في اليوم الوطني للقراءة

17
كتب فيصل تايه
وافق رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، على تحديد “التاسع والعشرين من شهر أيلول” من كل عام يوما وطنيا للقراءة على مستوى المملكة تحت عنوان “اليوم الوطني للقراءة ” حيث ويأتي ذلك ، نظرا لما تمثله القراءة من رفع لمستوى الوعي وإغناء المعارف ، وبهدف تشجيع الجميع على القراءة وتعزيزها في المجتمع وجعلها عادة يومية .

يوم القراءة الوطني هذا ، يأتي في إطار تعزيز العلاقة التي تربط القراء بالكتاب ، والذي يعد خير جليس في زمن استشرت فيه الملهيات غير المفيدة ، كما وان ذلك هو مناسبة للانفتاح على العمق التاريخي لوجودنا العربي الأصيل ، كما وأن القراءة فعل شعبي ووطني وفعل ملهم ، وهي البحث عن مصادر المعرفة في كل المجالات ما من شأنه أن يعزز من حضور الهوية الوطنية والانتماء.

الى ذلك ، فقد اصدرت وزارة التربية والتعليم تعميماً إلى مدارسها اكدت فيه على ضرورة اقامة فعاليات ثقافية تعنى بالحديث عن القراءة واهميتها وفوائدها من خلال الإذاعة المدرسية أو من خلال نشاطات صفية لا منهجية يقوم بها المعلمون وبمشاركة الطلبة ومجتمع المدرسة ، ذلك باعتبار أن فكرة القراءة هي فكرة وطنية نحاول من خلالها أن نمرر البعد الوطني عبر الأجيال القادمة ، لتحفيز الطلبة على فعل القراءة ، وخلق حالة معرفية نستطيع من خلالها التأسيس للمستقبل ابنائنا ، اضافة لخلق مساحة في ثقافتنا للاطلاع في الأدب والفلسفة والتاريخ والعلوم وغيرها .

الى ذلك ايضاً ، فاننا ونحن نحتفل بانطلاقة اليوم الوطني للقراءة ، لا بد ان نؤكد على أهمية هذا اليوم الذي يجب أن يشتمل على مجموعة من المشاريع الهادفة إلى تأسيس وتطوير فكرة القراءة والتعاطي مع الكتاب كمفتاح للمعرفة والوعي ، كما ولا بد لنا من إحداث نهضـة فـي القـراءة عبـر جعلــها أولويـة لـدى فئــات المجتمـع إذ تحـقق استـدامة معـرفية تجعل الاردن متصدراً ثقـافيا بأطفاله وشبابه وسائـر مواطنيه ، ذلك بارتفاع مستوى التعليم‏ والتثقيف ،‏ والاهتمام بالكتاب‏ وإدماج فعل القراءة ومحبة الكتاب وتيسير تداوله داخل الأسرة والمدرسة وخارجهما ، في التربية النظامية وغير النظامية.‏

ان من اهم الأهداف الاستراتيجية التي يمكن حصدها في مبارة دولة الرئيس هو تنميـة الوعـي بأهميـة القـراءة لدى المجتمـع الأردني لتحقيـق المشـهد الثقافـي المنشـود ، اضافة لتمكـين الأجيال من مفاتيـح الابتكار عـبر الـقراءة الإبداعية النــاقدة المنتجــة للمعرفــة ، وتعـزيز الـحس الوطني والشـعور بالانتمـاء عبـر دعـم القيم الوطنيـة والإنسانيـة ، والسعي لإثراء البيـئة الثقافـية فـي المدارس والجامـعات بما يدعم الحوار البنـاء والتسـامح وقبول الآخر ، وتشجيـع المشـاركات المجتمعية الداعمة للـقراءة اضافة للعنايـة بكتـب الناشئـة عبر إثراء المكتـبات ورفــع جــودة المحتـوى والإخراج ، كما ويمكن تقديـم مشــروع ثقافـي نموذجـي مستــدام قائــم علــى أسـس علميـة لتشجيـع المشـروعات المماثـلة.

لا بد لنا من تجسيد هذا اليوم باقامة فعاليات لدى كافة افراد المجتمع تبلور أهم أهداف هذا البرنامج من خلال تنمية الميول والاتجاهات الايجابية نحو القراءة والتوعية بأهميتها في حياة الفرد والجماعة ، وتشجيع الآباء و الأمهات و عموم المربين والمربيات على الاهتمام بغرس حب القراءة في النفوس ، وغير خاف ما لهذا الموضوع من أهمية قصوى ، ذلك أن القراءة أحد أهم مكونات النهوض والرقي الاقتصادي والاجتماعي والتي تعمل على نشر المعرفة وتنمية الفكر والثقافة بين كافة قطاعات المجتمع والمساهمة بالتالي في التنمية البشرية.

والآن عزيزي القارئ ، وبعد أن عرفت أهمية يوم القراءة الوطني ، حان الوقت للاستمتاع ببعض القراءة ، هذه دعوة لك لتخصص هذا اليوم في الكتب والمجلات والقصائد وكل ما يجلب لك الفرح والسعادة والسلام .

متمنيا يوم قراءة وطني سعيد للجميع!

اترك رد