نيفين عبد الهادي تكتب: “والقلم”

51

كتبت نيفين عبد الهادي..

عشنا وزميلاتي وزملائي في جريدة “الدستور” قضايا مدينة القدس المحتلة أمس بتفاصيلها الوطنية كاملة، ونحن نستمع لخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري الذي التقاه رئيس التحرير المسؤول مصطفى الريالات، وتحدث مع أسرة “الدستور” في ندوة ربما حملت مضامين غير أي ندوة يمكن المشاركة بها، كون القلوب نطقت بها أكثر من أفواه الحاضرين، فكانت مدينة القدس أمس حاضرة في جريدة “الدستور”.

لقاء لم يكن الأول بطبيعة الحال بسماحة الشيخ عكرمة صبري، لكنه يختلف بالتوقيت، فهي القدس التي ما تزال تعيش ظلم احتلال وانتهاكات وجرائم يومية بحق المقدسيين شيوخا ونساء وأطفالا وشبابا، وهو الشيخ صبري الذي تم إبعاده عن المسجد الأقصى عشرات المرات وتعرّض للإيذاء مئات المرات، والمحاربة من قبل سلطات الاحتلال بشكل دائم، ليبدو اللقاء مختلفا، ونحن نستمع لنضال يزداد عظمة مع مرور السنين، وتشبّث بالأرض وحمايتها يكبر بمرور الأعوام على احتلالها، ورباط في الأقصى مع سبق الإصرار والإيمان بأن النصر قادم والاستقلال ليس بعيدا.

فيما سمعناها من سماحة الشيخ عكرمة صبري الكثير الكثير من التفاصيل، لكنها جميعها توصل السامعين لنقطة أن القادم إيجابي وأن الغد يحمل للقدس وفلسطين ما يعوّضها عن سنين احتلال وانتهاكات، لإيمان كل فلسطيني بأنه صاحب حق، وصاحب الحق دوما يتسند إلى رحمة الله التي وسعت كلّ شيء، وبأن الأرض هي المقدسة وليس الحجر، بالتالي ما تهدمه يد الاحتلال تبقيه قدسية الأرض، ويعيد بناؤه الفلسطينيون بدعم كامل من الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.

الشيخ صبري في حواره أكد أن مدينة القدس المحتلة تعيش حصارا منذ سنوات أكثر من حصار مدينة غزة، حصارا لم تعشه مدينة في العالم ولم تقو على الصمود تحت وطأته أي منطقة على هذه الأرض، لكنها مع هذا تعيش بقوّة وحالة نضال لا ولن تتوقف، مدينة محتلة محاصرة ومستمرة في حماية المقدسات والدفاع عنها، والرباط على مدار ساعات الأعوام وليس فقط الأيام، تتصدى لرياح العدو الإسرائيلي اليومي يقف معها ويساندها الأردن برسالة واضحة وقوّة أساسها الإيمان بأن الحق سيعود يوما لأصحابه.

حضرت القدس يوم أمس في جريدة “الدستور” في زيارة الشيخ عكرمة صبري، حضرت بقضاياها وقضايا المقدسيين، وعشنا مع سماحته بشاعة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من جرائم في زهرة المدائن، ومخاطر كبيرة، تتعلق بالاقتحامات اليومية، والحفريات التي أدت إلى تشققات في الأقصى، وطقوس “البوق” احتفالا بالسنة العبرية، والإبعادات اليومية، والجرائم في المناهج والتعليم، وتغيير المناهج لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وغيرها من التفاصيل التي يؤكد بشأنها الشيخ صبري أن لا سند للمقدسيين سوى الأردن في مواجهتها، ورغم أهمية قضايا العالم الحالية فإن العالم للأسف أدار ظهره لفلسطين والقدس بدرجة كبيرة، على الرغم من أهميتها، فهي القدس التي طال وجعها.

اترك رد