عربيات: العامان الماضيان شهدا اهم مشاريع الإعمار الهاشمي في الأقصى
56
Share
الأردن اليوم – قال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور وائل عربيات ان المسجد الاقصى المبارك احتل مكانته الدينية وقداسته الروحانية بالنص القرآني الذي حسم الامر دون ان يتركه لاجتهاد او تأويل وهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وأحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام.
واكد عربيات خلال الكلمة التي القاها بالمؤتمر الازهري التي انطلقت اعماله في العاصمة المصرية القاهرة الاربعاء ان هذا هو الوضع القائم والحق الخالد الذي يجب على كل مسلم ان يدافع عنه واجبا شرعيا وسياسيا وقانونيا.
ودعا الى حماية المقدسات ودعم أهل القدس في دفاعهم عن المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف الذي يعاني أكثر من أي وقت مضى من الحصار والتفريغ ومنع المسلمين من الوصول إليه بهدف معلن وهو تحويل المسجد إلى “هيكل يهود” إذا سمحت لهم الظروف بذلك.
وأشار الى ان هذا التحدي الكبير لجميع المسلمين والمسيحيين يتطلب منا علماء ومسؤولين أن نعيد التفكير في أكثر الأدوات المفيدة والممكنة للدفاع عن المسجد الأقصى / الحرم الشريف، والذي تديره أوقاف القدس الأردنية ويقع تحت وصاية جلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية والذي يدافع عن المقدسات في المحافل الدولية مثلما يرعى جلالته وبشكل مباشر مسؤولية الإعمار والصيانة والمحافظة على إدارة أوقاف القدس الأردنية لسدانة وحراسة وشؤون الوعظ الإرشاد وتمكين المسلمين من الصلاة في مرافق المسجد بنظافة وراحة وأمان قدر الممكن.
واشار الى ان العامين المنصرمين 2016 و2017 كانا شهدا إنجازات كبيرة تمت فيها أكبر واهم مشاريع إعمار هاشمي تاريخية أبرزها الانتهاء من ترميم فسيفساء قبتي الصخرة المشرفة والجامع الأقصى من الداخل وهي مشاريع لم تنفذ بحسب رأي الخبراء منذ مئات السنين، ومشروع الاطفاء المتحرك، ومشروع تهوية قبة الصخرة المشرفة وغيرها.
وبين أن وزارة الأوقاف الأردنية وبأمر مباشر من صاحب الوصاية على المقدسات رفعت عدد موظفي أوقاف القدس وحراس المسجد الأقصى في العقد الأخير من 300 موظف الى ما يقارب الألف موظف وزادت الوزارة علاوة الصمود الملكية للموظف الواحد لتصل 400% على الراتب الأساسي الأمر الذي ساهم بدعم مئات العائلات المقدسية وربط عملهم وعيشهم برباطهم في المسجد الأقصى وهذا جزء يسير من إنجازات كثيرة لوصاية جلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات رغم أن عمل أوقاف القدس الأردنية يتم تحت ظروف صعبة وفي ظل تحديات جسيمة من حيث الانتهاكات اليومية من قبل سلطات الاحتلال.
وأشار إلى ان هناك تحديات كثيرة يضعها الاحتلال الاسرائيلي تتمثل باقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى وتمكينهم من أداء الطقوس الدينية التلمودية الأمر الذي ينذر بخطر التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، وقد وصل عدد هؤلاء المقتحمين أكثر من 25 ألفاً في العام 2017، وشرعنة تدخل سلطة آثار وبلدية الاحتلال في شؤون المسجد الأقصى المبارك وإدارة الأوقاف الإسلامية للمسجد ووقف بعض مشاريع الإعمار والصيانة الضرورية وذلك من خلال منظومة إجراءات وقوانين تنتهك اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل وتنتهك القانون الدولي والإنساني لمدينة القدس.
وأكد أن السلطات الاسرائيلية ما زالت مستمرة بمصادرة مفتاح باب المغاربة منذ العام 1967 واغتصاب حق الأوقاف الإسلامية الحصري بإدخال السياح غير المسلمين حسب شروط صاحب المكان الشرعي، فقد أدخلت سلطات الاحتلال للمسجد الأقصى في العام 2017 أكثر من 360 ألف سائح من كل أنحاء العالم تسمعهم رواية تلمودية تشرح الأقصى على أنه هيكل يهود المزعوم، ومنع معظم أهل فلسطين وعرب الداخل من الوصول وشد الرحال للمسجد الأقصى.
وقال انه ومن هنا يكمن التحدي الأكبر الذي يواجه أوقاف القدس وهوية المسجد الأقصى وهو كيف لنا ان نبقي المسجد الأقصى عامراً بأكبر عدد من المسلمين الذين يستطيعون الوصول إليه وذلك من أجل تحقيق جملة من الاهداف والمتمثلة بتفويت الفرصة على الاحتلال بتنفيذ مخطط عزل المسجد الأقصى عن بعده الفلسطيني والإسلامي، وإفشال مخطط الاحتلال باعتبار قضية المسجد الأقصى قضية سياسية للمسلمين ودينية لليهود مستفيدين من أن فراغ الأقصى يدل على عدم اهتمام المسلمين بمسجدهم وأن الأقصى يحظى بمرتبة مـتأخرة من اهتمام علماء وحجاج المسلمين.
وأشار إلى توفير أكبر قدر ممكن من الحماية البشرية للمسجد الأقصى/الحرم الشريف، ومد العون والمساعدة لأوقاف القدس والمرابطين في المسجد الأقصى ودعم صمود أهل القدس من تجار وأصحاب فنادق وسكان في العقارات الوقفية التي تشكل طوق الحماية الحقيقي للمسجد الأقصى، وإحياء سنة ربط العالم الإسلامي بمسجدهم الأقصى وتوثيق هذه العلاقة الواجبة بالمشاهدة الحية وممارسة حقهم في التعبد داخل المسجد الأقصى والدفاع عنه بالفعل ليعمروه بالعمارة الإيمانية الحقيقية.
وأكد ضرورة إجبار سلطات الاحتلال على اعتبار المسلمين قوة بشرية قائمة تشد الرحال للمسجد الأقصى من كل أنحاء العالم بشكل مستمر وبهدف العبادة وأنه لا يمكن تهميش أو تجاهل هذه القوة بأي شكل، وفضح زيف ما تتحدث عنه سلطات الاحتلال من أنها تعطي حرية العبادة للديانات السماوية الثلاث في أماكن عبادتهم وفضح ما تقوم به إسرائيل من منع المسلمين للوصول لمسجدهم بكل السبل.
وأكد الدعم العملي لمطالبة المسلمين والعرب بأن القدس ستكون عاصمة دولة فلسطين، وحق المسلمين ببركة التواجد في المسجد الأقصى والسكن حوله وهما حق وبركة من الله سبحانه وتعالى لا يستطيع أن يسلبهم إياه بشر ولا احتلال ولا أي قوانين أرضية، وأن يسمع المسلمون رواية إسلامية صحيحة لتاريخ وواقع المسجد الأقصى، وأن يرى العالم أن الرواية التهويدية للمسجد الأقصى ليست صحيحة وأن حضور المسلمين وتعبدهم في المسجد الأقصى لم ينقطع عبر الزمن ورغم كل الظروف.
وأكد ان فتوى زيارة المسجد الأقصى والتي حظيت بتأييد الكثير من علماء العالم الإسلامي أثمرت بكسر الحصار عن المسجد الأقصى ونجحت بتشجيع قرابة المليون مسلم ليزوروا المسجد الأقصى منذ بداية العام 2013 وأن يحصلوا على البركة التي أحلها الله سبحانه وتعالى في المسجد وما حوله وأن يشاركوا أهل القدس في دفاعهم عن المسجد الأقصى ودعم صمودهم في وجه تهويد مقدسات المسلمين وعقاراتهم الوقفية.
وأشار إلى ان هذا العدد لايزال ضئيلاً إذا ما قورن بأعداد السياح الذين تنجح دولة الاحتلال بإحضارهم للقدس لتسمعهم رواية تهويدية بحتة والذين يزيد عددهم عن 3 مليون زائر سنويا جميعهم يتلقون إرشاداً مكثفاً على أن المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف هو “جبل هيكل اليهود ويجب عليهم مساعدة إسرائيل بتحريره من الاحتلال الإسلامي بأقرب وقت ممكن وتحويله هيكلاً يهودياً وهدمه وبناء الهيكل الثالث في مكانه إن أمكن”.
وبين انه ليس خافيا على أحد أن قرار ترمب الأخير القاضي بأن القدس عاصمة إسرائيل قد جاء بتأثير من بعض هذه الأفواج السياحية التي سمعت وآمنت دعمت الرواية التهويدية للمسجد الأقصى والكثير من هؤلاء السياح هم ممن يؤمنون بهذه الفكرة الارهابية التي تؤمن بأن واجبها مساعدة اليهود على الهجرة لفلسطين وبناء هيكلهم في القدس من أجل التسريع بعودة المسيح المخلص إلى الأرض.
وذكّر بالمضامين الموجهة لفضيلة شيخ الأزهر في رسالتي سمو الأمير غازي بن محمد رئيس مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكلتا الرسالتين “2015 و2017” حملتا تأييدا وتوقيعا خطيا من قبل جميع أصحاب الشأن الفلسطينيين والأردنيين في رعاية شؤون المسجد الأقصى المبارك والذين يؤكدون أن الخطوة العملية المتاحة أمام الأزهر الشريف لخدمة المسجد الأقصى هي أن يصدر الأزهر فتوى توضح استحباب زيارة المسجد الأقصى لكل مسلم مقتدر ومسموح له القيام بشد الرحال للأقصى المبارك وذلك لما فيه فائدة للمسجد الأقصى والمصلحة العامة لأهل فلسطين وجميع المسلمين، وهي الفتوى التي أيدها مؤتمر الطريق إلى القدس الذي انعقد في عمان في 30 نيسان 2014 وفتوى مجمع الفقه الإسلامي بتاريخ 23 نيسان 2015 وكما قال فخامة الرئيس عباس: “إن زيارة السجين ليست تطبيعا مع السجان”.
وأكد أن ما أكدته رسالة سمو الأمير غازي بن محمد الأخيرة بأن الأزهر الشريف مرجعنا الديني والذي يبقى دائما معولا عليه في نصرة قضايا الامه ، فالمطلوب هو خطوة عملية مثمرة في هذا الاتجاه وأن المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني مستمرة في حماية المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية والمسيحية ودعم اهل القدس وتعزيز صمودهم وتثبيتهم على ارضهم وحماية اوقافهم وان الاوقاف الاردنية هي المنفذ لهذه الوصاية من خلال دائرة اوقاف القدس ورفدها وتعزيزها بكل مستلزماتها.
وأكد موقف جلالة الملك الثابت بأن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية وان القدس حق أبدي خالد لجميع المسلمين والمسيحيين في كافة أنحاء العالم، كما ان الحفاظ على كنيسة القيامة وصيانتها وحمايتها لا يقل اهمية عندنا كمسلمين عن حماية وصيانة المسجد الاقصى المبارك انطلاقا من مبادئنا الاسلامية وتمسكا بالعهدة العمرية والتزاما بها.