روبوت بحثي يكتشف “كارثة قريبة” في القطب الجنوبي

52
كشف الباحثون عن بيانات جديدة جمعت من بعثة دولية وروبوت تحت الماء في أسفل نهر ثويتس الجليدي البعيد، الملقب بنهر دومزداي الجليدي، في القطب الجنوبي، حيث أشارت هذه البيانات إلى وجود طبقة من المياه العذبة لها دور مهم في وقف “كارثة محتملة”.
وأكد الباحثون أن نهر ثويتس هو أحد أكثر الأنهار الجليدية أهمية في غرب القارة القطبية الجنوبية، وقد يؤدي انهياره المحتمل إلى ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر، ما قد يكون له عواقب وخيمة على المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم.
وأوضح الباحثون أن التراجع السريع لنهر ثويتس الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية مدفوع بعمليات مختلفة تحت الجرف الجليدي العائم.

أظهرت ورقتان بحثيتان (مقالات علمية) نشرتا في مجلة “نيتشر” هذا الأسبوع، 15 فبراير/ شباط 2023، صورة أوضح للتغيرات التي تحدث تحت النهر الجليدي، وهو بحجم بريطانيا أو ولاية فلوريدا الأمريكية، وهو أحد أسرع أنظمة المحيطات الجليدية تغيرا في القارة القطبية الجنوبية.

تظهر النتائج أنه على الرغم من زيادة الذوبان تحت الجرف الجليدي العائم، فإن معدل الذوبان الحالي أبطأ مما تقدره العديد من نماذج الكمبيوتر حاليا.

وبحسب العلماء تبيّن أن هناك طبقة من المياه العذبة بين قاع الجرف الجليدي والمحيط السفلي، تعمل على إبطاء معدل الذوبان على طول الأجزاء المسطحة من الجرف الجليدي.

تم جمع البيانات الجديدة كجزء من مشروع “ميلت”، وهو أحد المشاريع في تعاون ثويتس الجليدي الدولي بين بريطانيا وأمريكا، وهو أحد أكبر الحملات الميدانية الدولية التي تم إجراؤها على الإطلاق في أنتاركتيكا.
وقام فريق البحث بملاحظة خط التأريض (حيث يلتقي الجليد بالمحيط لأول مرة) أسفل الجرف الجليدي الشرقي لثويتس من أجل فهم كيفية تفاعل الجليد والمحيط في هذه المنطقة الحرجة.

وقامت الدكتورة بريتني شميدت، من جامعة كورنيل في الولايات المتحدة، وفريق من العلماء والمهندسين بإرسال روبوت يدعى “إيسيفين” إلى عمق 600 متر. تم تصميم المركبة (الذي وضع الروبوت بداخلها) للوصول إلى مناطق التأريض التي كان من المستحيل تقريبا مسحها في السابق.

وبيّنت الملاحظات الجليدية المصنوعة من قاع البحر والجليد حول منطقة التأريض مزيدا من التفاصيل حول صورة كيفية اختلاف الذوبان تحت الجرف الجليدي. وكذلك الصدوع في قاعدة الجليد التي تذوب بسرعة.

وأشارت شميدت إلى أن الذوبان مهم بشكل خاص في الصدوع، حيث يمكن نقل الحرارة والملح من خلالها إلى الجليد، ما يؤدي إلى توسيع الصدوع، بحسب مجلة “scitechdaily” العلمية.

وأشارت شميدت إلى أنه على الرغم من أن الانصهار العمودي على طول قاعدة الجرف الجليدي كان أقل من المتوقع، فإن الذوبان على طول الجليد المنحدر في هذه الشقوق والمدرجات يكون أعلى بكثير، وقد يكون عاملاً مهمًا في فقدان الجليد عبر نهر ثويتس الجليدي، خاصةً مع تقدم الانقسامات الرئيسية عبر الجرف الجليدي وقد يصبح السبب الرئيسي لانهيار الجرف الجليدي.

اترك رد