تغيير الشعب أم تغيير المناصب؟

19
كتب حاتم القرعان
جملة من التّوقعات من متابعين وخبراء ومحللين سياسيين ، وكتّاب ، توجهوا لتقييم الوضع الحالي في الأردنّ ، من قضايا إقتصاديّة وأمنيّة وسياسيّة وإجتماعيّة ، بأنّ الأردن يدخل منحنيات صعبة ، ورافقت ذلك توقعات بتغيير قادم ، على الحكومة أو مناصب عُليا من مختلف المواقع ، التي تؤثر تشكيل هويّة الإستقرار والحياة الأردنيّة .

جاءت اليوم ، إرادتان ملكيّتان بتعيين عطوفة عبيدالله المعايطة مديراً للأمن العام ، وقبول إستقالة الفريق حسين الحواتمة من منصبه مديراً للأمن العام ، ووجه الملك للمعايطة عدّة رسائل ، مواصلة الجّهود الحثيثة للتصديّ لآفة المخدرات ، وسيادة القانون على الجّميع دون محاباة ، ضرورة جاهزية جهاز الدفاع المدني ، وضرورة تعزيز قدراتنا لحماية المستثمرين والمؤسسات الإقتصاديّة ، محاربة الإبتزاز والإحتيال الإلكتروني .

هذه أهم الرّسائل التي وجهها جلالة الملك عبدالله ، وتعتبر هذه الرّسائل الملكيّة خريطة العمل لجهاز الأمن العام ، وتحمل فكرة إكمال المشروع التي بدأ بهِ الحواتمة في مواجهة آفة المخدرات في المنطقة .

هل تحمل هذه الخطوة من التغييرات على جهاز الأمن العام ، تغييرات على السّاحة المحليّة والوطنيّة ، حكومة ، وأعيان ؟

من يعرف الأردن ، يعرف هويته ، ويعرف قيمة جهاز الأمن العام ، الذي يتربع في تقييمه وموقعه مسؤوليّة الحفاظ على الأمن المجتمعيّ ، لذلك ومن وجهة نظري أن الأردن يفرد شراعه متوجهاً نحو التّغيير الكلّي ، لأنّ الحياة الحزبيّة نجاحها يرتبط بإعادة الثّقة وإيجاد الحلول والوسائل الجّديدة ، ولأنّ الشّعب الأردنيّ يؤمن بقدرته وطاقاته ، ويفسّر كل ما يحدث ويقدّم الحلول ، ويعلم أن الأرض تعرف أهلها وتؤمن بهم ، فتكون الحاجة لطاقات جديدة تكمل المشاريع وتحقّق المشاريع ، طويلة الأمد .

يعتبر الكثير من الأشخاص ، أن عمليّة السّعي وراء طرح فكرة تغيير الحكومات ، أو المناصب لا تجدي نفعاً ، لأنها كلمات مستهلكة ، أو إنّ التّجارب السّابقة لم تحقق النّتائج ، لكنّ عندما تنحصر الحلول والإمكانات ، يكون الخيار للوطن ومليكه .

دائماً نستذكر أن التّغييرات التي قد تحصل في أي موقف أو أمر ، لا ترتبط دائماً بجانب إيجابيّ ، أو إنها تحمل المطلوب لزاماً ، الإعلامي الأردنيّ الكبير مؤسّس وكالة عمون سمير الحياري ، إختصر بتغريدته على تويتر.

” التفاؤل المفرط في التغيير لا ننصح به ، فالامور لا تسير على نحو الأفضل ،كما نقرأ المشهد ، فأحياناً الإمساك ب”المنحوس” أفضل من الامل المعقود بـ”الأنحس” منه .. !

كلنا ثقة بجلالة الملك ، وكلنا حباً للوطن ، أن يتجه الأردن للأفضل ، لأنّ أردن النّشامى ، يستحق أن تحقّق فكرته ، وينجز مشروعه ، ويطمئن فؤاده .
ولأجل الأردن وأهله تغيّر الأفكار والأشخاص والمناصب ، ويبقى شريان الوطن يتدفق حياة ودماً .

حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.

اترك رد