أبو قديس: التعلم عن بُعد ضرورة مرحلية
الأردن اليوم – أكد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد أبو قديس، أن نمط التعليم والتعلم عن بُعد ضرورة مرحلية وليس بديلاً عن التعليم الوجاهي في الغرفة الصفية.
جاء ذلك خلال افتتاحه، اليوم الأربعاء، الملتقى التربوي الأول بعنوان “تجربة التعليم والتعلم عن بُعد في ظل جائحة كورونا”، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم احتفاء بمئوية الدولة الأردنية، بمشاركة وزير التربية والتعليم السابق الدكتور تيسير النعيمي، والعين هيفاء النجار، والأمينين العامين للوزارة الدكتور نواف العجارمة والدكتورة نجوى قبيلات، وباحثين تربويين من الميدان التربوي.
وبين الدكتور أبو قديس في الجلسة الافتتاحية للملتقى الذي عقد عبر الانترنت، أن الوزارة عقدت دورات تدريبية ووفرت بنى تحتية ذات جودة عالية لتحقيق استمرارية التعليم وسهولة الوصول إليه، خاصة وأن التعليم عن بُعد عملية يتلقى فيها الطالب المعارف والمهارات والمعلومات عن طريق وسيط تكنولوجي،
ويعتمد في تصميمه وتنفيذه على تكنولوجيا المعلومات، بدءا من تخطيط المناهج الدراسية وتطويرها، مرورا بالتعلم والتدريس والإرشاد، وانتهاء بالتقييم.
وقال إن الوزارة بذلت جهودا استثنائية للتغلب على المعوقات والتحديات التي واجهت تجربة التعلم والتعليم عن بُعد؛ كونها طارئة ومستجدة على المجتمع، من خلال التواصل والشراكة مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين، والاطلاع على التجارب العالمية، موضحا أن الملتقى يأتي تعبيرا عن التعاون بين وزارة التربية والتعليم وشركائها، ويرمي إلى تبادل الخبرات والخروج بتوصيات ومقترحات تثري هذه التجربة وتطور من ادائها.
وقال الدكتور النعيمي في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر، إن جائحة كورونا أثرت على جميع جوانب الحياة في العالم وقطاع التعليم منها، مؤكدا أن هذه الجائحة بقدر ما كانت تشكل تحدياً لهذا القطاع، فقد أحدثت فرصاً كبيرة للتطوير والتحسين، إذا ما أحسن استثمارها، لذا فإن الفرصة سانحة لإعادة النظر بنظامنا التعليمي في مختلف جوانبه.
وأشار إلى أن التعليم عن بُعد ليس خيارا وقت الضرورة بل خطوة نحو التحول إلى التعليم المتمازج بين التعليم الالكتروني والتعليم المدرسي الوجاهي، مؤكدا أنه من المأمول إحداث نقلة نوعية في قطاع التعليم إذا ما جرى هذا التحول بشكل كفؤ وفعّال.
وعرض أمين عام الوزارة للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة، جهود الوزارة في تجربة التعليم والتعلم عن بُعد، مبينا أن الأردن حقق قفزة، ونقلة نوعية في هذا المجال رغم ظروف الجائحة، حيث تمكنت الوزارة من دعم أبنائنا الطلبة بمنظومة تعليمية تجلّت في خدمة منصة “درسك” التي اختير لها نخبة من الكفاءات لتقديم أفضل السيناريوهات التعليمية.
ولفت إلى التفاعل الذي أتاحته المنصة بين الطلبة ومعلميهم؛ استكمالًا لما تقدمه المنصة، وضمانًا لتقديم الدعم والتغذية الراجعة المناسبة الفورية لأبنائنا من معلميهم، إضافةً إلى عدد من المشاريع التي كان الغرض منها سد الثغرات التي حدثت في التعليم في ظل الجائحة، بهدف تعافي التّعليم من كل خلل متوقع طرأ عليه، ومنها مشروع جسور التعلم، ومشروع المفاهيم الحرجة، التي تركز على التأكد من أن أبناءنا قد نالوا حظهم الكافي من أساسيات كل صف، ما يضمن انتقالهم إلى المراحل التالية بسلاسة، دون عقبات معرفية أو مهارية أو وجدانية، أو تعثر من أي نوع في مسيرتهم الأكاديمية.
وأوضحت أمين عام الوزارة للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة نجوى قبيلات أهمية تقييم تجربة التعليم والتعلم عن بُعد، مبينة أنها تجربة ثرية في زمن استثنائي تضمنت عناصر قوة ونجاح يمكن تطويرها لتكوين منظومة تعليمية متطورة ومتكاملة ومتقدمة مستقبلا، الأمر الذي يتطلب وقتا وجهدا ومتابعة وتغذية راجعة بشكل مستمر للوصول إلى أفضل النتائج.
وأضافت أن عملية التقييم جزء لا يتجزأ من أي عمل يتسم بالديمومة والأثر، وتهدف إلى الوقوف على نقاط القوة والضعف فيه، مؤكدة أن الوزارة حرصت على السعي الدائم لتجويد العملية التعليمية وتطويرها من خلال تقييم ما تقوم به من برامج ومشاريع، وكان التعلم عن بُعد تجربة في ظرف استثنائي وفي محنة حُولت إلى منحة، سرعت من عملية توظيف التكنولوجيا بالتعليم وساعدت في تخطي عجلة الزمن في التنفيذ.
وعرضت العين هيفاء النجار لتجربة التعليم عن بُعد في قطاع التعليم الخاص، بينت فيها أن الأردن استطاع أن يقدم نموذجا استثنائيا في مجابهة التحديات وتحويلها إلى فرص نجاح، باعتبار الأزمة عاملا محفزا لتطوير الإبداع والتفكير الناقد، ورفع الدافعية الذاتية لدى الطلبة.
واشتملت الجلسة الافتتاحية على عرض لفيديو حول تجربة الوزارة في عملية التعليم عن بعد من إعداد إدارة الإشراف والتدريب التربوي، وورقة عمل حول تقييم تجربة التعليم عن بُعد – الدروس المستفادة وآفاق التطوير قدمته الشريك المؤسس لشركة Edvise ME نور أبو الراغب، ومدير البحث والتطوير التربوي في الوزارة الدكتور ياسر العمري.
يذكر أن جلسات الملتقى الذي يعقد على مدار يومين متتابعين، وبدعم من شركة أمنية، تضمنت ستة محاور هي: القيادة والإدارة التربوية في تجربة التعليم عن بُعد، الدعم الفني والتقني لتجربة التعليم عن بُعد، المسؤولية المجتمعية، الوصول والمساواة خلال تجربة التعليم عن بُعد، أدوار المعلمين والطلبة في تجربة التعليم عن بُعد، وجود التعليم والتعلم عن بُعد.
–(بترا)