لمنع قيام وحدة سياسية وجغرافيه ،، ( كاكال ) يبدأ جولة تسوق لأراضي وعقارات الضفة الغربية
كتب : المهندس سليم البطاينه
لعله من المفيد إعادة محاولة دراسة الفكر الاستيطاني الصهيوني منذُ بداياته والذي لا يزال قائم في شكل أو آخر داخل الأُطر والمناهج السياسية الأسرائيلية الحالية ، والذي أخذ منذُ بداياته صراعاً على الأرض والسكان ! وأخذ أخيراً شكل الصراع الجغرافي الديني الذي يرى ان الأرض هي الدعامة الأساسية لحياة كل شعب من الشعوب ، خصوصاً عند الشعب اليهودي.
و الناظر إلى ما يجري في واقع فلسطين لن يحتاج إلى عدسة مكبرة حتى يكشف مآلاته الكارثية ،،، فبعد الأنتهاء تقريباً من شراء عقارات البلدة القديمة في القدس وما حولها باتت أراضي وعقارات الضفة الغربية في مرمى استهداف الصندوق القومي اليهودي ( كاكال ).
القصة بدأت بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة حيث قامت وزارة الأمن الاسرائيلية بتكليف ( كاكال ) للبدء فوراً في عمليات شراء أراضي وعقارات داخل الضفة الغربية ! على ان تكون نقطة البداية بالمنطقة (C) التي تسيطر عليها إسرائيل والتي تمثل مساحة ٦١٪ من أراضي الضفة.
بموجب ذلك نشر ( كاكال ) ( رأس المال الدائم للأمة الأسرائيلية ) أعلانات للبحث عن أشخاص يشغلون وظيفة ( متخصص بإبرام صفقات شراء عقارات ) ،،، يكون مجيداً للغة العربية ، ويملك القدرة على العثور على عقارات مملوكة للعرب يرغبون ببيعها ! والوظيفة حسب الاعلان ستكون تابعة لشركة ( هيمنوتا القدس ) التي أسسها الصندوق القومي اليهودي من اجل إبرام صفقات سرية ومعقدة داخل الضفة الغربية بما فيها البلدة القديمة.
صحيفة ( يدعوت أحرنوت ) قالت قبل اسبوعين تقريباً أن كاكال أشترى في الماضي أراضٍ في جميع انحاء الضفة الغربية خصوصاً في مناطق A , B والتي تخضع لسيطرة مدنية تتبع سلطة عباس ! وحسب التقارير فإن الوثائق تُشير إلى ٣٦٠ صفقة أراضي وعقارات أبرمت بطريقة سرية داخل الضفة الغربية ! بينها ١٧٠ صفقة تم الانتهاء من شراؤها وبانتظار تسجيلها في الطابو الاسرائيلي ،،، وأوضحت الصحيفة أن هناك صفقات أبرمها الصندوق لم توثق حتى الآن في الطابو.
تقرير آخر نشرته صحيفة ( هآرتس ) بأن الصندوق القومي اليهودي ( كاكال ) سوف يصادق رسمياً على شراء أراضي في المنطقة C داخل الضفة الغربية.
فقد كانت الحركة الصهيونية التي تأسست عام ١٨٩٧ تهدف للتخطيط لأستعمار فلسطين من قبل اليهود بحاجة إلى أذرع مالية لتنفيذ خطتها ،،، وفي عام ١٨٩٧ أنشأت الحركة الصندوق القومي اليهودي ( كاكال ) الذي بدوره أنشأ فرعاً في فلسطين عام ١٩٠٢ ، أطلق عليه أسم البنك الأنغلو – فلسطيني ، ومن ثم تم إنشاء شركة تنمية الاراضي الفلسطينية التابعة للصندوق في عام ١٩٠٨.
ومنذُ أوائل عشرينات القرن الماضي تحرك ( كاكال ) في جولة تسوق لشراء أراضي الغائبين المقيمين في مصر ولبنان داخل فلسطين التاريخية ،،، ولا ننسى بيوعات الكنيسة اليونانية التي باعت أكثر من ٦٠٠ دونم في حي الطالبية بمدينة القدس ! وقبلها باعت ٧٠٠ دونم مطلة على البحر المتوسط.
عضو الكنيست من البيت اليهودي ( بتسليئل سموتريتش ) تقدم من خلال حزبه بمشروع قانون رسمي وجديد يسمح لليهود بشراء الاراضي في الضفة الغربية بطريقة غير سرية ! وفي جميع المناطق داخل الضفة دون استثناء ! وطالب الحكومة بتسجيل ٥٣٠ عقاراً في الطابو الاسرائيلي تم شراؤها منذ وقت طويل ولا زالت تنتظر التسجيل في الطابو الاسرائيلي.
شركات كثيرة وهمية لها فروع داخل الدول العربية تحاول شراء أراضٍ في محيط البؤر الأستيطانية كشركة وطن وشركة وهيب ، وشركة الأراضي المقدسة ! وجميع تلك الشركات لها اتصال مباشر مع شركة ( هيمنوتا ) التي أقيمت بعد عام ١٩٦٧.
وهناك شركتين عالميتين كشركة Bona trading المسجلة في دولة Saint Vincent and Grenadines الواقعة في الجزر الكاريبية ،،، وشركة Ventures sent واللتان لا يعرف من هم مُلاكها ! تقومان بشراء الاراضي بشكل مباشر في شمال الضفة الغربية.
إنه مخطط خطير لحساب الصندوق القومي اليهودي لتسجيل الآف العقارات بالضفة الغربية المحتلة بالطابو الأسرائيلي تم شراؤها منذ سنوات ولم يكشف عنها، وكل ذلك الهدف منه محو الجغرافيا والوجود الفلسطيني على الأرض ، وإلى منع قيام وحدة سياسية وجغرافيه بين أراضي الضفة الغربية.