الإعاقة ليست حاجزا أمام الإبداع .. مهرجان الطفيلة نموذجا

46
كتب ارشيد العايد

السلوك الإبداعي عند الانسان يحتاج الى تغذية مستمرة حتى يستطيع النمو والتطور، ويعمل على تحفيز إمكانيات الانسان الهائلة التي منحها له الخالق عز وجل.

وقد أشارت العديد من الدراسات الى ان الاستعدادات الإبداعية موجودة عند جميع الناس سواء كانوا أصحاب إعاقة او غير معاقين، والاستعدادات الإبداعية ذات مستويات متفاوتة بين البشر لكنها في كثير من الأحيان قابلة للتنمية.

فأحيانا قد تبهرك صورة او منحوتة او عمل يدوي تجد فيه الابداع والفن، وأحيانا أخرى قد تبهرك الكلمة، والذي قد يبهرك أكثر من انتاج الصورة والكلمة او اي شيء آخر، هو من يقف خلف ذلك الابداع، خاصة اذا ما علمنا ان صاحب هذا الابداع من ذوي الإعاقة.

أمر الابداع نفسه، ليس لان الشخص صاحب إعاقة، فهناك الكثير من غير أصحاب الإعاقة لم يترك بصمة له في حياته – حتى على المستوى الشخصي – من عمل او ابداع او غير ذلك، وفي ذلك ليس تعميم انما نقول البعض، ممن يتبعون اللهو الى ان تتداركهم السنين وحينها لا يقوى على الاستيقاظ.

وعودة الى العمل المبدع الذي يكون خلفه صاحب إعاقة، فهذا الابداع يتمثل في قوة الإرادة والقدرة على العمل تجده أحيانا أكثر ابداعا من العمل المنجز بحد ذاته.

مناسبة هذا الحديث هو مهرجان الحرف اليدوية الأول لذوي الإعاقة والذي أقيم على مستوى إقليم الجنوب بمحافظاته، يوم السبت الماضي وتحديدا في محافظة الطفيلة، والذي جاء تنظيمه بتشاركية مع جمعية عراقة الطفيلة السياحية ومركز الطفيلة للرعاية والتأهيل ومركز الكرك للرعاية والتأهيل وجمعية الحسينية لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وجمعية صناع الإرادة للأشخاص ذوي الإعاقة في العقبة، والذي ادهش الحضور بمنتجاته من رسومات وحرف يدوية ومشغولات متنوعة، تعكس حقيقة، قوة الإرادة التي يحملها الانسان عندما يصر على تحقيق شيء خاص به، وما حضي به من دفعة قوية بحضور وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى لأعمال هذا المهرجان.

فالظروف المحيطة في كثير من الأحيان تعمل على الحد من الابداع والتميز، ومتى توفرت الظروف المناسبة يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة من الاندماج والتعايش مع بيئتهم، واثبات قدرات تعكسها ارادتهم القوية.

من هنا، ومن خلال اللبنة الأولى التي وضعت لإبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة في المعرض الذي أقيم في الطفيلة، فالجميع ممن يعملون في هذا القطاع مدعوين لان يحذو مثل هذا الحذو حتى نوفر بيئة مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة يستطيعون من خلالها تفجير طاقاتهم وعكسها على شكل ابداعات في حقول مختلفة تعكس قدراتهم الحقيقية الكامنة داخلهم، لا أن نتوقف عند حدود المساعدة في تقديم خدمة فقط.

اترك رد