بشير المومني يكتب: والرأس اللي ما فيه “استراتيجية”

77

كتب المحامي بشير المومني…

استطيع ان اتحدث مطولا عن مخرجات مركز الدراسات الاستراتيجية لاضعه في خانة الاتهام .. من حيث عدم الانتاجية .. عدم وضوح الهدف .. يفتقر الى الموضوعية والعلمية .. جاء موجها .. وكل هذه الاتهامات .. استطيع تحليليا ان اقف على جملة تناقضاته .. تحليله معلوماتيا ورقميا .. اسقاطه .. ان انال منه .. افككه واظهره بلا قيمة .. على الاقل ان اضع عليه علامات الاستفهام .. بالنتيجة ان اضع نفس هذا المركز في نفس خانة التشكيك .. الضعف التي وضع به غيره .. اضرب هذه المؤسسة ومصداقيتها .. لكن بم سيفيد ذلك ؟؟ اساسا لا يليق .. فنحن نقاتل يوميا من اجل الدولة الوطنية ومؤسساتها .. سمعتها .. لا يمكن ان نكون متناقضين .. فنمارس عمليات صناعة البؤس .. والشك ..اليوم .. كل شيء اصبح قابلا للتشكيك .. والاسقاط .. ندرك عميقا ان ثمة عمليات متوالية معقدة مركبة تجري .. منذ سنوات .. وقد كتبت جملة مقالات متخصصة .. في موضوع هندسة الاعتقاد .. العبث بمفردات المجتمع .. العمليات النفسية .. حذرنا كثيرا .. مراقبة البيئة الاعلامية لدينا كفيلة بأن تصيب المواطن بالغثيان .. هنا .. لنحمل مخرجات مركز الدراسات على ما هي عليه ولنسلم بمهنية ما جاء فيه .. الخلاصة ان (( الجميع اخفق )) في (( اختبار الشعبية )) .. لكن لسبب غير مفهوم .. او مفهوم .. تركت وسائل الاعلام .. جميع الارقام .. القراءات .. لتضع قردها على طحين الحكومة .. فنفس هذه الجهات الاعلامية وادواتها (( اخفقت )) ايضا في الحصول على ثقة الاردنيين .. حتى الجامعة التي تحتضن نفس مركز الدراسات (( اخفقت )) في اختبار (( الثقة والشعبية )) .. العجيب ان العينة الاجتماعية نفسها (( اخفقت )) في منح (( الثقة والشعبية )) لنفسها عندما قررت ان المجتمع لا يمكن الوثوق به !!عجيبون نحن .. حد السخرية .. اسوأ من (( اخفق )) كان السياسيون .. هؤلاء .. هم انفسهم .. لا غيرهم .. يمثلون اليوم النخبة الحزبية والاعلامية المثقفة .. التي تقود المشهد الوطني وتصنعه .. وملأت الدنيا لطما وعويلا وعبأت الشارع سلبيا .. هؤلاء .. حصلوا على 12٪ من ثقة (( العينة )) التي جرى استطلاع رأيها 1200 شخص .. وهم انفسهم .. الذين اعتبروا هذه العينة تمثل رأي عشرة ملايين أردني .. هم انفسهم .. الذين قادوا حملة تحطيم النفسية والذهنية الاردنية تصورا وسلوكا .. هم .. الكتاب والنخب (( المفترضة )) .. هم .. اكثر من ساهم فعليا بوصول قناعات الناس لهذا المستوى البائس من ضآلة فسحة الامل واقفال باب التاريخ على انجازاتهم عندما كانوا كهنة المعبد .. هم انفسهم .. لا غيرهم من استل نصال اقلامهم لتوجيه عمليات التحطيم الذاتي وتجريف أي انجاز وطني باتجاه .. حكومة .. ورثت اساسا .. كل بؤسهم .. لم يقدموا يوماً حلاً .. كهنة المعبد ..محبط انا مني .. لم يعد الكلام مهما .. بالنتيجة لربما .. لا يريد احد ان يستمع .. دعوني امارس كغيري .. طقوس اللطميات السياسية .. حد التشيع الوطني .. فوفقا لما انتجه مركز الدراسات (( الاستراتيجية )) اوصلني لنتيجة (( استراتيجية )) انه (( لا استراتيجية )) في هذا الوطن .. يمكن ان نبني من خلالها مستقبلا (( استراتيجيا )) .. اريد ان اشكر أبو (( الاستراتيجية )) وأمها .. اركي ربابتي .. لا داعي لبذل اي جهد .. لا داعي للأمل .. ولا العمل .. لا داعي لأي خطاب تعبوي .. لا داعي لان نتغنى بقيمنا وهويتنا ووجوديتنا ومؤسساتنا .. لا انتاجية (( استراتيجية )) طالما قرر مركز الدراسات (( الاستراتيجية )) اننا اخفقنا .. جميعا .. حتى قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية تراجعت وفقا للاستطلاعات .. (( الاستراتيجية )) .. الليلة .. اريد ان اكسر الكأس واشرب من زجاجة (( الاستراتيجية )) .. والراس اللي ما فيه (( استراتيجية )) حلال قطعه ..

 

اترك رد