حقل الريشة يعزز أمن الطاقة ويرفد الاقتصاد بقيمة مضافة

33

الأردن اليوم – تعمل شركة البترول الوطنية على رفع قدرتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي من حقل الريشة الغازي إلى 200 مليون قدم مكعب يوميا خلال الأعوام 2024- 2030، مقارنة بـ 50 مليون قدم مكعب خلال الأعوام 2020-2023، بحسب خطتها الاستراتيجية.

ويأتي الاهتمام الرسمي بحقل الريشة الغازي في إطار سياسة تنويع مصادر التزود بالغاز الطبيعي، ورفد الاقتصاد الوطني بقيمة مضافة من خلال توفير مصدر طاقة محلي بأسعار رخيصة تعزز تنافسية الصناعة الوطنية بالاستفادة من قاعدة البيانات ومخزون المعلومات الوطني حول حقل الريشة الغازي.

وتهدف خطة شركة البترول إلى زيادة القدرات الإنتاجية من الحقل ليتسنى نقل الغاز الى وسط المملكة وزيادة الاعتماد على المنتوج المحلي ورفع مساهمة مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية وبأسعار منافسة تقلل الكلف على القطاع الصناعي من خلال خطة إنتاجية وتسويقية تستهدف تزويد القطاع الصناعي بالغاز الطبيعي.

وفي تصريحات سابقة لوزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، أكد أهمية التوسع في استكشاف النفط والغاز في مختلف أنحاء المملكة بالبحث عن أماكن استكشاف نفط جديدة وتسريع العمل لتعزيز إنتاجية حقل الريشة الغازي، ومواصلة العمل على زيادة الإنتاج من حقل الريشة واستثمار الوقت للتوسع في الإنتاج لرفد الاقتصاد الوطني بقيمة مضافة من خلال توفير مصدر طاقة محلية بأسعار رخيصة تعزز تنافسية الصناعة الوطنية.

وتطالب القطاعات الصناعية بإيصال الغاز الطبيعي إلى التجمعات الصناعية بعموم المملكة، لاسيما وأن عملية التحوّل لاستخدام الغاز الطبيعي يمكن أن توفر نحو 60 بالمئة من كفاءة الاحتراق بالمقارنة مع الديزل وبنحو 27 بالمئة بالمقارنة مع الوقود الثقيل.

وبحسب غرفة صناعة الأردن، يخفض استخدام الغاز الطبيعي كلف الإنتاج الصناعي ويزيد تنافسية المنتج الأردني في السوق المحلي والأسواق الخارجية، وبما ينعكس على توليد فرص العمل وزيادة وتنوع قاعدة الصادرات، من حيث المنتجات والأسواق غير التقليدية.

وقالت الغرفة إن مطالبة القطاعات الصناعية باستخدام الغاز الطبيعي في الصناعة تأتي في ظل ارتفاع كلف الإنتاج لا سيما تلك المتعلقة بالطاقة والتي تمثل التحدي الأبرز لنمو القطاع الصناعي، وأحد العوائق الرئيسية أمام الصادرات الوطنية وتنافسيتها، موضحة أن الغاز يشكل 22 بالمئة من إجمالي استهلاك القطاع الصناعي للطاقة الإجمالية.

وبلغ معدل الكميات المستهلكة من الغاز الطبيعي في الصناعات 24 مليون قدم مكعب باليوم خلال 2021، فيما بلغ معدل كميات الغاز الطبيعي المستهلكة في توليد الطاقة الكهربائية نحو 340 مليون قدم مكعب يوميا بنسبة 73 بالمئة، بحسب بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية.

وفي إطار خطة تسويق الكميات الإضافية المنتجة من حقل الريشة الغازي، ونظرا لورود طلبات اهتمام من الشركات للاستثمار في هذا النشاط الجديد لتوزيع الغاز الطبيعي المضغوط والغاز الطبيعي المسال، حددت وزارة الطاقة سقفا لسعر الغاز الطبيعي المنتج من الريشة والمباع للقطاع الخاص بحيث لا يتجاوز سعر الغاز 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وبحد أدنى للسعر لا يقل عن 3 دولارات بحيث يتم احتساب السعر على أساس القيمة الإجمالية وفقا لما هو مستخدم في احتساب سعر الغاز المصري، يضاف إليها الضريبة الخاصة على الغاز الطبيعي البالغة 7 بالمئة بحسب قرار مجلس الوزراء.

وصدر قرار لمجلس الوزراء بالموافقة على تسعير الغاز الطبيعي المنتج من حقل الريشة الغازي للمستهلكين من القطاع الخاص لخلق بيئة مشجعة للاستثمار من خلال جذب المستثمرين لبناء مشروعات استثمارية معتمدة على غاز الريشة سواء في المناطق الشرقية أو في المناطق التي ستتمكن من الاستفادة من الغاز الطبيعي المضغوط أو الغاز الطبيعي المسال.

ووفقاً لخطة الشركة الاستراتيجية للأعوام 2020 – 2030 تعمل الشركة حالياً لاستغلال القدرات الإنتاجية الحالية، والتي أصبحت تتجاوز الكميات المباعة، بالبحث عن بدائل تسويق الغاز وتجاوز المشتري الواحد، حيث وقعت الشركة مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات المهتمة بشراء غاز الريشة لنقل الغاز لوسط الأردن بواسطة الصهاريج بعد ضغطه أو تسييله وبناء صناعات كيماوية مثل الأمونيا كونها مادة استراتيجية للأردن بالتوازي مع مشروع تعدين الفوسفات والذي بدأ التنقيب عنه من قبل وزارة الطاقة والثروة المعدنية في منطقة حقل غاز الريشة، إضافة الى الاستمرار بتوليد الكهرباء من خلال الوحدات التوليدية المتواجدة حاليا.

وارتكزت المعالم الرئيسية للخطة الاستراتيجية للشركة 2020 – 2030، على زيادة مساهمة مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد والتوسع في الاستكشاف وزيادة الإنتاج وتخفيض الكلف وضمان الفعالية، والسعي لتفعيل دور شركة البترول الوطنية كذراع للحكومة في تنشيط مشاريع الاستكشاف والبحث عن البترول على أسس تجارية، بالإضافة إلى استقطاب استثمارات للصناعات البتروكيماوية والتعدينية والتحويلية تعتمد على غاز الريشة كمصدر رئيسي للطاقة ورفع متوسط إنتاج الغاز الحالي، وصولا إلى الطاقة الاستيعابية لمحطة الريشة.

وارتفعت القدرة الإنتاجية للحقل من حوالي 8 ملايين قدم مكعب يوميا عام 2017 إلى حوالي 30 مليون قدم مكعب حاليا، ويجري العمل على رفعها إلى 50 مليون قدم مكعب خلال العام الحالي.

يشار إلى نحو 20 مليون قدم مكعب من الغاز يجري استغلالها لتوليد الكهرباء في محطة كهرباء الريشة، فيما يجري العمل على استغلال باقي الكمية بتزويد القطاعات الإنتاجية بالغاز.

وتعمل الوزارة على تغطية محطات توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي بالاعتماد على الغاز الطبيعي المستورد من خلال جمهورية مصر العربية وشركة شيفرون وميناء الشيخ صباح للغاز الطبيعي المسال في العقبة، بالإضافة للغاز المنتج من حقل الريشة.

وبحسب تقرير الوزارة المنشور على موقعها الإلكتروني، تقوم شركة تطوير العقبة بالتعاون مع الوزارة وشركة الكهرباء الوطنية، بالعمل على تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز الطبيعي المسال، من خلال بناء وحدة تغيير شاطئية بقدرة 400 مليون قدم مكعب يوميا، والعمل على استبدال وحدة التخزين والتغيير العائمة الحالية بوحدة تخزين عائمة أخرى، حيث تمت الإحالة على شركة استشارية، لإعداد الدراسات الهندسية والتصاميم الأولية ووثائق العطاء ومن المتوقع الانتهاء من أعمال المشروع وتشغيله خلال عام 2024.

وفي إطار تشجيع استخدام الغاز الطبيعي في القطاعات جميعها، أشارت الوزارة إلى أنه تم افتتاح مشروع تزويد المجمع الصناعي في العقبة التابع لشركة مناجم الفوسفات الأردنية بالغاز الطبيعي.

وجاء افتتاح المشروع العام الماضي في إطار الاتفاقية التي وقعتها شركة الفوسفات مع شركة فجر الأردنية المصرية لنقل وتوريد الغاز الطبيعي، بهدف تزويد المجمع الصناعي في العقبة بنحو 4 ملايين قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي.

اترك رد