المجالي يكتب : القوات المسلحة الاردنية في خطاب العرش السامي

44
كتب د.بكر خازر المجالي
كانت مراسيم افتتاح الدورة الثانية لمجلس الامة التاسع عشر في 13 تشرين الثاني 2022 ، وبالتالي يكاد نادرا أن يشهد مجلس أمة خمس مراسيم افتتاح وخمسة خطابات عرش ، لان المجلس الأول كانت دورته غير عادية لأنه جرى انتخاب مجلس النواب بعد المدة المنصوص عليها في الدستور لانعقاد الدورة العادية وهي الأول من تشرين الأول ويجوز للملك إرجاء انعقادها حتى الأول من كانون الأول من كل سنة ولا يجوز أن تتجاوز مدة الدورة غير العادية عن الثلاثين من أيلول ويسري عليها أحكام المادة (78) من الدستور وتشملها شروط التمديد والتأجيل.ولهذا كانت دورة المجلس التاسع عشر غير عادية وفقا لنص الدستور

ولكن في كل خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي ، يتحدث جلالته عن القوات المسلحة بكلمات تخرج من خبرات جلالته العسكرية ومعايشته لجنوده وسهره معهم ومشاركته في كل انواع التمارين العسكرية .فتكون كلماته تعبر عن معاني الاعتزاز والافتخار .

واذا تناولنا كنموذج خطاب العرش السامي في مجلس الامة التاسع عشر ، فنقرأ في ثلاثة خطابات بدءا من خطاب الدورة غي العادية الى خطاب افتتاح الدورة العادية الاولى ثم الخطاب الثالث في افتتاح الدورة العادية الثانية في 13 تشرين الثاني 2022 ، وفي كل الخطابات هذه نجد هناك ثوابت للقيادة الهاشمية هي :

1. تأكيد الوصاية الهاشمية على الاقصى والمقدسات

2. تأكيد حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية الكاملة وعاصمتها القدس

3. الاعتزاز بالقوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية

وهناك قضايا وموضوعات يتناولها خطاب العرش السامي تتناول المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدعوة الى الحزبية والمشاركة الشعبية وتحفيز الشباب والمرأة وتشجيع الابداع والابتكار والتوجه للتجديد .

ولكن لا يخلو خطاب من الاعتزاز بالقوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية ، ويحتل ذلك فقرة رئيسية في الخطاب ، وهي فقرة ليست توجيهية او ارشاد او دعوة لعمل ما ، بل هي عبارات تقريرية تتناول الواقع الحقيقي ومكانة الجيش عند القائد وعند الشعب .

فكان افتتاح الدورة غير العادية لمجلس الامة التاسع عشر في 10 كانون الاول 2020 ، وتحدث جلالته منوها للقوات المسلحة الاردنية بقوله :

” وبالحديث عن الثقة، فهي تتجلى في أروع صورها، في الثقة بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وما تتميز به من كفاءة واقتدار. ونؤكد هنا أهمية دعم قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين هم المثل والقدوة في التضحية، ولهم منا، عاملين ومتقاعدين، كل التقدير والرعاية”

وهنا رسالة تدعو المواطنين لأن يدركو عمق الثقة بجيشهم وهو يتحمل اعباء مسؤوليات دقيقة على طول حدود الدولة الاردنية خاصة تلك الساخنة منها والفيام بواجبات التنمية وتنفيذ المشاريع الخدمية والمشاركة في عمليات السلام العالمية .

وفي افتتاح الدورة العادية الاولى لمجلس الامة التاسع عشر في 15 تشرين الثاني 2021، كان خطاب العرش في افتتاح أعمال الدورة قد أفاض في الحديث عن دور القوات المسلحة الاردنية مذكرا يشهدائها وتضحياتها ، ربما أن الاحداث العصيبة التي عاشها الاردن في تلك السنة المتمثلة بجائحة كورونا وكيف كان للجيش العربي الدور الاعظم في التعامل مع الجائحة والنجاح الكبير لدور الجيش أدى لأن يتحدث جلالته بشكل أوسع عن القوات المسلحة ، وقال جلالته :

إن قوة الأردن عمادها الأمن والاستقرار، فوطننا يحميه جيش عربي مصطفوي وأجهزة أمنية محترفة، ولهم منا باسم كل الأردنيين، تحية الاعتزاز والتقدير والاحترام، للعاملين منهم والمتقاعدين.

فهذا هو الجيش العربي الذي ظل وفيا لاسمه وشعاره، وسطر أروع صور البطولة دفاعا عن فلسطين. وما زالت دماء شهدائه تعطر ترابها وترسم منارات تضحية وشجاعة على أسوار القدس، التي تعيش في ضمير الهشميين ووجدانهم منذ مئات السنين

وفي افتتاح الدورة الثانية لمجلس الامة التاسع عشر في 13 تشرين الثاني 2022 وصف جلالته الجيش العربي والاجهزة الامنية بانها ” الاصدق قولا والاخلص عملا ” وهذا وصف جاوز الوصف ذاته باعتبار التاريخ المشرف للجيش العربي وكأننا نعود الى وصف الملك المؤسس عبدالله الاول حين قال : هذا الجيش لا يخذل قواده ” وهنا يقول جلالة الملك عبدالله الثاني في هذا الخطاب :

“على حدود هذا الوطن رجال يحرسون الأردن الغالي بعزيمة لا تلين وقلوب عامرة بالحب والوفاء لهذه الأرض وأهلها، هم أصحاب الرايات العالية والجباه المرفوعة دائما، نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية، حماة الحمى والمسيرة، الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن أمن الوطن والمواطن.

النشامى، أخاطبهم اليوم باسم الأردنيين جميعا وأقول لهم، هذا عهدنا بكم، أنتم الأصدق قولا والأخلص عملا، نحييكم ضباطا وضباط صف وجنودا، فنحن معكم وأنتم معنا صفا واحدا وقلبا واحدا من أجل الأردن الأعز والأقوى””

جيشنا العربي الاردني هو على الدوام في طليعة العرب في خدمة قضاياهم والوقوف مع العرب في ازماتهم او حتى في مساعدات التدريب والتأسيس وغيرها ، هو جيش الشهداء والتضحيات والبطولات ، جيش برسالة عربية و قيم اصيلة هي من مدرسة الهاشميين ومن اصول الثورة العربية الكبرى .

اترك رد