حماة الديمقراطية.. تعرف على العاملين في عد وفرز الأصوات بانتخابات أمريكا
الأردن اليوم – مع عدم اكتمال إعلان النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة الأميركية في عدد من الولايات المتأرجحة، والمطالبة بإعادة فرز وعد أصوات عدد منها، ينصب كثير من الاهتمام على العاملين في مراكز الفرز والعد الذين لا يعرف عنهم الكثير.
وقد يحسم هؤلاء العاملون هوية الرئيس الأميركي القادم، وهو ما يؤكد أهمية الدور الكبير الذي يقع على عاتق الموظفين والمتطوعين في مراكز عمليات الفرز والعد.
دور واسع للمقاطعات والولايات
تعين كل ولاية آلاف المتطوعين قبل أسابيع من بدء عمليات الاقتراع، وتدير الولايات باستقلال كامل عملية الانتخابات وفرز وعد أصوات مواطنيها، سواء الذين يقومون بالتصويت الشخصي من خلال حضورهم لمراكز الاقتراع، أو الذين يختارون التصويت عن طريق البريد.
ولكن مع دوامة الشكوك، يعمل مسؤولو الولايات والمقاطعات المحلية داخل كل ولاية بلا توقف لضمان انتهاء العد والفرز بصورة عادلة.
وتقوم الولايات، كل على حدة، بتدريب عمال وموظفي عملية الانتخابات، ويتم اختيار هؤلاء العاملين من المتطوعين المحليين الذين يسكنون داخل مقاطعات الولايات المختلفة، ويجري تدريبهم على قراءة بطاقات الاقتراع وتصنيفها والتأكد من صلاحيتها وفرزها طبقا لاختيارات كل ناخب.
ولا يتلقى الكثير من هؤلاء العاملين مقابلا ماديا في بعض الولايات، بينما يتلقى آخرون مقابلا ماديا لتفرغهم عدة أيام لهذه المهام.
في حماية الديمقراطية
ويرى هؤلاء العاملون أنفسهم مواطنين مهتمين بمصير الديمقراطية الأميركية “نحن مواطنون عاديون نخدم منطقتنا وولايتنا دون أي اكتراث بتفضيلات الأحزاب السياسية” كما ذكرت إحدى العاملات في مركز انتخابي بولاية فرجينيا.
وأكدت العاملة للجزيرة نت أن “نزاهة عملية العد والفرز أهم بكثير بالنسبة لنا من اتجاهات النتائج أيا كانت، نعمل بجد كي يكون الناخبون واثقين من أن أصواتهم التي ستعد بشكل صحيح”.
وتخطط كل ولاية مبكرا لإدارة العملية الانتخابية وفتح الباب أمام الراغبين للتطوع في العمل خلال فترة التصويت المبكر، وصولا ليوم الاقتراع العام وانتهاء بنهاية عمليات عد وفرز الأصوات وإعلان النتائج.
وتختلف قواعد كل ولاية عن غيرها، إلا أن هناك اتفاقا على أن أول شيء يتم الالتفات إليه عندما تسلم بطاقات الاقتراع هو التأكد من أن الناخب مسجل، وأنه لم يسبق له التصويت في هذه الانتخابات.
وتشترط بعض الولايات ضرورة التأكد من صحة توقيع الناخب، وأنه يطابق التوقيع الذي لدى سلطات الولاية.
وتوفر المقاطعات طعاما وشرابا مجانيا، أو بديلا ماليا لتكلفة الطعام والشراب لكل العاملين في عمليات العد والفرز.
ويكون الفرز والعد في مراكز الاقتراع نفسها في بعض الولايات، وفي ولايات أخرى تجري العملية في مواقع مركزية داخل مقاطعات الولاية.
عملية طويلة ومنتظمة
يجري عد الأصوات أما بآلات خاصة توضع بطاقة الاقتراع فيها وتصنف إلكترونيا، في حين تفرز وتعد أصوات بطاقات البريد عن طريق الفرز اليدوي من عاملين يجلسون بجوار بعضهم حول طاولة تجمع كذلك قضاة الانتخابات المعينين من سلطات الولاية، للفصل في صحة البطاقات المستبعدة، وأن تكون وصلت في الموعد المقرر مسبقا.
وتبد العملية بتلقي العاملين مظاريف الاقتراع، وثم يبدأ عمال العد والفرز القيام بإجراءات لضمان عدم ضياع أي بطاقة اقتراع أو حساب أي بطاقة بطريقة خاطئة.
ويبلغ كل مدير مركز اقتراع بنتيجة التصويت في مركزه الانتخابي إلى سطات المقاطعة، والتي ترفعها بدورها إلى سلطات الولاية.
وتمتلك كل مقاطعة من مقاطعات الولايات المختلفة جداول للناخبين المسجلين، وتقوم بتطابق بيانات المقترع مع بيانات المقاطعة.
ثقة وكفاءة
ومن أهم عوامل نجاح العملية الانتخابية الأميركية هي توفر الثقة في عمال العد والفرز واستبعاد أي تآمر منهم بهدف تغيير نتائج التصويت، وهو ما يرجع للقيام بكل خطوات العملية في شفافية في ظل وجود متطوعين آخرين يشاركون في كل خطوات العد والفرز.
وينال العاملون في مراكز الاقتراع من المتطوعين المحليين تدريبا يستغرق يومين إلى 5 أيام حول طبيعة العمل وضرورة الالتزام بالحياد والمهنية.
ويمثل المتقاعدون من كبار السن وطلاب الجامعات نسبة كبيرة من عاملي الفرز والعد في الولايات المختلفة.
ويمكن لأي مواطن في أي ولاية أن يتقدم للعمل ضمن فرق المتطوعين الذين يقومون بعمليات الفرز والعد.