التعرض للضوء قبل النوم وسكري الحمل.. هل من علاقة؟
اكتشفت دراسة جديدة سبباً ربما يكون له علاقة بإصابة بعض الحوامل بداء سكري الحمل، وهو حالة طبية خطيرة محتملة تؤثر على النساء الحوامل، شهدت ارتفاعاً مثيراً للقلق في السنوات الأخيرة.
ويرجح الباحثون أن السبب ربما يكون له علاقة بكمية الضوء الزائدة التي تتعرض لها المرأة قبل النوم، إذ تم بالفعل ربط الضوء الزائد في الليل بمشاكل صحة القلب، وفق ما نقل موقع New Atlas عن الدورية العلمية الأميركية Obstetrics and Gynecology Maternal Fetal Medicine.
فيما تظهر الأبحاث المتزايدة أن الاضطرابات في إيقاعاتنا اليومية – دورات النوم والاستيقاظ الطبيعية التي تمر بها أجسامنا كل يوم – يمكن أن يكون لها تأثيرات ضارة أخرى على القلب والأوعية الدموية.
كما سبق أن أظهرت دراسة أجريت عام 2020، على سبيل المثال، أن أوقات النوم غير المنتظمة يمكن أن تضاعف من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الأم والجنين
في الدراسة الجديدة، راقب الباحثون في جامعة نورث وسترن (NU) التعرض للضوء قبل النوم لـ741 امرأة ارتدين جهاز مراقبة على معصميهن لمدة أسبوع. وتم فحصهن خلال الثلث الثاني من الحمل، وهو الوقت الذي تحدث فيه عادة فحوصات سكري الحمل.
ويصيب سكري الحمل المرأة لأول مرة وهي حامل. وفي حين أنه لا يمثل دائماً مخاطر صحية جسيمة أثناء الحمل، غير أن المصابين به ربما سيكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 بعد الحمل. ويمكن أن تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بأمراض القلب والخرف في وقت لاحق من الحياة.
كما أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بهذه الحالة هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسمنة.
أكبر بـ5 أضعاف
وعلى الرغم من أن 31 امرأة فقط من النساء في الدراسة أصبن بسكري الحمل، إلا أنه تم رصد اتجاه يوضح أن النساء اللائي قضين وقتاً أطول في الضوء الساطع مقابل الضوء الخافت في الساعات الثلاث السابقة للنوم كن أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
في السياق قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة مينجي كيم، أستاذة مساعدة في جامعة تكساس، إن “النساء اللواتي يقضين أقل وقت في الضوء الخافت لديهن احتمالات أكبر بمقدار 5 أضعاف للإصابة بسكري الحمل مقارنة بأولئك الذين يقضون معظم الوقت في الضوء الخافت”.
إضاءة الغرفة أو الأجهزة الإلكترونية
وعلى الرغم من أن الباحثين لم يحددوا ما إذا كان التعرض للضوء الساطع ناتجاً عن إضاءة الغرفة أو الأجهزة الإلكترونية، لكن أظهرت دراسة سابقة أن التعرض للضوء الأزرق قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى النساء الحوامل.
فيما تقول إحدى النظريات أن التعرض للضوء الساطع يمكن أن يؤثر على استقلاب الغلوكوز عن طريق رفع معدلات ضربات القلب. وبعبارة أخرى، أضافت كيم: “يبدو أن هناك تنشيطاً غير مناسب يطرأ عندما يحين وقت الراحة”.
“تعتيم الإضاءة”
ووفقاً للباحثين، فإن معدل الإصابة بسكري الحمل آخذ في الارتفاع بسرعة. فبالنسبة للنساء اللواتي أنجبن أطفالاً بين عامي 2011 و2013، كان معدل الإصابة بالمرض في الولايات المتحدة حوالي 4.5%. لكن في عام 2020، قفز المعدل إلى 7.8% من جميع المواليد في الولايات المتحدة. وإذا كان التعرض للضوء يساعد في زيادة الإصابات، فإن سيكون هناك مجالاً سهلاً يمكن للنساء الحوامل من خلاله إجراء تعديل لتقليل مخاطرهن.
وقالت كيم: “لدينا (فريق الباحثين) الكثير لإثباته، لكن بصفة شخصية أرجح أن الضوء يمكن أن يساهم بصمت في هذه المشكلة دون أن يدرك معظم الناس الضرر المحتمل”، ناصحة بأن تقوم النساء الحوامل بتعتيم الأنوار في منازلهن قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، والحد من تعرضهن للضوء من الأجهزة مثل شاشات الكمبيوتر والهاتف.