اليوتيوب، فيديوهات مختزلة وسريعة ووصفات متنوعة
وصفات خارقة للعناية بالبشرة وإنقاص الوزن في وقت قياسي قبل العيد، أسرار العناية بالمنزل في عشر دقائق، وصفات لتحضير كعك العيد والأكلات الشهية لعزومة العيد، وصفات سهلة وسريعة وخارقة، كلها مذّيلة بملايين المشاهدات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة اليوتيوب، ميزتها أنها مختزلة وسريعة، وتبدو أشبه بكبسولة مكثفة من المعلومات لكل أولئك الذين لا يملكون الوقت للبحث وتتبع مقاطع الفيديو الطويلة، أو قراءة المقالات المتخصصة، وأنها تعفيهم من الشعور بأنهم يهدرون الكثير من الوقت في التنقل بين هذه الدقائق السريعة، فبعد أن يتورطوا في الفيديو القصير الأول الذي لا تجاوز مدته دقيقة واحدة، يجدون أنفسهم عالقين لساعات ربما وهم مغيبون أمام هذا السيل من مقاطع الفيديو القصيرة التي لا تنتهي، فهي تعرف كيف تثير الفضول وتقنع العقل باستمرار بأنه لا بأس من صرف دقيقة أخرى.
بعد انتشار ال«تيك توك» تنبه العاملون إلى تحديث وتطوير مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى إلى جاذبية مقاطع الفيديو المختزلة وقدرتها الخارقة على جذب الكثير من المشاهدات العشوائية، فسارعوا إلى تبني النمط الجديد كل على طريقته، ويبدو أن جميع هذه الطرق استطاعت أن تحقق الغاية المرجوة منها، وتجذب أعداداً مضاعفة من المشاهدين العازفين عن مقاطع الفيديو الطويلة والمعلومات المفصلة، فالجميع في عجالة من أمرهم، كما هو حال العالم اليوم، إلا أنهم لا يدركون لماذا هم في عجالة من أمرهم، ولا يرغبون بالاعتراف بأن العادات الجديدة التي طرأت على حياتنا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، هي التي خلقت هذه الحالة الجدلية ما بين طعم استثمار الوقت، ومصيدة تضييع الوقت.