لماذا تشتري امريكا النفط وهي اكبر منتج له

111

الاردن اليوم :نشر موقع “ياهو فايننس” (موقع مالي) تقريرا حاول الإجابة على سؤال طالما ثار لدى الكثيرين، لاسيما متابعي تطورات سوق النفط العالمي، وهو: لماذا لا تزال الولايات المتحدة تحتاج إلى استيراد كميات ضخمة من النفط، رغم كونها أكبر منتج للنفط الخام في العالم؟

ووفقا لمعلومات الطاقة الأمريكية، فالولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم منذ العام 2018، بما في ذلك النفط الخام وسوائل البترول الأخرى والوقود الحيوي، لكنها ما تزال بعيدة عن الاكتفاء الذاتي وتستورد كميات ضخمة من النفط.

ومن المتوقع مع زيادة الاستثمارات في الوقود الأحفوري والاعتماد أكثر على مصادر الطاقة المتجددة، أن يخف اعتماد أمريكا على الاستيراد، ولكن مع ذلك فإن هناك من يتساءل عن سبب استمرار واردات الولايات المتحدة من الخام، يقول الموقع.

ووجدت شركة Rystad Energy، وهي شركة أبحاث طاقة خاصة، في تحليل أجرته عام 2020 أن حقول النفط في الشرق الأوسط لديها أقل تكلفة إنتاج في العالم عند 31 دولارًا للبرميل، بينما تصل تكلفة استخراج برميل النفط من المياه العميقة في أمريكا إلى 43 دولارًا للبرميل، ويتفوق عليه شقيقه برميل النفط الصخري الذي يزيد ثمن استخراجه عن 44 دولارًا.

والسبب الثاني أن معظم الإنتاج الأمريكي هو من الخام الخفيف، وهو عبارة عن زيت خفيف، ما يعني أنه يحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت وذي كثافة أقل، في حين أن خام الأورال الروسي الرئيسي غني بالكبريت، وهو خام تتعامل معه مصافي التكرير الأمريكية جيدا،

وكان معظم النفط الخام عالي الكبريت الذي تحتاجه الولايات المتحدة يأتي أقرب جيرانها – المكسيك وكندا – لكن أحياناً تطلب المصافي المزيد من السوق، خاصة بعد أن كانت أمريكا تستورد ذلك النوع من الخام من فنزويلا ومن ثم روسيا قبل فرض حظر على الواردات البترولية من كلا البلدين.

ووفقا لوكالة “بلومبرج” فإن الولايات المتحدة عندما كانت تستورد النفط الروسي، فإنه كان يميل للتدفق إلى المصافي الواقعة على الساحل الشرقي والساحل الغربي، بعيداً عن قلب مركز النفط والغاز في منطقة ساحل الخليج.

وتعتمد المصافي على طرفي البلاد بشكل أكبر على الواردات لتلبية احتياجاتها من الخام لأن خطوط الأنابيب من مراكز الإنتاج في تكساس ونورث داكوتا إلى السواحل محدودة،

وعلاوة على ذلك، يشترط قانون “جونز” على السفن التي ترفع العلم الأمريكي عدم نقل الشحنات بين الموانئ الأمريكية، ما يحد من القدرة على شحن النفط الخام الأمريكي إلى المدن على طول السواحل.

وقد لا يعرف كثيرون أن الولايات المتحدة ليست فقط صاحبة أعلى إنتاج للنفط في العالم، لكنها أيضا صاحبة أكبر “احتياطي استراتيجي” للخام على وجه الأرض، حيث بلغت قدرة هذا الاحتياطي 645 مليون برميل في 2019.

ولهذا الأمر قصة معروفة، حيث كان الرئيس الأمريكي الراحل، “جيرالد فورد”، قد وقع في العام 1975، قانوناً لإنشاء أول مخزون نفط خام احتياطي للطوارئ في الولايات المتحدة بعد أن أصيبت البلاد بصدمة كبيرة بسبب حظر السعودية ودول الخليج تصدير النفط للولايات المتحدة عام 1973، ضمن تداعيات حرب أكتوبر/تشرين الأول بين مصر وإسرائيل.

وبحسب شبكة “سي إن إن” يتكون الاحتياطي الاستراتيجي من 4 مواقع على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا التي تحوي كهوف تخزين عميقة تحت الأرض، يبلغ عمقها ما بين 2000 و4000 قدم تحت السطح، وبلغت كمية النفط الأكبر الذي احتفظ به الاحتياطي الاستراتيجي على الإطلاق، 727 مليون برميل في العام 2009.

ولا يستطيع أحد سوى رئيس الولايات المتحدة بإصدار أمر لسماح استخدام احتياطي النفط الاستراتيجي، وهو أمر حدث مرات قليلة جدا، كان آخرها عندما سمح الرئيس الحالي، “جو بايدن”، في أواخر مارس/آذار الماضي باستخراج مليون برميل من النفط يوميًا من احتياطيات البلاد لمدة ستة أشهر، وهو حجم تاريخي يؤكد قلق البيت الأبيض بشأن ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الإمدادات في أعقاب هجوم روسيا لأوكرانيا

اترك رد