السعودية والولايات المتحدة تنددان بعودة أعمال العنف في السودان

60

اندلعت اشتباكات عنيفة وقصف بالمدفعية في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم، وأفاد سكان بوقوع ضربات جوية بعد وقت قصير من انتهاء سريان وقف لإطلاق النار استمر 24 ساعة أدى إلى هدوء قصير في القتال المستمر منذ ثمانية أسابيع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال شهود إن القتال الذي اندلع بين الجانبين كان من أعنف المعارك منذ أسابيع وشمل اشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.

وقالت السعودية والولايات المتحدة اللتان توسطتا في محادثات وقف إطلاق النار في جدة، إن وقف إطلاق النار سمح بتوصيل بعض المساعدات الإنسانية الحيوية وساهم في إجراءات بناء الثقة.

وورد في بيان للبلدين “لكن وقعت انتهاكات، وفي أعقاب انتهاء سريان وقف إطلاق النار قصير الأمد، يشعر الوسطاء بخيبة أمل شديدة بسبب الاستئناف الفوري للعنف المكثف الذي نندد به بشدة”.

وعقب انتهاء سريان وقف إطلاق النار في السادسة صباحا (04:00 بتوقيت غرينتش)، قال شهود إن الاشتباكات والقصف المدفعي استؤنفا في شمال أم درمان.

كما أشاروا إلى وقوع اشتباكات في جنوب الخرطوم ووسطها وفي شمبات على نهر النيل في مدينة بحري حتى جسر الحلفايا الاستراتيجي الذي يؤدي إلى مدينة أم درمان.

وقال مصعب صالح (38 عاما) وهو من سكان جنوب الخرطوم “الهدنة جعلتنا نسترح قليلا لكن الحرب والخوف يعودان اليوم”.

وقال ناشط محلي زار موقعين تعرضا لقصف مدفعي في جنوب الخرطوم إن 11 مدنيا على الأقل قتلوا هناك. وقال ناشط آخر في تلك المنطقة إن القتال في شرق الخرطوم أودى بحياة ستة مدنيين.

نزوح جماعي

اندلعت الأعمال القتالية بين الجانبين في 15 نيسان/أبريل بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني.

وتسبب الصراع في مقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من 1.9 مليون مما سبب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة.

ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني من النهب والاشتباكات.

كما اندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى مثل إقليم دارفور بغرب البلاد الذي يعاني بالفعل من صراع بلغ ذروته قبل قرابة 20 عاما.

وأبلغ سكان ونشطاء عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة، قرب الحدود مع تشاد، وموجات جديدة من الهجمات تشنها قبائل عربية على صلة بقوات الدعم السريع.

ومن بين القتلى عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والأطباء، بحسب هيئة محامي دارفور التي تراقب الصراع في المنطقة.

وشهدت المدينة انقطاعا واسعا في الاتصالات لأسابيع عدة.

نهب في كل مكان

من المدن المتضررة الأخرى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم وتقع على طريق رئيسي يؤدي إلى دارفور.

ويقول السكان إنها تشهد فعليا حالة حصار بسبب الصراع مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية.

وتعد منطقة كردفان منطقة زراعية مهمة ومصدرا للماشية والبذور الزيتية والصمغ العربي.

وقال محمد سلمان من شمال كردفان لرويترز عبر الهاتف، “الحالة صعبة، الدعم السريع منتشر في الطرق بين القرى ويقومون بالنهب وهناك عصابات في كل مكان تنهب.. الحركة من مكان لآخر أصبحت خطرة ونحن في بداية الخريف لا نعرف كيف سنزرع أو كيف سنعيش مع هذا الوضع”.

وتقول قوات الدعم السريع إنها تحاول مواجهة أعمال النهب، وتنفي مسؤوليتها عن العنف في دارفور.

وعبر قرابة 400 ألف من النازحين إلى البلدان المجاورة نصفهم تقريبا اتجه شمالا إلى مصر.

من ناحيتها، شددت مصر السبت، إجراءات الدخول إلى أراضيها وأصدرت قرارا جديدا يُلزم جميع السودانيين من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و50 عاما بالحصول على تأشيرة.

وحتى قبل تغيير القواعد، واجه آلاف السودانيين فترات انتظار طويلة عند الحدود في أثناء محاولتهم الحصول على تأشيرات. وذكرت مصادر في مطار القاهرة أنه تم ترحيل 22 مواطنا سودانيا بعد رفض منحهم تأشيرات دخول بموجب القواعد الجديدة.

اترك رد