ملابسنا في المستقبل يمكن أن تكون مادة حية وذاتية الإصلاح!

19٬721

وجد فريق من جامعة نيوكاسل نورثمبريا في المملكة المتحدة أن الخيوط الرفيعة الشبيهة بالجذور التي تنتجها العديد من الفطريات يمكن استخدامها على الأرجح كمادة قابلة للتحلل البيولوجي.

وفي اختباراتهم، ركز الباحثون على فطر Ganoderma lucidum، الذي ينتج جلدا من خيوط متفرعة، والتي تنسج معا في بنية تسمى الفطريات.

ومع القليل من العمل، يمكن أن تكون الجلود الرقيقة بمثابة بديل للجلد، وإرضاء الأذواق النباتية والبيئية والأزياء، على الرغم من أن عملية إنشائها تحتاج أيضا إلى الإسراع والارتقاء قبل أن يمكن تحويلها إلى سترة الموسم المقبل.

وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: “تشير النتائج إلى أن المواد الفطرية يمكن أن تعيش في البيئات الجافة وقلة التغذية، والشفاء الذاتي ممكن بأقل قدر من التدخل بعد فترة تعافي مدتها يومين”.

ويتم بالفعل استخدام المواد القائمة على الفطريات في مجموعة متنوعة من المجالات، من البناء إلى المنسوجات. ومع ذلك، فإن العملية المستخدمة لإنتاج هذه المواد تميل إلى قتل الأبواغ المتدثرة – الأبواغ الفطرية التي تساعد الكائن الحي على تجديد نفسه.

وشجع النهج الجديد الذي يتضمن مزيجا من الفطريات، والأبواغ المتدثرة، والكربوهيدرات والبروتينات والعناصر الغذائية الأخرى في السائل على نمو الجلد الذي يمكن إزالته وتجفيفه. والنتائج حاليا حساسة للغاية بحيث لا يمكن تحويلها إلى ملابس، لكن الباحثين واثقون من أنه من الممكن أن تحول الابتكارات المستقبلية إلى بشرة أكثر صرامة، ربما عن طريق الجمع بين الطبقات أو اللدائن في الجلسرين.

وبشكل حاسم، لم تقتل عملية الإنتاج الأبواغ المتدثرة، والتي يمكن إحيائها لتنمو خيوط جديدة فوق الثغرات في الجلد.

وأظهرت الاختبارات التي أجريت على المادة أنها كانت قادرة بالفعل على استبدال الثقوب التي تم إنشاؤها فيها، إذا تم وضعها في ظروف مماثلة تمت زراعتها فيها. وكانت المادة قوية كما كانت من قبل، على الرغم من أنه لا يزال من الممكن رؤية مكان الثقوب.

وكتب الباحثون: “إن قدرة هذه المادة الفطرية المتجددة على شفاء العيوب الدقيقة والكليّة تفتح آفاقا مستقبلية مثيرة للاهتمام لتطبيقات المنتجات الفريدة في بدائل السلع الجلدية مثل الأثاث ومقاعد السيارات وملابس الموضة”.

وقام الفريق أيضا ببعض الأعمال مع فطر Pleurotus ostreatus، الذي لا يحتوي على الأبواغ المتدثرة فيه. ولم يكن قادرا على الشفاء الذاتي بنفس الطريقة، ما يدل على أن الأبواغ المتدثرة هي التي أعطت المادة قدرتها على التجدد.

وهناك طريق طويل لنقطعه هنا قبل أن ترتدي ملابس مصنوعة من الفطريات. وتستغرق عمليتا النمو والشفاء عدة أيام لتحدث في الوقت الحالي، على سبيل المثال، شيء يمكن تسريعه بمرور الوقت.

ومع ذلك، فهذه أوقات ممتعة لما يسميه الباحثون المواد الحية المهندسة أو ELMs: بسبب الخلايا الحية بداخلها، فهي قادرة على التكيف مع بيئتها، ويمكن تعديلها بشتى الطرق.

وكتب الباحثون: “المواد الحية المهندسة المكونة بالكامل من الخلايا الفطرية توفر إمكانات كبيرة بسبب خصائصها الوظيفية مثل التجميع الذاتي والاستشعار والشفاء الذاتي”.

اترك رد