د. سامي العموش يكتب.. هرولة إلى الأمام
هناك صراع مُر في الطبقة الباحثة عن الوظائف القيادية والمؤثرة؛ فهم ينتقدون أي قرار وبغض النظر عنه إن لم يكن لهم من الحب نصيب، وصانع القرار كثيراً ما تكون المعلومات المتاحة لديه عن الشخص المختار لتلك الوظيفة غير كافية وقد يخطئ وقد يصيب بحكم الظروف والأحوال لكن سرعان ما تظهر الشخصية المختارة في بعدها الشخصي والنفعي الخالص.
فنحن إن استمرينا في الانتقاد والتجريح وجلد الذات لن نحدث تغييراً أو على الأصح تغيير في السلوك، فالأصل في الموضوع أننا اخترنا وهذا الاختيار لا يمكن أن يقاس نجاحه أو فشله إلا في قادم الأيام وكان مبنياً على ما هو متوفر من معلومات عن الشخص الذي تم اختياره وهنا تبدأ المشكلة بالظهور عند ممارسة صاحب الاختيار لمسؤولياته فيصتدم صاحب القرار الأول بسوء الاختيار للشخص بناءاً على ما توفر لديه من معلومات، وأنا أقول من باب الحقيقة والإنصاف بأن من يشغل أي وظيفة هو من أبناء هذا البلد ومن تربى فيها وعاش بظلالها فإن كان هناك خطأ في السلوك، فمن الخطأ جلد الذات وتحميل المسؤولية كل المسؤولية لصاحب القرار، فمن أين تأتي بالرجال، هل نستورد؟، والجواب قطعاً لا لا يمكن ولن يحصل فعمليات التقييم والتقديم والمزاحمة والتنافس قد لا تكون عادلة في كثير من الأحوال لأن ما يتاح لشخص ما قد لا يتاح لآخر وهناك مَن يعرف مِن أين تؤكل الكتف، ويبدأ يعزف في توقيتات يعرفها جيداً بأن هناك تغييراً وبناءاً عليه يحاول الضغط في كل الاتجاهات المتاحة لإحداث فرصة قد يكون هو المستفيد الوحيد منها.
والسؤال الأقوى والأجدر الإجابة عليه، كيف نختار في توقيتات تشوبها الضبابية وعدم الوضوح؟، وقد تكون الفرص غير متساوية للمتنافسين وهناك من يقدم نفسه من خلال أصدقاءه ومعارفه بطريقة يستطيع من خلالها الوصول إلى مبتغاه ولكن يكون البعد شخصي ونفعي للشخص نفسه ولا ينعكس على الجميع بشيء إيجابي ويكون الجواب هو سوء إختيار، والحقيقة المرة في مثل هذه الأمور بأن الموضوعية والشفافية قد تكون غائبة في كثير من الأحيان لمن يقدم الأشخاص لصانع القرار، ولكن عندما يصدر القرار يكون اللوم كل اللوم على متخذ القرار، وهنا أنا لا أدافع ولكن أقول الحقيقة بأنه يظلم ويسجل عليه ما ليس بنفسه وضميره ولكن هو اعتمد على ما هو متاح له حتى يتمكن من اتخاذ قراره، ونحن في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلى ترتيب الأوراق وإعطاء الاولوية وتقديم الوطن ومصلحته على كل اعتبار لأننا عندما نختار شخصاً مناسباً لمكان مناسب؛ يكون هناك حسن اختيار وخدمة أفضل للجميع والعكس صحيح وخصوصاً بالنسبة للمتسلقين والباحثين عن الفرص أينما وجدت لأنهم في الحقيقة يعتقدون بأن الوطن حقيبة سفر يحملونها معهم أينما حلت بهم الظروف.
وفي النهاية فالتنافس الشريف والموضوعي ليس عيباً بل هو شرف إذا كان عنوانه وديدنه الوطن.