الصراع بين الصين وأمريكا يتصاعد على وقع زيارة بيلوسي لتايوان

61

الاردن اليوم-  باتت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، لتايوان في حكم المؤكدة، وفق ما تؤكده مصادر أمريكية وتايوانية عدة، ضمن جولة آسيوية تقوم بها بيلوسي تشمل سنغافورة، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، وتعتبر هذه الزيارة أرفع زيارة لمسؤول أمريكي لتايوان منذ العام 1997 بعد زيارة رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش.

ورغم عدن إعلان بيلوسي رسمياً زيارتها لتايوان، خلال جولتها الآسيوية التي بدأت اليوم الإثنين، إلا أن الإذاعة التايوانية (تي في بي إس) كشفت أن بيلوسي ستزور تايبيه غداً الثلاثاء، وهي المعلومات ذاتها التي أكدها مسؤولان أمريكي وتايواني في حديث لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وتزيد الزيارة من مخاطر حدوث صدام عسكري بين واشنطن وبكين، خاصة في ظل تحذيرات متصاعدة من الصين، وتحركات عسكرية للبلدين في رسائل متبادلة بشأن الجهوزية للمواجهة.

تحذيرات صينية
وبعد تحذيرات الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اتصال مع نظيره الأمريكي جو بايدن، قبل أيام، من “اللعب بالنار”، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان، اليوم الإثنين، إنه “إذا زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان، فستتخذ الصين إجراءات رد حازمة وقوية للدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها”.

وقالت الخارجية الصينية في بيان: “جيشنا لن يبقى مكتوف الأيدي في حال زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان”
ونشر الجيش الصيني مساء الإثنين، خلال الاحتفالات بالذكرى الـ95 لتأسيسه، مقطع فيديو على الانترنت يُظهر جنوداً يهتفون أنهم جاهزون للقتال ومظليين يقفزون من طائرة، فيما أعلنت تايوان أن 4 طائرات حربية صينية دخلت إلى مجالها الجوي.

وأجرى الجيش التايواني أهم مناورات عسكرية له خلال الأسبوع الماضي شملت محاكاة صد هجمات صينية من البحر، ورداً على ذلك، أجرت الصين السبت مناورة عسكرية “بذخائر حية” في مضيق تايوان.

تحركات أمريكية
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤول لم تسمّه قوله إن مسؤولي وزارة الدفاع يعملون على مدار الساعة لمراقبة أي تحركات صينية في المنطقة، بعد التحذيرات الصينية والمناورات التي يجريها الجيش الصيني.

وأشار إلى أن البنتاغون سيعمل وفق خطة لتأمين رئيسة مجلس النواب خلال زيارتها وللحفاظ على سلامتها، وهو ما صرح به مسؤولون أمريكيون لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية بأن الجيش الأميركي سيكثّف تحركاته في منطقة البحرين الهندي والهادي، مشيرين إلى أن طائرات مقاتلة وسفناً حربية وأنظمة مراقبة ستأمن رحلة بيلوسي.

والخميس، دخلت حاملة طائرات ومجموعة هجومية أمريكية بحر الصين الجنوبي، كجزء مما قال عنها الأسطول السابع إنها عملية مقررة في ظل تصاعد التوترات مع الصين.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي، قبل أيام، إن الصين نفذت عمليات اعتراض خطيرة ضد طائرات وسفن عسكرية أمريكية، مشيراً إلى أن الجيش الصيني أصبح أكثر عدوانية.

أهداف سياسية
تسعى كل من الإدارتين الأمريكية والصينية، إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية مرتبطة بفرض واقع في تايوان، خاصة مع التأثيرات الاقتصادية على البلدين بعد الحرب في أوكرانيا.

وتشير وكالة “بلومبرغ” إلى أن الاقتصاد الصيني يعاني اليوم من آلام تباطؤ حادة، وإن الرئيس الصيني بحاجة ملحّة إلى مصدر جديد لشرعية الحزب الشيوعي الصيني في ظل عجز النمو الاقتصادي عن توفيرها، ما يرجح أن يتخذ مواقف أكثر تشدداً حيال الولايات المتحدة، والسيادة على تايوان.

ويلفت التقرير إلى أن المغامرة بالتصعيد مع الصين، رغم الانشغال بالحرب في أوكرانيا، جاء نتيجة الاعتقاد داخل الحزب الديمقراطي بأن التشدد ضد الصين أمر مهم لكسب الانتخابات المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ورغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكد في وقت سابق، أن الجيش الأمريكي يعتقد أن هذه الزيارة ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي، إلا أن ذلك لم يثنِ بيلوسي عن القيام بالزيارة، حيث تعرف بيلوسي بمواقف واضحة مضادة للسياسة الصينية.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها ولم تتخل أبدا عن استعدادها لاستخدام القوة لوضع الجزيرة تحت سيطرتها، وترفض تايوان ادعاءات السيادة الصينية عليها وتقول إنه لا يمكن لأحد سوى شعبها تقرير مستقبل الجزيرة.

اترك رد