هوليود تعيد إنتاج ثلاثية الرعب ،The Exorcist

98

بعد 50 عاما من عرض فيلم “طارد الأرواح” الذي أصاب جيلا كاملا بالرعب، وفي إطار إحياء الكلاسيكيات المعروفة؛ تقرر إعادة إنتاج ثلاثية الرعب (The Exorcist).

فقد أعلنت شركتا الإنتاج يونيفرسال بيكتشرز وبلومهوس برودكشنز رصد 400 مليون دولار ميزانية للتصوير احتفالا بمرور نصف قرن على العمل الذي يصنف ضمن الأكثر رعبا على الإطلاق، على أن يُعرض الجزء الأول منها في 13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
رسميا.. إعادة إنتاج سلسلة “طارد الأرواح

أثيرت شائعات كثيرة خلال السنوات الماضية حول إعادة إنتاج السلسلة، فيما نفت جهات الإنتاج نيتها لذلك، لكن الآن وقد بات الأمر مؤكدا، جرى الإعلان عن أسماء طاقم العمل الأساسي.
أولهما المخرج جوردن غرين والمنتج جيسون بلوم، اللذان ما إن انتهيا من الثلاثية الأخيرة لسلسلة أفلام “هالوين” (Halloween) التي كان آخرها بعام 2022 والنجاح الكبير الذي حققته فنيا وجماهيريا وعلى مستوى الإيرادات، تقرر إسناد ثلاثية “طارد الأرواح” إليهما، على أن يحمل الجزء الأول اسم “طارد الأرواح الشريرة: المؤمن” (The Exorcist: Believer).

وإن لم يتبين بعد إذا ما كانت الثلاثية المقبلة ستكون بمثابة إعادة إنتاج للسلسلة القديمة ولكن بمعالجة معاصرة، أم ستُستكمل خلالها الأحداث بعد ما انتهى إليه الأمر بالسلسلة الأولى.
أما عن طاقم التمثيل، فقد وقع الاختيار على الممثلة إلين بورستين لتُعيد تمثيل دور كريس ماكنيل، والدة الفتاة الصغيرة التي تعرّضت لمسٍّ شيطاني وهو الدور نفسه الذي مثلته بنسخة 1973، كذلك أُسند إلى الممثل ليزلي أودوم جونيور دور أب يُعاني هو الآخر من إصابة طفلته بمَسٍّ شيطاني.
تبدأ أحداث الجزء الجديد باختفاء الابنة برفقة صديقتها المقربة في الغابة لمدة 3 أيام، قبل أن تعود الاثنتان دون تذكُّر أي شيء مما جرى، حتى أنهما تعتقدان أن غيابهما لم يتجاوز الـ3 ساعات، ومن ثمّ تتوالى الأحداث، وتبدأ أعراض الاستحواذ الشيطاني تظهر عليهما، فيما يحاول الأهل علاج الأمر بشتى الطرق.
الأكثر رعبا بتاريخ السينما

صدر الجزء الأول من فيلم “طارد الأرواح الشريرة” (The Exorcist) عام 1973، ورغم أن أفلام الرعب عادة لا تترشح للأوسكار، فقد حصل العمل على 10 ترشيحات، فاز منها بجائزتي أفضل سيناريو مقتبس وأفضل تسجيل صوتي، ليصبح أول فيلم رعب بتاريخ السينما يترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم.

كذلك ترشّح العمل إلى 7 جوائز غولدن غلوب حاز على 4 منها. أما على مستوى الإيرادات فقد حقق الفيلم 441 مليون دولار وهو مبلغ ضخم في ذلك التوقيت من أصل ميزانية لم تتجاوز 12 مليونا، مما جعله يُصنّف كأحد أهم أفلام الرعب خاصة وأنه أثّر بصناعة السينما بعد ذلك.

وهو ما يبرر حصوله على تقييم 8.1 نقاط على موقع “آي.إم.دي.بي” (IMDb) الفني واحتلاله المرتبة 225 ضمن قائمة الموقع نفسه لأفضل 250 فيلما بتاريخ هوليود، فيما اختاره بعض النقاد وصُنِّف ضمن عدة قوائم باعتباره العمل الأكثر رعبا في تاريخ السينما.

الفيلم إخراج ويليام فريدكين، وبطولة إلين بورستين وماكس فون سيدو وليندا بلير، وهو مُقتبس عن رواية تحمل اسم “طارد الأرواح” صدرت عام 1971 وكتبها ويليام بيتر بلاتي، وظلت ضمن قوائم الكتب الأكثر مبيعا طوال 55 أسبوعا، إذ بيع منها أكثر من 4 ملايين نسخة قبل عرض الفيلم.

وإن كانت القصة نفسها مستوحاة عن قصة حقيقية جرت عام 1949، تتمحور حول طفلة قيل إنها تلبستها أرواح شريرة فيما حاولت أمها طرد تلك الأرواح مستعينة ببعض الكهنة في محاولة منها لاستعادة براءة ابنتها وطفولتها المهدرة، مهما كلف الأمر.
الفيلم “الملعون”؟

وصف الكثيرون الفيلم بـ”الملعون”، بسبب ما وقع من أحداث قيل إنها جرت داخل الكواليس وعاشها أبطال العمل بأنفسهم؛ على سبيل المثال، تعرَّض الابن الأصغر للممثل جيسون ميللر لحادث مأساوي تسبب بنقله إلى المستشفى في حال حرجة قبل بدء التصوير.

أما بعد التصوير، فقد تُوفّي النجم جاك ماكغوران عقب أسبوعين من الانتهاء من دوره، كما توفيت الممثلة فاسيليكي مالياروس قبل عرض الفيلم مباشرة.

وقيل أيضا إن مواقع التصوير شهدت الكثير من الحرائق الغامضة وغير المتوقعة، حتى أن بطلتي الفيلم تضررتا جراء إحدى الحرائق ما تسبب بتأجيل التصوير لفترة ليست بالقصيرة وتكبد ضعف الميزانية الإنتاجية المُقررة مُسبقا للعمل.
أما في دور العرض، فتعرّض عشرات المشاهدين إلى حالات إغماء وقيء وغثيان خلال مشاهدتهم العمل، بل إن البعض أُصيب بنوبات قلبية، بالإضافة إلى الكثيرين ممن تملّكتهم الرغبة بالمغادرة دون الانتظار لنهاية العمل، الأمر الذي دعا السلطات لوضع عربات إسعاف أمام دور العرض تحسبا لذلك.

كما قال بعض ممن شاهدوا الفيلم إنهم أصيبوا بكوابيس مزمنة وشعروا بالرعب من المكوث في المنزل بمفردهم.
كل ما سبق تسبب في انتشار شائعات تفيد بأن استحواذا شيطانيا يفرض سيطرته على العمل، لذا سرعان ما ظهرت دعوات بحظر عرض الفيلم سواء من القساوسة أو بعض الناشطين الحقوقيين وحتى المجالس المحلية، ومع ذلك استمر العرض على الشاشات لمدة 105 أسابيع أي ما يزيد قليلا على عامين، متفوقا على فيلم “العراب”.

وبالرغم من أن العمل صدر عنه عدة أجزاء فيما بعد آخرها كان في 2005، كذلك صُنع منه نسخة تلفزيونية، ظل الجزء الأول الأكثر نجاحا وأهمية. والآن مع العزم على خوض التجربة من جديد هل تتكرر أي من تلك المآسي مع السلسلة الجديدة أو أن كل ما جرى بالسابق كان محض مصادفة؟

اترك رد