ترامب: أمريكا سترفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد دفع تعويضات

80

الاردن اليوم – أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين أن الولايات المتحدة سترفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب بمجرد أن تخصص حكومة الخرطوم 335 مليون دولار تم الاتفاق على دفعها للأمريكيين من ضحايا هجمات المتشددين.

وقد يؤذن الاتفاق ببداية خطوات من السودان نحو إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، في أعقاب خطوات مماثلة في الأسابيع الأخيرة من الإمارات والبحرين بوساطة من الولايات المتحدة. وقال مصدر أمريكي إن العمل لا يزال جاريا فيما يتعلق بالتفاصيل.

ورغم أن ترامب لم يشر إلى إسرائيل في تغريدته التي أعلن فيها حدوث انفراجة مع السودان، فمن شأن أي تقارب بين إسرائيل ودولة عربية أخرى أن يمنح ترامب إنجازا دبلوماسيا جديدا وهو يسعى لإعادة انتخابه في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.

ويعود تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب إلى عهد حاكمه المخلوع عمر البشير، وهو ما يجعل من الصعب على حكومته الانتقالية الحصول على إعفاء عاجل من الديون أو على تمويل أجنبي.

ويرى كثيرون في السودان أن هذا الأمر لم يعد مستحقا بعد عزل البشير العام الماضي، ويتعاون السودان منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.

وقالت مصادر حكومية أمريكية إن المفاوضات الأمريكية السودانية ركزت على الأموال التي تريد واشنطن أن تودعها الخرطوم كضمان كي يتم الدفع منها لضحايا هجومي تنظيم القاعدة على السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998.

وكتب ترامب على تويتر “وافقت حكومة السودان الجديدة، التي تحرز تقدما كبيرا، على دفع 335 مليون دولار للأمريكيين من ضحايا الإرهاب وعائلاتهم. بمجرد إيداع المبلغ سأرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. أخيرا، العدالة للشعب الأمريكي وخطوة كبيرة للسودان!”.

وقال مصدر بالحكومة السودانية إن الخرطوم مستعدة لدفع تعويضات للضحايا.

وكتب رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك على تويتر “الشكر الجزيل للرئيس ترامب على تطلعه إلى إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، وهو تصنيف كلف السودان وأضر به ضررا بالغا. إننا نتطلع كثيرا إلى إخطاره الرسمي للكونجرس بذلك”.

وفي حين يمكن لترامب التصرف بمفرده لرفع اسم السودان من القائمة، ثمة حاجة إلى تشريع في الكونجرس لضمان تدفق المدفوعات إلى ضحايا تفجيري السفارتين وعائلاتهم، ولا يزال اتخاذ إجراء فوري بشأن الكونجرس غير مؤكد.

وحثت إديث بارتلي، وهي متحدثة باسم عائلات الأمريكيين الذين قتلوا في تفجير نيروبي، الكونجرس على اتخاذ إجراء وقالت إن الأموال ستفي بالتزام ثلاثة رؤساء متعاقبين “بشرط التطبيع (مع الولايات المتحدة) بتعويض الناجين وأسر أولئك الذين فقدوا في الأعمال الإرهابية”.

 

* نقطة خلاف رئيسية

تمثلت نقطة خلاف رئيسية في المحادثات بين الولايات المتحدة والسودان في إصرار السودان على عدم ربط أي إعلان لرفع الخرطوم من القائمة صراحة بالتطبيع مع إسرائيل. ولا تزال الخلافات قائمة بين المسؤولين السياسيين والعسكريين السودانيين فيما يتعلق بمدى تحسين العلاقات مع إسرائيل ووتيرة المضي في ذلك.

وقال حمدوك، الذي يدير البلاد مع الجيش في فترة انتقالية منذ الإطاحة بالبشير، لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الخرطوم في أغسطس آب إنه لا ينبغي ربط قضية التطبيع برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقال مسؤول أمريكي إن أحد الاحتمالات هو أن تترك واشنطن الأمر للسودان وإسرائيل لإعلان اتفاق عن إقامة علاقات علنا في وقت لاحق، ربما في الأيام المقبلة.

وأصبحت الإمارات والبحرين في سبتمبر أيلول أول دولتين عربيتين خلال ربع قرن توافقان على إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، ويرجع ذلك لحد كبير إلى المخاوف المشتركة من إيران.

وردا على سؤال عما إذا كان هناك انفراجة وشيكة بين إسرائيل والسودان، قال وزير المالية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لراديو الجيش الإسرائيلي “آمل أن تؤتي الاتصالات المكثفة ثمارها”.

ويتعين على إدارة ترامب إخطار الكونجرس بعزمها رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ومن المتوقع أيضا أن تقدم إدارة ترامب مساعدات اقتصادية.

وتتمثل العقبة المتبقية في أن يقر الكونجرس تشريعا يعيد للسودان الحصانة السيادية التي تمثل درعا في مواجهة أي مطالبات قانونية مستقبلية عن الهجمات السابقة بمجرد أن يدفع التعويض الذي يدين به بالفعل. وخسر السودان تلك الحماية بسبب إدراجه على قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وفي ترديد لمخاوف أعضاء آخرين في الكونجرس، قال السناتور الديمقراطي بوب مينينديز في خطاب بتاريخ 15 أكتوبر تشرين الأول إلى بومبيو إن ثمة حاجة “لإجراء تصحيحي” لضمان ألا يزيد الاتفاق صعوبة قيام ضحايا هجمات تنظيم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 برفع دعوى قضائية للمطالبة بتعويضات. وكان السودان متهما بتوفير ملاذ آمن لقادة القاعدة.

اترك رد