الصفدي يفتتح القنصلية الأردنية في العيون المغربية ويجري مباحثات مع نظيره المغربي

103

الأردن اليوم – أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في المملكة المغربية الشقيقة ناصر بوريطة اليوم محادثات ركزت على سبل ترجمة العلاقات التاريخية الاستراتيجية التي تربط المملكتين الشقيقتين لمزيد من التعاون المنهجي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية وتكثيف التنسيق إزاء القضايا الإقليمية تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه جلالة الملك محمد السادس.

وأكد الصفدي وبوريطة، أن الأردن والمغرب ماضيان في اتخاذ الخطوات التي ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون الذي ينعكس ايجاباً على البلدين الشقيقين ومصالحهما المترابطة.

وافتتح الصفدي بحضور نظيره المغربي مبنى القنصلية الأردنية العامة في مدينة العيون في حفل حضره أيضاً عدد من المسؤولين في المدينة والولاية. وبحث الصفدي وبوريطة التطورات والقضايا الإقليمية وفي مقدمها القضية الفلسطينية وسبل تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات. وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي، “أتشرف بأن أكون في المملكة المغربية الشقيقة اليوم، في مدينة العيون تحديداً، لتدشين القنصلية العامة للمملكة الأردنية الهاشمية التي كان جلالة الملك عبدالله الثاني أعلن عن قرار المملكة فتحها خلال اتصال هاتفي مع أخيه جلالة الملك محمد السادس . وأضاف الصفدي، ان العلاقة ما بين المملكتين علاقة تاريخية قوية استراتيجية متميزة، تتبدى في التعاون المستمر والتنسيق الذي لا ينقطع ما بين قيادتي البلدين الشقيقين وما بين المسؤولين فيهما وعلى كل المستويات وهي علاقةٌ تاريخية تقدم نموذجاً في العلاقات العربية التي تفرضها المصالح المشتركة، والتي ستسهم وتسهم في تحقيق أهدافنا جميعاً نحو تحقيق التنمية لشعوبنا ومعالجة جميع التحديات المشتركة التي نواجهها.

وزاد الصفدي، ان افتتاح القنصلية اليوم هو تأكيدٌ للموقف الأردني الثابت بأننا كنا وسنبقى نقف إلى جانب الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشقيقة، وتأكيدٌ على العمل مع الأشقاء من أجل التوصل لحل لقضية الصحراء المغربية، وفق قرارات الشرعية الدولية ووفق مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب الشقيق والتي تمثل الحل العملي المنطقي لهذه القضية الأساس.

وقال الصفدي “نحن في منطقتنا العربية بشكل عام نحتاج لأن نوحد جهودنا ونحتاج لنركز على مواجهة ما نواجهه من تحديات مشتركة وكلنا نريد أن نتجاوز التحديات وأن نتجاوز التوترات حتى نستطيع أن نخدم حق شعوبنا جميعاً في الحياة الفضلى، والحياة الكريمة”.

وبين الصفدي، أن التعاون ما بين المملكتين الشقيقتين ينطلق من توجيهات دائمة لصاحبي الجلالة، مضيفاً “علينا أن نرتقي بالتعاون في كل أوجهه بما يعكس هذه العلاقة التاريخية .

وزاد “دائما عندما يتحدث جلالة الملك عبدالله الثاني عن المغرب الشقيق، يتحدث عن العمل مع ابن عمه من أجل خدمة المصالح المشتركة كمملكتين شقيقتين، ومن أجل خدمة القضايا العربية، وللمملكتين دائماً دورٌ سباقٌ في خدمة كل القضايا العربية، وفي تعزيز العمل العربي المشترك، مشيرا الى ان الوقت يستدعي المزيد من هذا التعاون والمزيد من التنسيق والمزيد من التضامن العربي في ضوء ما نواجهه جميعاً من تحديات كبيرة، إذا ما تعاونا إزاء جهود حلها، استطعنا أن نحقق الأمن والاستقرار وأن نبني البيئة التي تتيح التقدم باتجاه التنمية في مجالاتها.”

وأشار الصفدي الى التواصل والتنسيق مع نظيره المغربي مستمر تنفيذاً لتوجيهات صاحبي الجلالة، ونتحدث في كل القضايا على المستوى الثنائي وكان هنالك قمة أردنية – مغربية في المغرب العام قبل الماضي، وهذه القمة وضعت خريطة طريق واضحة لزيادة التعاون في جميع مجالاته الثنائية الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية، وأكدت خريطة الطريق أيضاً أهمية التنسيق إزاء القضايا الإقليمية. وبين الصفدي، أن زيارته للمملكة المغربية الشقيقة اليوم سعت صوب ترجمة العلاقات الراسخة ما بين البلدين “تعاوناً مثمراً ملموساً ينعكس خيراً على بلدينا ويخدم مصالح المملكتين ويصب أيضاً في خدمة المصالح العربية بشكل عام”.

وأضاف ان ثمة اتفاقيات عديدة تم انجازها، ونأمل بأن توقع في أقرب فرصة ممكنة، وثمة اتفاقيات أخرى نعمل على إنجازها.
وفي الشأن الإقليمي، قال الصفدي “ننطلق من رؤية واحدة مرة أخرى، قضيتنا الأساس، قضيتنا المركزية، هي القضية الفلسطينية. ونحن نعمل معاً من أجل تحقيق السلام العادل والدائم والسلام الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ووفق مبادرة السلام العربية”وبين الصفدي ان تحقيق السلام العادل والشامل هو خيارٌ استراتيجيٌ عربي، عبر عنه العرب جميعاً عندما تم إطلاق مبادرة السلام العربية في العام 2002، ومنذ ذلك الوقت، تعمل المملكتين الشقيقتين من أجل ايجاد أفق حقيقي للتقدم نحو هذا السلام الذي يشكل ضرورة لأمن واستقرار المنطقة، ولأمن واستقرار العالم برمته”.

وزاد الصفدي ان العملية السلمية تواجه تحديات كبيرة، وبالتالي نعمل بشكل مستمر من أجل الحؤول دون فقدان الفرصة الحقيقية لتحقيق هذا السلام ونعمل بالتنسيق مع الأشقاء في السلطة الوطنية الفلسطينية،وبالتنسيق مع الأشقاء في المغرب، وفي كل الدول العربية، وبالتنسيق مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وروسيا، وكل الدول المؤثرة لأننا نريد أن يتحقق السلام.
وأضاف الصفدي ان المرحلة الحالية مرحلة صعبة، حيث أن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، مثل بناء المستوطنات، مصادرة الأراضي، هدم المنازل، كلها تقوض فرص تحقيق حل الدولتين، الحل الذي أجمعت غالبية دول العالم على أنه السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل. مشيرا الى انه ومن هنا العمل مستمر، بشكل دائم، في المرحلة الحالية ونرى أن هنالك نافذة، مردها ما بدر عن الإدارة الأميركية الجديدة من بوادر ايجابية حول العلاقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وحول متطلبات التقدم إلى هذا الحل، فثمة نافذة نعمل من أجل الاستفادة منها، وثمة موقف أوروبي دولي واضح في دعم حل الدولتين، كما ان هناك ثمة اجراءات خطيرة على الأرض تقوض هذا الحل وتقوض كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل.

وقال الصفدي “لا بد أن نجد أفقاً حقيقياً للتقدم نحو السلام عبر اعادة اطلاق مفاوضات جادة وفاعلة على أساس حل الدولتين، على أساس القانون الدولي، ووفق المرجعيات المعتمدة وفي مقدمها مبادرة السلام العربية ولن ينعم الشرق الأوسط بالسلام والاستقرار والأمن الحقيقي ما لم تحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفق المرجعيات المعتمدة ومعادلة الأرض مقابل السلام.”

وبين الصفدي “يجب أن يكون صوتنا واحداً في أن السلام الذي نريد هو السلام الحقيقي، هو السلام الذي تقبله الشعوب، السلام الذي يدوم، والجهد مستمر من أجل تحقيق ذلك.”

وأضاف “يجب يكون أيضاً صوتنا واضحاً في مواجهة الاجراءات الاحادية اللاشرعية الإسرائيلية التي تقوض هذا الحل، ومواجهة الانتهاكات في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.”

وأشار الصفدي “ثمة تعاونٌ كبيرٌ في موضوع القدس التي لها أولوية كبرى لدينا، وجلالة الملك هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم هو جهدٌ لا ينقطع للمملكة بتوجيه من جلالة الملك وجلالة الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس، والدور الذي يقوم به جلالته والذي تقوم به اللجنة هو أيضاً دور أساسي في حماية الهوية العربية الإسلامية للقدس والحفاظ على الوضع القائم فيها وبالتالي ثمة تنسيق طبيعي وتنسيقٌ ينطلق من الأولوية التي نعطيها في البلدين لموضوع القدس، وتنسيقٌ ينعكس في الجهد المشترك من أجل حماية المدينة المقدسة، وحماية مقدساتها. يتبع…يبتع–(بترا)

اترك رد