تعاني أغلب مجتمعات الدول العربية أو النامية من قضية صنفت بأنها قضية العصر فيندر أن يخلوا مجتمع من هذة المجتمعات منها، وهي قضية تهدد الشباب بشكل خاص وتماسك المجتمع بشكل عام.
في الآونة الأخيرة ارتفعت نسبة البطالة في الأردن حيث بلغت نسبتها 18،2% حسب اخر احصائية لدائرة الإحصاءات العامة، كما ذكرت أن نسبة البطالة عند الإناث أكثر منها عند الذكور وأن نسبة 21،4% من العاطلين عن العمل هم من حملة الشهادات الجامعية.
إن ارتفاع نسب البطالة لهذا الحد أمر لا يغفل عنه خاصتا انها من أكبر التحديات التي تواجة مجتمعنا في ضل الظروف المحيطة فشباب طاقاتهم مجمدة والمجالات امامهم مغلقة.
شباب يلقي كامل اللوم في قضية عزوفة عن العمل على عدم وجود فرص عمل مناسبة لهم ولذوقهم في مجتمع يعاني مشاكل إقتصادية صعبة جدا، لكنه بذات الوقت مجتمع متعلم وتكنولوجي نوعا ما وفي مرحلة إنتقالية نحو التقدم، بالرغم أن الوافدين من الدول الشقيقة في الأردن استطاعوا إيجاد فرص عمل كبيرة جدا، فنرى أن في كل مكان عمل لا يخلو من الوافدين، في حين أن الشاب الأردني جالسا في المنزل ينتظر عملا أو دورة في ديوان الخدمة المدني.
لا نعمم ولا إنكر أن هناك فئة من الشباب والشابات الاردنيين يسعون بكل طاقاتهم جاهدين لتحقيق ذاتهم والتغلب على عقبات المال أمام طريقهم، لكن الفئة الأكبر من لا يقبل بالعمل في مجالات معينة دون ما يطمح ويراها مهينة لدرجة العلم لدية فهو صاحب شهادة مرموقة من جامعة حكومية أو خاصة.
فنعود هنا للقضية التي ما زالت تلاحق الشباب الا وهي ثقافة العيب ف حتى الى يومنا هذا يرفض صاحب الشهادة المرموقة أن يعمل في مجالات حرفية خشية أن يستهزء به الأخرين وتبدأ الأقاويل عنه، شابا كان ام فتاة فكلاهما ضحية لعادة مجتمعية بائسة فأنة عندما يكون الأجر حلالا أجيزت جميع الأعمال.
فإن هذة القضية بشكل خاص يجب على الشباب ذاتهم حلها وتحديها وكسر حاجز ثقافة العيب امامهم، فعند حصول الشاب على اكثر من وظيفة في آن واحد مهما كانت يستطيع حينها بناء ذاتة بالحصول على دورات منوعة تقوي الملف الخاص به فالشهادة الجامعية وحدها لم تعد تجدي نفعا فالكثير بات يملكها ،لكن القليل من تميزوا بملف قوي وغزير بالإنجازات، كما يستطيع تأمين ما يلزمة لإكمال دراستة للحصول على شهادات اكثر في التعليم العالي مما يحقق له ما يتمنى أن يصبح في المستقبل القريب، فلا ننسى التطور الذي يشهدة الوطن العربي وإن كان بطيئا، والذي بدورة يخلق فرص عمل جديدة للشباب والشابات.
كما لا ألقي كامل اللوم على الشباب الاردني فلا بد للحكومة إعادة النظر في ملف البطالة وتدرك أن العلاقة بين البطالة والأمراض الإجتماعية هي طردية لا شك، وكما قال المفكر الفرنسي روسو ” أن الفقر هو أهم الجرائم وأن المجرمين قلة في ولاية منظمة تنظيما حسنا”
جامعة اليرموك/كلية الإعلام/مساق مقال صحفي/للدكتور زهير الطاهات