الملكة إليزابيث ومعاصرتها للحروب والمعارك.. وعلاقتها بالنكبة
الأردن اليوم – 96 عاما عاشتها الملكة الراحلة إليزابيث أليكسندرا ماري “إليزابيث الثانية”، والتي ولدت في الحادي والعشرين من نيسان عام 1926، أي نحو قرن من الزمن عاشته الملكة، بينها نحو سبعين عاما على عرش المملكة المتحدة.
الملكة الراحلة حياتها أشبه بكتاب التاريخ الطويل، إذا عاصرت العديد من الحروب والنكبات، بداية من الحرب العالمية الثانية ووصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
الحرب العالمية الثانية
الملكة إليزابيث في حياتها الطويلة عاصرت أكبر الحروب والنزاعات العالمية، إذ شهدت الحرب العالمية الثانية عندما كانت مراهقة خلال حكم والدها جورج السادس.
وبين المعلومات التاريخية عن حياتها، أنها وبعمر 18 عاما، أصرت على لعب دورها في جهود الحرب، من خلال الانضمام إلى الفرع النسائي بالقوات المسلحة.
وفي يوم النصر بأوروبا عام 1945، كانت إليزابيث بين الحشود في لندن الذين يحتفلون بنهاية الصراع المدمر الذي استمر ستة أعوام وشهد فقدان الكثيرين لحياتهم.
نكبة فلسطين
شهدت الملكة إليزابيث في صغرها اندلاع ثورة فلسطينية بين عامي 1936 و1939، والتي بدأت بإضراب عام في يافا للمطالبة بإنهاء الانتداب البريطاني ورفضا لتوافد اليهود علي فلسطين.
ففرضت سلطة الانتداب البريطاني الأحكام العرفية وقتلت أكثر من 5 آلاف فلسطيني.
أزمة السويس
خلال السنوات الأولى لحكم الملكة إليزابيث، شهدت غزو المملكة المتحدة وفرنسا وقوات الاحتلال الإسرائيلي لمصر لاستعادة السيطرة على قناة السويس، المركز العالمي لمرور التجارة.
وسيطرت القناة على ثلثي النفط الذي تستخدمه أوروبا
كما واجه التحالف الإسرئيلي الفرنسي البريطاني ضغوطا كبيرة من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي للانسحاب، وهو ما رضخ له في النهاية بالكامل بحلول ربيع عام 1957.
وبحسب المعلومات المؤرخة عن الحادثة، أدى النزاع إلى فشل محرج للمملكة المتحدة، وسرعان ما تبع ذلك استقالة رئيس الوزراء المحافظ –آنذاك- أنطوني إيدن.
صراع طائفي في عهد إليزابيث
وقع صراع طائفي لثلاثة عقود، حيث أراد الاتحاديون الذين كانوا في معظمهم من أتباع مذهب البروتستانت، أن تبقى أيرلندا الشمالية جزءًا من المملكة المتحدة، في حين أراد القوميون ومعظمهم من الكاثوليك، أن تكون جزءًا من جمهورية أيرلندا.
وقتل ما يقدر بـ3600 شخص وأصيب الآلاف آخرين بجروح من كلا جانبي الصراع، وانتشرت حوادث إطلاق النار والعنف والتفجيرات.
وتأثرت العائلة الملكية مباشرة بالصراع، حيث قتل عم الأمير فيليب، لورد ماونتباتن، بعد انفجار قنبلة زرعها الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت بقارب الصيد الخاص به بالبحر في مولاغمور بمقاطعة سليغو.
وفي عام 2011، تلقت الملكة والأمير فيليب دعوة لزيارة أيرلندا من الرئيس ماري ماكاليز، ليمثل ذلك المرة الأولى التي تزور فيها الملكة جمهورية أيرلندا على الإطلاق.
علاقة إليزابيث بحرب الفوكلاند
تقول المعلومات المؤرخة عن الحروب والمعارك، بأنه وخلال فترة تولي مارجريت تاتشر رئاسة وزراء بريطانيا، اندلع الصراع بعدما ادعت الأرجنتين السيادة على إقليم ما وراء البحار البريطاني، جزر فوكلاند، وهو أرخبيل في جنوب المحيط الأطلسي.
وبحسب المعلومات فإن الحكومة البريطانية، أرسلت البحرية الملكية للتدخل، وبعد 74 يوما من القتال، استسلمت الأرجنتين.
وخدم ثاني أبناء الملكة، الأمير أندرو، خلال الصراع كطيار مروحية في البحرية الملكية.
إليزابيث وحرب أفغانستان
غزت القوة العظمى العالمية أفغانستان بعدما رفضت حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، وذلك في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة التي شنها التنظيم.
وانضمت المملكة المتحدة إلى واشنطن مع دول حليفة أخرى، وتمت الإطاحة بعد ذلك بطالبان من السلطات واحتفظت المملكة المتحدة بوجود عسكري في المنطقة لعدة سنوات.
لكن في عام 2021، انسحبت قوات الجيش الأمريكي والبريطاني من أفغانستان وعادت البلاد إلى سيطرة طالبان.
حروب وصراعات عربية وشرق أوسطية وعالمية
عدد كبير من المعارك والحروب لم يذكرها التاريخ في حياة الملكة إليزابيث والتي عاصرتها فعلا وسجلت بريطانيا عدة مواقف خلالها سواء سلبية أو إيجابية، بينها احتلال العراق وسقوط بغداد، والصراعات العربية والربيع العربي.
الحرب الروسية الأوكرانية
أثارت الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا إدانة دولية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي آذار الماضي لم ترسل المملكة المتحدة قواتها المسلحة إلى البلد، لكن تعهدت الحكومة بتقديم 220 مليون جنيه إسترليني لدعم أوكرانيا حتى الآن.
وانتقد أكبر أبناء الملكة الأمير تشارلز الحرب الروسية، واصفا إياها بالهجوم “على الديمقراطية وعلى الحرية نفسها.”