الرئيس ورد الفضل إلى أهله
محمد حسن التل
في مؤتمر تجربة المملكة الأردنية الهاشمية في مواجهة كورونا والذي عقدته الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية “أمفنت” ، كان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في قمة الشفافية الواثقة كعادته عندما استعرض رحلة الأردن في مواجهة وباء كورونا ، وكيف استطاع الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني وعمل الحكومة الدؤوب على مدار الساعة في المعركة مع الوباء في ظل صعوبة الإمكانيات العينية والمالية ، ورغم هذا الوضع الصعب والمعقد استطاعت حكومة الخصاونة التي قال عنها الملك أنها حكومة استثنائية جاءت في ظروف استثنائية أن تحاصر الجائحة وتجعل ارتداداتها السلبية تأتي بأقل الخسائر مما جعل الأردن يتقدم على كثير من دول العالم في المعركة الشرسة مع هذه الجائحة التي لم يشهدها العالم منذ عقود طويلة.
كان الرئيس أمس يسرد مفاصل المعركة بكل شفافية وثقة وذكر كيف تآزرت مفاصل الدولة والمجتمع في المواجهة وبكل تواضع لم يسند النصر للحكومة فقط بل رد الفضل لكل القطاعات المجتمعية التي كانت تخوض المعركة جنب إلى جنب مع الحكومة ، وما لفت النظر أن الرئيس الخصاونة ذكر أن الحكومة في ليلة واحدة قامت بتعيين 2500 موظف في القطاع الصحي بمختلف التخصصات وبالتأكيد أن هذا القرار لا يجرؤ عليه إلا رئيس صاحب قرار وجرأة في اتخاذ الموقف المناسب في الظرف الصعب من أجل المصلحة الوطنية ، رغم أن الجائحة كلفت الخزينة ثلاثة مليارات دينار كانت مفاجئة وضاغطة على الميزانية العامة ومع هذا استطاعت الحكومة تدبير الأمر لتتمكن من السيطرة في المواجهة النادرة مع عدو لا يهادن ولا يمكن توقع أين سيضرب وكيف يتحرك.
ومن المعلوم أن الرئيس الخصاونة رفض الاراء التي كانت تقول بإعادة الاغلاق،، وتحمل المسؤولية بشخصه لاعادة حياة الاردنيين لطبيعتها حماية للاقتصاد الوطني بكل قطاعاته..
لم يخفِ الرئيس الخصاونة منذ اليوم الأول لتشكيل حكومته أي معلومة عن الرأي العام مهما كانت خطرة وحساسة حتى يكون الجميع شركاء في المسؤولية ومطلعين على القرار، الأمر الذي أراح المجتمع الأردني وجعله متضامناً في المواجهة.
شفافية الرئيس كانت عاملاً أساسياً في إدارة مفاصل الأزمة واستطاع أن يجعل حكومته حكومة أزمة تدير هذه الأزمة بكل اقتدار وحرفية.
الأهم أن الأردن خرج عندما انقشع غبار المعركة منتصراً بإرادة الله تعالى أولاً ثم بقيادة الملك وولي عهده وبحرفية الحكومة وإصرارها على أن تكون بأدائها ليس فقط خط الدفاع الأول بل خط الهجوم في المواجهة.
مرة أخرى شفافية الرئيس الخصاونة الواثقة لعبت وتلعب دوراً كبيراً في إدارة شؤون البلاد دون النظر إلى الشعبوية التي لا تؤدي إلا إلى تراكم الأزمات وتعقيدها.