رناد دحيات تكتب: القدوة الريادية
في حين أن العديد من الأردنيين والعرب في مرحلة الشباب يأخذون مجال ريادة الأعمال بحماسة وتوقعات بتحقيق النجاحات المتتالية، فإن أصحاب الأعمال المخضرمين يعرفون أن الطريق أمامهم يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر، وليس بالضرورة أن ما وصله غيرك من الريادين ستصله بشكل حتمي، فالأمر لا يحكمه التفكير الرغبوي ولا أحلام اليقظة بل الخروج من منطقة الراحة إلى حيز العمل الجاد والتوقعات المماثلة للجهد المبذول.
وليس في الأردن بل عربيا مع تفاوت المستويات، لم ولن يكن البدء بالمشاريع الريادية أمرا سهلا وبسيطا سريع الإثمار كما كان يتصور البعض؛ كما أنه ليس مصدرا للإثراء السريع، كما يتصوره آخرون، فالأمر يستلزم العمل الشاق والالتزام على المدى الطويل وبناء خبرة في تأسيس وتشغيل والبدء بالمشروع ثم التوسع، الدعم المالي، العلاقات التجارية والتوعية بالقوانين.
يمكن التعلم من تجربة الريادي الناجح والمعروف الأردني اللبناني السيد فادي غندور مؤسس شركة أرامكس ورئيس مجموعة «ومضة» و مؤسسة رواد التنمية (وهي مؤسسة غير ربحية تهدف للقضاء على التهميش من خلال التعليم والتركيز على التمكين عبر البرامج الشبابية) وموقع مكتوب وغيرها من المؤسسات والشركات الكبرى، ومع ظهور جيل واعي بأهمية الريادة ولكن قلق بشأن المستقبل وكله رغبة في العمل والاجتهاد للتغيير من أوضاعم المادية وتحسين المستويات المعيشية مع قتامة النظرة المستقبلية للبعض من المهمشين والأقل حظا، ازدادت الحاجة إلى وجود قيادي وملهم في مجال الريادة، فالريادي فادي غندور يعد من أنجح الأمثلة عربيا في مجال ريادة الأعمال وأكثر الداعمين لها عربيا وتعتبر مشاركاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أهم ما يمكن أن يتابعه الريادي العربي، وقد كان غندور وما يزال كله ثقة على أن إعطاء فرصة للشباب ستكون بمثابة فتح باب النجاح وليتمنكوا وقتها بكل تأكيد التغلب على العقبات و التمكن من بناء مجتمع وبيئة ومستقبل أفضل.
وللتنويه فقد عانى غندور ككثير من الرياديين في بداية الطريق الكثير من الصعوبات، فلم تكون الحياة وردية ولم تكن الظروف سهلة، ففي بدايات تأسيس شركة أرامكس التي تعتبر أقوى الشركات في القطاع اللوجستي فقد عانى من أزمة مالية مع شريكه ويليام كينجسون وكان يشغل أكثر من وظيفة داخل الشركة لتخفيف الأعباء المادية لدرجة أنه عمل في بعض الأحيان ككبير مندوبي المبيعات وقام بإيصال الطلبات للزبائن بنفسه.
باعتبار فادي غندور خير قدوة في المجال وقدوة لي أنا شخصيا، فقد نوه بأنه هناك العديد من العوامل المهمة لإنجاح هدفك ومشروعك الريادي أهمها: التعلم من الخبراء أو من هم أقدم منك في المجال، فتقليل الخسائر وتفادي الأخطاء يقصر الطريق إلى النجاح وضع خطة مالية محكمة وضرورة التعلم من الرواد العالمين لأنك وببساطة ستتعلم من الأقوى والأفضل وقد أضيف “مع مراعاة اختلاف بعض الظروف والبعد عن التطبيق والتقليد الأعمى”.
أخيرا الصبر ، الصبر ثم الصبر وعدم الاستسلام من أول عثرة يضمن الديمومة والاستدامة، ولأن الاحلام الكبيرة لن تتحق بين ليلة وضحاها.