سلايطة يكتب : الفضاء الالكتروني البنّاء

31
كتب فيصل سلايطة

منذ نشأة وسائل التواصل الاجتماعي و اكتساحها لحياتنا اليومية بكافة اشكالها و نحن العرب على وجه التحديد لا نُجيد أبدا التعامل معها بطريقة حرفيّة , فنحن غالبا ما نميل إمّا لاقصى اليسار أو لأقصى اليمين , فالوسط غالبا ركنٌ بعيد عن تطلّعاتنا , فالوسط يملي علينا أن نستثمر بهذا الفضاء الالكتروني لخلق حالة مشابهة له على أرض الواقع لكن بليونة و ديموقراطية اعلى , حالة تجعل المسؤول العربي يدرك بأن ما يقوم به هو محط السؤال و الاستفسار و النقاش العلني في أي زمن و وقت , لكن للأسف فنحن جميعا نميل للسخافات أو على النقيض نميل للعنصرية و خلق حالات من النزاع و التجييش الالكتروني و الذي لا يكاد يمرّ يوم إلّأ و نشهد معركة هنا و حربا هناك .

الوعي الذي يجب أن يبنى هنا على الفضاء الالكتروني هو نتاج اندماج تراكمي للثقافة مع الوعي و الحرية التي يجب أن تدعمها الدولة , و للأنصاف كثيرا ما رأينا حوارات لجلالة الملك يشدّد بها على الشباب خصوصا بالتحدث و اعلاء الصوت , لكن للأسف تتشوّه معظم قنوات الاتصال و تنحرف عن بوصلتها لتؤدي لعدم تقبّل الرأي و الحوار .

و احدى أسس قيام هذا الفضاء الرقيب المفتوح هو الاحترام و النقد المغلّف برغبة للوصول إلى الحقيقة أو تصحيح أي انحراف , أما ما نشهده من اغتيالات للشخصية فهي كالنقش بالرمل لا تفيد و لا تسمن من جوع , فحتى اولئك الفاسدين إن تم الهجوم عليهم بشكل غير صحيح أو بعيد عن أسس النقاش اللبق فقد يصبحوا بأعين البعض ضحايا مظلومين , لذلك العناصر بسيطة و لكن للأسف نحن لم نعتاد عليها بمجتمعنا , فنحن نولد بالخوف , نصادق الخوف في مسيرة حياتنا , و في النهاية نموت به و معه.

و احدى أسس قيام هذا الفضاء الرقيب المفتوح هو الاحترام و النقد المغلّف برغبة للوصول إلى الحقيقة أو تصحيح أي انحراف , أما ما نشهده من اغتيالات للشخصية فهي كالنقش بالرمل لا تفيد و لا تسمن من جوع , فحتى اولئك الفاسدين إن تم الهجوم عليهم بشكل غير صحيح أو بعيد عن أسس النقاش اللبق فقد يصبحوا بأعين البعض ضحايا مظلومين , لذلك العناصر بسيطة و لكن للأسف نحن لم نعتاد عليها بمجتمعنا , فنحن نولد بالخوف , نصادق الخوف في مسيرة حياتنا , و في النهاية نموت به و معه.

كل شعوب الارض أو على وجه التحديد تلك المتحضّرة صنعت من الفضاء الالكتروني فضاء بنّاءً يقوّم أي انحراف , و يشارك الحكومات في صياغة الافكار و القرارات خصوصا المصيرية منها و التي تمس المواطنين , أمّا نحن فلا زلنا نحوم في دائرة التقديس و التحريم , بحيث بات السؤال الصريح في وطننا العربي اعلان حرب , أما المدح العلني و الثناء و التبجيل فلاجله أوجدت الوسائل , و نريد التطوّر ؟ هيهات.

اترك رد