توجهات لبدء الاستثمار في مبنى سجن السلط القديم

165

الأردن اليوم-كشفت بلدية السلط الكبرى عن توجهها للبدء بالاستثمار في مبنى سجن السلط القديم والذي يقع في مدخل المدينة، ويطل على سفوحها وجبالها، وأبرز معالمها مثل السوق، وشارعي الميدان والخضر، وجبل القلعة، والمنشية، ومدرسة السلط الثانوية.

السجن وهو أحد اقدم سجون الأردن، انتقل إلى البلدية في مطلع نيسان 2019، بعد أن وافقت قوات الدرك آنذاك على الاستفادة منه في مشروع ثقافي لمصلحة بلدية السلط الكبرى، والتي خاطبت وزارتي الداخلية والثقافة في 25 كانون الثاني من العام ذاته، لإجراء اللازم، بناء على موافقة المديرية العامة لقوات الدرك بتخصيص المبنى أو التنازل عنه لأي جهة تراها وزارة الداخلية مناسبة خدمة للمجتمع المحلي.

وللسجن قصص سياسية تروي تاريخ الأردن ونشأته وبطولات ابنائه في وقوفهم ضد الاستعمار والتحرر ويعود في الذاكرة إلى الثورة العربية الكبرى، وتحرير الشيخ عودة ابو تايه من الأسر في عشرينيات القرن الماضي على يد ابناء مدينة السلط، كما اوقف فيه مبارك ابويامين في ثلاثينيات القرن الماضي مدة 9 أشهر.

المؤرخ الدكتور محمد خريسات قال إن السجن تأسس أول مرة في عهد الدولة العثمانية عام 1867م وكان حينها يوجد في كل مدينة قائم مقام، حيث كان موقعه عند تأسيسه في وسط مدينة السلط قرب موقع البلدية حاليا، ثم انتقل إلى مغاير أسفل مبنى سرايا السلط القديم وكان يستخدم للتوقيف المؤقت.

وأضاف أن الاهالي كانوا يرسلون الاغطية لمن يوقف في السجن، وعند إقامة الدولة الأردنية استلمت (قوات الدرك الارني) موقع السجن القديم في السرايا ثم انتقل إلى موقعه الحالي.

ويروي ابناء المدينة أنه بعد بناء سجن جديد في منطقة السرو قرب مديرية الترخيص تحول السجن القديم إلى مركز اصلاح وتأهيل للنساء، إلى أن تسلمته مديرية الدرك في العام 2008 وحولته إلى سرية طوارئ، ثم تسلمته البلدية في العام 2019.

وتبلغ مساحة السجن 4 دونمات و304 أمتار، وكان المبنى قبل العام 2008 من ملاك الأمن العام، وعند فصل مديرية الأمن عن مديرية الدرك، ألحق المبنى بقوات الدرك.

النائب عن مدينة السلط طلال النسور كان طالب الحكومة بتحويل السجن القديم إلى معرض بانوراما تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية وتطورها وإبراز المعالم الاثرية والتراثية في مدينة السلط، بهدف جعل الموقع مقصدا رئيسا للسياح والباحثين والمؤرخين وزوار المدينة.

وفي العام 2019 اتجهت الدراسات لإنشاء متحف ومطعم في مبنى السجن القديم، بعد دراسة تفاصيل المبنى من الداخل، وقدرت الكلفة المادية لصيانة المبنى بـ220 ألف دينار.

ويرى مراقبون أنه يمكن أن يصبح السجن فندقا مهما على مدخل المدينة، او استغلاله لانشاء مجموعة مطاعم وجلسات خارجية وداخلية تضم وسائل ترفيهية، إضافة إى مركز ثقافي يجعل من الموقع مقصدا سياحيا ويضاف إلى المسار السياحي في المدينة.

وبعد أشهر من تقديم النائب النسور مطالبته للحكومة، قال إن مقترحه بشأن سجن السلط القديم، ما يزال قيد دراسة التصاميم في بلدية السلط الكبرى، لافتا إلى أنه لمس وجود اهتمام كبير بتنفيذ المشروع على أرض الواقع، من خلال عدة اجتماعات مع رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والسياحة لما له من أهمية عالية خاصة للمؤرخين والمثقفين وللسياحة، لتكون البانوراما مقصدا للسياحة العلمية والداخلية والخارجية.

البلدية دعت مندوبي وكالات الأنباء والصحف المحلية ووسائل الإعلام والمهتمين في الاستثمار لحضور جولة ميدانية للإطلاع على موقع السجن القديم الذي تتوجه لاستثماره.

اترك رد