كتب عبد اللطيف الرشدان: دراسة الفساد
حينما تنتشر ظاهرة الفساد وتستشري، وتطل علينا بنتائجها ولا نعرف الفاسدين المختبئين خلف الكواليس في بروج عاجية وظل ظليل ولا نلمس إلا استهلاك أموال الخزينة، ولا نعرف أين ذهبت، ونسمي السرقة واللصوصية فسادا والرشوة إكرامية والاعتداء على حقَوق الآخرين واسطة ومحسوبية، يصبح من الضروري تدريس مساق في الجامعات والمدارس والمعاهد عن الفساد وأساليبه الملتوية، وكيفية محاربته وزراعة الخلق القويم في نفوس أبنائنا واجب وطني وفضيلة مبتغاة.
الحلقة المفقودة في السيطرة على الفساد أصبحت متطلبا ضروريا من خلال هيئات أعضاؤها ممن عرفوا بالنزاهة والاستقامة والحزم ولا تأخذهم في الحق لومة لائم.
لا بد من وضع حد للصوصية وفنونها وخفاياها، إذ ليس هناك أمر مستحيل إذا ما درست الظاهرة بعمق واستفاضة من الأبرياء والكارهين والماقتين للسلب والنهب ووضعت تصورات وسيناريوهات لكيفية تحليل هذه الظاهرة وتفكيك لغزها ومطاردة العابثين بالمال العام وجلبهم إلى منصة العدالة وتسميتهم والإعلان عن جرائمهم التي اقترفوها بحق الوطن ونبذهم من المجتمع وإبعادهم عن أي موقع في المسؤولية ووضعهم على القائمة السوداء والحيلولة دون إعطائهم فرصا جديدة لاقتناص المال العام.
ليس هناك ثمة ما يدعو إلى الاطمئنان والأمن والأمان ممن جبلت نفوسهم على الحرام وتسمنوا في مواقع تتيح لهم المجال للبطش والفتك والنهب.