتمعات لا تتكون مرة واحدة إنما لها دلائل ومقدمات تراكمية حتى تصل الى الوزن والحجم الحرج المطلوب للتغيير .

والشرط الاول : لظهور الكتلة الحرجة في الانظمه الدكتاتورية , فهو توفر حراك لمجاميع كبيرة تمثل كافة شرائح المجنمع للتعبيرعن انفسهم وباهداف واضحة ومحدده ,عندها يمكن الحديث عن بوادر لظهورالكتلة الحرجة للتغيير .

والشرط الثانى : لتفعيل الكتله الحرجة هو ادامة الزخم للحراك المجتمعي وان لا يكون متقطعا , وينبغي ان يكون هناك اعداد كافية لتكوين الكتله الحرجة الاجتماعية المناسبة لاحداث التفاعل التسلسلي الاجتماعي للتغيير او حتي الثورة بمفهومها الشامل .

وهذا قد يصل الى الملايين او الآلاف حسب تعداد السكان في كل بلد ، ونزولهم الى الشوارع والميادين ليعبروا عن سخطهم ومعارضتهم لنظام الحكم بإعداد كبيرة على مستوى المجتمع وبشكل خاص في العاصمة والتي تشكل المركز, والعاصمة قلب اي نظام حاكم ودماغه ، على الرغم من أهمية ودورحراك الاطراف للوصول لارادة التغيير.

والشرط الثالث : ان لا يدخل الجيش في حساب الكتله الحرجه مع او ضد والا اعتبر الموضوع انقلابا او تدخلا عسكريا لمنع الوصول للكتله الحرجة الاجتماعية , وهنا يفترض ان يقف الجيش علي الحياد بين الحكومة والمجاميع البشرية المطالبه بالتغيير, وفي الحاله الديموقراطيه عادة ما يقف الجيش علي الحياد بين الشعب والحكومة .

واما في الدول الدكتاتوريه فغالبا ما يقف الجيش مع الدكتاتور , لان الجيش يكون احدى ادوات الدكتاتور لتشكيل كتله حرجه له مضادة للتغيير, وساضرب امثله لاحقا علي ذلك, وفي الحالة الديموقراطية فان الجيش يلتزم الحياد ما بين المؤسسة الحاكمه والشعب وبموجب الدستور , وهذا ما تم في مصر ابان اخر عهد مبارك عندما رفض كل من وزير الدفاع حسين طنطاوي ورئيس الاركان سامي عنان تحريك الجيش ضد المتظاهرين في الشوارع , فتشكلت كتله حرجة في مصر احدثت تغيير نظام الحكم ولكن هذه الكتله الحرجه لم تكن كلها علي نمط فكري واحد , ولكن كان لها نواه صلبة منظمه وهم الاخوان المسلمين , وقد شكل الاخوان مع كافة القوي الاخري الكتله الحرجة , ولم يكن بمقدورتنظيم الاخوان المسلمين لوحدهم من الوصول للكتله الحرجة ولكن تمكنوا من الوصول للحكم علي ظهر الكتلة الحرجة الاجتماعية , وعندما وصلوا للحكم لم يحافظوا على الكتله الحرجة التي تشكلت او لم يسعوا لتشكيل كتله حرجة جديدة تنسجم مع توجهاتهم .

وهنا ايضا ندخل علم الفيزياء في علم الاجتماع فجبل الجليد يظهرعشره فوق الماء وسييبقى تسعة اعشارة تحت الماء وهنا العشر الظاهر كان الاخوان المسلمين الذين مسكوا الحكم , ولكن بقي هناك تسعة اعشار تحتهم ليست معهم عمليا وهم الجيش ومعظم مؤسسات الدوله والاعلام والاقباط , وهذه انفصلت عن الكتله الحرجة للاخوان فسقط العشر الظاهرعلى السطح بسهوله , وتمكن معارضيه مع الجيش من تشكيل كتله حرجة جديدة في مواجهة الاخوان وتحركت في الشارع ضدهم ومن ثم انحاز الجيش لهذه الكتلة الحرجة الجديده فسقط نظام الاخوان من خلال حركة بسيطة من الجيش ولم تستطيع مجاميع الاخوان لوحدهم من التصدي لذلك من خلال التجمهراو حشر انفسهم في ميدان رابعه وباعداد قليله نسبيا فتم القضاء عليهم بسهوله.

ان الحقيقه التي يجب أن يدركها الجميع هي أن اي نظام سواء اكان ديموقراطيا او غير ديموقراطي لن يستطيع البقاء إلا بتشكل كتلة حرجة من الفاعلين المؤمنين باهدافه ، مع وضع تصور لشكل الدوله متفق عليه . .

والا فاننا سنستمر بنفس المسلسل حيث يريد الطرف المسيطر فيها إقصاء الآخر والانفراد بالحكم. و قد تصل الرغبة عند البعض إلى إبادة الآخر و ليس اقصاءه فقط , كما ظهر ذلك في مسلك الاخوان وكذلك مسلك من جاء بعدهم , وسينعكس مستقبلًا في حال تصدرهم للمشهد مجددًا في المستقبل.

ولهذا يظل ضروريًا بناء هذه الكتلة الديموقراطية الحرجة ، افقيا وعموديا لتشمل كافة القطاعات داخل الدولة من موظفين وقيادات ذات تأثير وإعلاميين وشباب وعمال وفئات مهمشة. كما يتطلب الامر وجود توافق من ممثلي التيارات السياسية الأساسية .

ولا يمكن – ولو نظريًا – إغفال أهمية الجيش كداعم لهذا المسار من منطلق دوره الطبيعي كحامي للبلاد من العدوان الخارجي
ان ضبط العلاقات المدنية العسكرية داخل المجتمعات التى تسعى نحو الديمقراطية وتطبيق دولة القانون والمؤسسات، رحلة شاقة لاتسير فى خط مستقيم، وإنما هى مسار تنجح فيه الأمم بالدرجات والنسب المختلفة ؛ فهناك مجتمعات تفوقت فى هذا الجانب بنسب عالية ، وهناك شعوب أخري مازالت في عصر التيه .

الدول العربية والكتلة الحرجة

ان كافة الدول العربيه بدون استثناء لا يوجد لديها فصل حقيقي بين السلطات علي ارض الواقع , وان نص الدستور علي الفصل , ولا يوجد توازن وتدقيق متبادل ما بين السلطات , فالرئيس او الزعيم او الملك يمسك بيديه كافة السلطات , وهو يشرف على الاداره الداخليه والخارجية للدوله , وبهذا تضخمت صورة الزعيم وتقزمت صورة الوطن, ومن هنا ظهر لنا مصطلح سوريا الاسد او عراق صدام , وظهر لنا لاحقا فداحة الاخطاء التي ارتكبت وبدون تدقيق او رقابة على قرارات الرئيس . .

الكتله الحرجة لادارة الدولة , والكتلة الحرجة لتأمين للحكم , والكتله الحرجه لاحداث التغيير
الكتله الحرجة لادارة الدولة في العصر الحديث, هي المجاميع التي تتجه ديموقراطيا الي صندوق الاقتراع لفرز من يحكم , وهذا غير متوفر في معظم الدول العربيه ,

لذلك لجأ الحكام العرب الى تشكيل الكتله الحرجه لتامين الحكم خارج الاطار الديموقراطي , وقد تنوعت اشكال هذه الكتله الحرجة للحكم وحسب طبيعة المجتمع والقوى الفاعلة فية , فعند بعضها اخذت الكتلة الحرجة طابعا طائفيا مثل سوريا ولبنان وحاليا العراق , او طابعا قبليا مثل دول الخليج وليبيا واليمن او طابع كومبرادور مكون من العسكر ورجال المال والعمال وبعض المفكرين وربما لمسه عشائرية او جهوية وهذه كتل مصلحية اكثر منها كتل حرجة وطنيه صحيحه يعتد عليها.

والدوله العربيه الوحيدة والتي شكلت كتله حرجة ديموقراطية ضمت الاخوان واحزاب اخري هي تونس وهي ما زالت تحت الاختبار ولا يمكن ضمان نجاحها الا بعد سنوات طوال اذا استمر تداول الحكم , وهي حقيقة مستهدفه وربما استفادت واخذت عبره من التجربة المصرية
الكتلة الحرجة للتغيير.

اما الكتلة الحرجة للتغيير فهي تتشكل من مجاميع بشريه في ظروف ديموقراطية وبقاء الجيش علي الحياد بين القوى السياسيه المتنافسة.

الكتلة الحرجة لادارة الحكم وساضرب مثالين عليها وهما سوريا ومصر

سوريا

لقد تمكن حافظ الاسد من تشكيل كتله حرجة لادارة الحكم في سوريا وليس كتله ةحرجه لادارة الدوله , وتالفت هذه الكتله في البدايه من الجيش وحزب البعث ثم تحولت لاحقا الى الطائفه العلويه واختراقها للجيش ومثل حزب البعث ديكورا لشرعيه مزيفه واستمر هذا الوضع وحتى بدات الثوره عام 2011 في سوريا , عندما بدات تتشكل كتله حرجة مضادة لحكم ال الاسد وتركزت هذه الكتله ضمن السنه في سوريا وابتعد عنها العلويين والاقليات وبدعم من دول الخليج والسعوديه وتركيا والى حد ما امريكا وكادت هذه الكتلة الحرجة ان تسقط الحكم عندما وصلت الي ضواحي العاصمه دمشق , ولكن في انعطافه حادة لامريكا ودول الخليج والسعودية ورفع الدعم عن المعارضه السوريه ودخول ايران وروسيا وميلشيا حزب الله والميلشيا الشيعية العراقية تمكنوا من فكفكفت الكتلة الحرجة السنية التي تشكلت وبقي الامر معوما بين الاثنين فكتلة النظام حتى تبقى تحتاج الي دعم روسيا وايران والشيعه , والكتلة السنية تحتاج لتفعيلها الى دعم امريكا وتركيا ودول الخليج والسعوديه , والطرفان ينتظران الموقف الاخير لاسرائيل سيكون مع من, فهو الرابح في هذه المعادله.

مصر

اما في مصر فقد تمكن عبد الناصر من تشكيل كتله حرجة لادارة الحكم وليس ايضا لادارة الدوله من خلال تحالف العسكر مع قوى مختلفة وتحت اشراف المخابرات المصرية وكذلك تشكيل حزب واحد للنظام تحت مسمى الاتحاد الاشتراكي او الحزب الوطني لاحقا وبقي الجيش والاجهزه الامنية هي النواه الصلبه للحكم , واستمر هذا الموضوع وحت نهاية عهد حسني مبارك عندما انفصل الجيش عن الكتلة الحرجة للحكم ووقف على الحياد ما بين النظام والشعب ولاسباب لا نعرفها ولكن ربما يشير لها البعض , عندها تمكنت المجاميع الشعبيه من تشكيل كتله حرجة جديدة كانت نواتها الاخوان المسلمون وانضم لها تيارات علمانية اخري غير منظمه واستطاعت من تغيير الحكم وتمكن الاخوان من الوصول للحكم على ظهر هذه الكتله الحرجة كونهم الجماعه الاكثر تنظيما في المجتمع المصري , ولكنهم بعد وصولهم للحكم حاولوا الاستئثار بالحكم لوحدهم ولم يتمكنوا من تشكيل كتله حرجه خاصه بهم , فبدات الكتله الحرجة الضامنه لهم بالتفكك , ومع خروج الجيش من الكتله الحرجة للنظام الجديد وانضمامه الي الكتله الحرجة المضادة لهم , انهار نظام حكم الاخوان بسهولة كبيرة , وعادة مصر الي نموذج الكتله الحرجة السابقة للحكم وبقيادة الجنرال السيسي والتي ارسى قواعدها  عبد الناصر ورسخها كل من السادات ومبارك من بعده , ويمكن ادراج ذلك علي معظم انظمة الحكم العربيه

رئيس مجلس الاصلاح الوطني – الطريق الثالث

اترك رد